23 نوفمبر، 2024 7:31 ص
Search
Close this search box.

“سلاطين الليل”.. في العراق

“سلاطين الليل”.. في العراق

تهافتت الكثير من الشخصيات العراقية على مختلف الوانها ومشاربها وتسابقت للدخول في العملية السياسية التي اطرًت لها الادارة الامريكية وصنعت مشروعها ، وقد وجد كل من في نفسه حاجة ما ان يسارع لخوض غمار العمل السياسي عسى ان يجعل منه ذلك نجما سياسيا ( حتى ولو كان في ظل سلطة تحتل البلد ) وقد يصبح يوما ما وزيرا او رئيسا او حتى نائبا في البرلمان .. وذلك اضعف الايمان !

ولم يقتصر الحال على الطموح السياسي ، بل تعدى ذلك عند اخرين للحصول على منافع مالية وثروات لطالما حلم ان يجنيها بالحلال او الحرام فكلاهما سيان بالنسبة له ، المهم هو الحصول على الثروة والاموال التي ستصنع منه شيئا ..

وفي جميع الاحوال فالدواعي التي انطلق منها هؤلاء للمشاركة بالعمل السياسي في ظل الوجود الامريكي ، لاتتعدى تبريرات الحرص على المصلحة الوطنية مثلا وهذه لازمة عند الكثيرين ، او بدعوى اضطهاد النظام السابق لهم الذي دفع بهم لمعارضته ، الامر الذي يبيح لهم العمل مع النظام الديمقراطي الجديد .

وبالفعل فقد فاز الكثيرين من الذين اسسوا لانفسهم موطيء قدم في السلطة الجديدة فذاك الذي صار رئيسا لحزب او كتلة وذاك الذي استحوذ على اموال طائلة لايعرف احد مصدرها فقط يعرف الناس انها منهوبة من المال العام ، ومنهم من استوزر او صار مسؤولا كبيرا ، واخر الذي اصبح ذو جاه يقبل عليه من هم بمستواه ينشدون حاجة منه او قضاء امرا مستعصيا ..

واليوم يعيش العراق اختناقا كبيرا وعلى جميع الاصعدة ،، وبينما يتربع المحتالين والسراق والمنافقين والكذابين ممن يطلقون على انفسهم بالساسة او القادة وماهم بذلك ، ينظر اليهم العراقيون وحتى من كانت عيناه معصبة الى وقت قريب ، بأنهم الكارثة التي حلت بالعراق وبأنتظار زوالها وهو الامل الكبير .

سوف لن نتطرق اليوم الى الكفاءات المنقوصة ، ان لم نقل المعدومة التي تبوأت المناصب والمسؤوليات في المؤسسات العظيمة والعريقة للدولة العراقية ، ولن نتحدث ايضا عن الشهادات العليا المزورة التي يفاخر اصحابها بحصولهم عليها من الاكاديميات والجامعات الامريكية والبريطانية والفرنسية والعالمية الاخرى ليتضح فيما بعد انها كذبة لااساس لها من الصحة ، او عن تلك الشهادات التي منحتها لهم الحوزات الدينية في قم الايرانية ليعادلوها فيما بعد وتصبح معترف بها في ظل العرف الجديد الذي يحكم به العراق !!

نوع اخر من الشخصيات الجديدة التي تريد ان تقفز على السطح مرة اخرى ، ثلة منهم تجمعهم عواصم عربية قريبة من بغداد ، يحاولون الاستئثار بالسلطة من خلال الفوز بالانتخابات القادمة ، مستثمرين السمعة السيئة لمن يحكم الان ومستفيدين من فشلهم ونقمة الناس عليهم ..

هذه الثلة الجديدة من الضباع والتي تقضي الليل في بيوتات تجمعهم ببيروت وعمان ودبي لاهم لها سوى مناقشة كيفية الوصول الى السلطة على اضلع العراقيين وزفراتهم ،، سنكتب عنهم بالاسماء واحدا تلو الاخر .. شخصياتهم ، ادوارهم ، ملامحهم ، اموالهم .. بأذن الله في مقالاتنا اللاحقة.        

أحدث المقالات

أحدث المقالات