قبل سنوات بعيدة كنت مسرورا ومغترا بسبب اجتيازي دورة كتابة السيناريو بنجاح وفي نفسي احلام كبيرة وكثيرة باني سافعل الاعاجيب وفي صباح يوم من ذلك الوقت وضعتني الصدفة مع احد المع كتاب الدراما عندنا وعندما جلست في حضرته كان يكتب سيناريو لاحد الاعمال فاستئذنته بالاقتراب اكثر لاتعلم منه وكان على المنضدة اكثر من بند ورق يسحب منه ورقة ويكتب عليها جملة واحدة بخط بحجم البعير ثم يرميها ويسحب غيرها وهكذا وكانت اول ورقة قراتها مكتوب عليها..
( سيارة زرقاء تقطع الشارع مسرعة)
وتوالت بعدها هذه الجمل التي تشبه البعران وهي تجتاز صحراء الورق وعندما جاء لنا عامل الخدمة بالقهوة طلب مني الكاتب جمع الاوراق وفق تسلسلها وابداء ملاحظاتي ان وجدت فاخذتني العزة بالاثم وقررت التملص من مدح الاستاذ الكاذب ووضعت الاوراق جانبا واحتفظت بالورقة التي كانت تمر عليها السيارة الزرقاء مسرعة ورفعتها امام ناظريه واخبرته.. ان هذه الجملة وحدها تعتبر درس كبير لي في كتابة السيناريو وساكتفي بها ولن اكتب يوما حرفا واحدا في هذا المجال ولم يدر بخلدي حينها ان هذه السيارة الزرقاء رغم سرعتها لم تصل الا حينما عبر نور زهير الشارع في بيروت لتتسبب له في حادث مروري يعيقه عن حضور جلسة المحكمة الخاصة بسرقة القرن في موعدها المحدد
و..
نوحي على الضاعن يروحي