في عرض إعلامي رخيص يظهر العديد من أصحاب السلطة ممن اتاحت الفرصة لهم على استقدام وتسخير وسائل الدعاية مدفوعة الثمن لاستعراض جواهر افكارهم الخاوية وعظمة انجازاتهم المزيفة دون خجل فهم يتبارون في ابتكار وعرض حلولًا سحرية لأزمات خدمية مستعصية كمشكلة تجهيز الطاقة الكهربائية في مدنهم وعلى وجه التحديد عندما تشتد تداعيات مثل هذه الازمات وترتفع صيحات المطالبة لوضع معالجات جادة لها ، فأحد المحافظين مثلًا يقوم بزف البشرى لأبناء محافظته وذلك في الاعلان عن موافقة الحكومة المركزية على بناء محطة كهرباء كبيرة في المحافظة وهذه سوف تحسم مشكلة الكهرباء في مدن محافظته وتنهي معاناة المواطنين فيها ، كما سبقه أخر في عرض خطته ( الجهنمية) لتأمين احتياجات ابناء المحافظة من الطاقة الكهربائية بعد فصل خطوط الربط الكهربائي لها عن محطات الكهرباء في المحافظات الاخرى ولا يتردد في عرض هذه الخطة حين يستعين بمخططات الشبكة الكهربائية للمحافظة وكيف ستكون بعد انتزاعها من المنظومة الوطنية …. نقول لمثل هؤلاء وسواهم الكثير لا سلطان على الكهرباء غير اهلها فأهل مكة ادرى بشعابها ، فالمنظومة الوطنية لكهرباء العراق واحدة وعلى امتداد مساحات البلاد وسوف تضعف و تتلاشى ملامحها عندما تنحر اجزائها ، فبناء محطة لانتاج الكهرباء في اي بقعة من العراق فهي للعراق كله وليس لسكان تلك البقعة تحديدا ً، اما عن قضم جزءً منها فهو يعد بداية غير موفقة وسوف تكون عائقا ً لكل ما يبذل باتجاه ترميم المنظومة المتعبة على وفق النيات السليمة المهددة والحاضرة الآن ، فالعديد من دول العالم تسعى لربط منظوماتها الكهربائية مع الدول المجاورة لها لتعزيز مستوى الاداء والوثوق في حين يذهب هذا او ذاك لتبني دعوات لعزل كهرباء هذه المحافظة او تلك عن شبكة الكهرباء العامة ونكرر القول هنا ليترك امر الكهرباء لصناعها حصراً فهم سلاطينها بامتياز .
* مهندس استشاري