23 ديسمبر، 2024 7:34 ص

سكاكين الخاصرة الامريكية: تركيا أنموذجا

سكاكين الخاصرة الامريكية: تركيا أنموذجا

وزير خارجية المملكة السعودية الجبير، دعا الى وقف اطلاق النار في اليمن، والجلوس الى طاولة الحوار للخروج بحل سلمي،يحفظ كرامة وماء وجه السعودية بعد فشلها في تحقيق أي تقدم سياسي وعسكري،حتى قال الجبير بذل وإنكسار:كنا نتمنى وقف اطلاق النار بألامس وليس اليوم!
السؤال هنا لماذا وقّتت السعودية هذه الدعوة لوقف اطلاق النار،مع بدء اعلان الحكومة العراقية عن معركة تحرير الموصل؟ ستأتيك الإجابة عنه.
امريكا ومنذ زمن بعيد،تريد ان تكون القطب الاوحد في العالم،لفرض هيمنتها السياسية،والاقتصادية،بل حتى العسكرية،وهي في سعي دؤوب ،وخطى حثيثة لترسيخ وتقوية هذه الهيمنة، وتستخدم كل الوسائل والممارسات والسياسات،لإبعاد وتحجيم وتقييد منافسيها عن القطبية العالمية، أو التخلص من أعدائها، وكثير ما اتخذت امريكا من سياسة في العقود المتأخرة،الدور غير المباشر-سياسة من ينوب عنها-فتقوم بتحريك الادوات من حلفائها،اللهم إلا إذا كان الامر ضرووياً،ويمس مصلحتها بالصميم ،فعندئذ تتدخل مباشرة.
من السياسات الامريكية،وضع سكاكين الخاصرة في وجه كل من يفكر،أو يريد ان يقف قبال امريكا،أو يعاديها،مثلا: سكينة حليفتها اليابان بخاصرة الصين، فبأستطاعة امريكا ان تحرك النزاع بينهما على بحر جنوب الصين،او بعض الجزر،حلف الناتو،والاتحاد الاوربي،كلها ضد روسيا،وبالإمكان ان تستغل امريكا الخلاف بينهم حول اوكرانيا،او منطقة البلطيق،كذلك كوريا الجنوبية مع جارتها الشمالية،ايضا باكستان مع الهند على كشمير، حقيقة سكاكين امريكا عديدة، والحلفاء كثيرون لها،وأقرانها كروسيا والصين، لا يستطعون مواجهتها،فأمريكا قادرة على ان تخلق لهما الأزمات،ومن ثم استثمارها لتعود عليها بالربح والفائدة.
السعودية من ضمن سكاكين امريكا في المنطقة،وكانت موجهة بالذات على ايران،بل على الشيعة كافة كما هو واضح لأدنى متتبع في شؤون المنطقة،فقد قامت مع دول الخليج، بإغراء الطاغية صدام لخوض حرب ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية،ومازالت تضع العصي والعراقيل وتحيك المؤمرات ضد ايران،والشيعة ككل،لكنها باءت بالفشل والخزي والعار، فمشروعها السياسي والعسكري في سوريا والعراق،لم ينجح،وفي اليمن أخفقت،وستفشل بالبحرين،فأرتدت عليها اعمالها السيئة بالانهيار الاقتصادي،وغدر أمريكا بها،عندما رأت ان ورقتها احترقت،وأصاب هذه السكين الزنجار،فضربتها بقانون جاستا، فكان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير.
السعودية أستنزفتها صرف الاموال على الارهاب في سوريا والعراق، والحرب في اليمن،ومع هبوط اسعار النفط،اصبحت تعاني وضع اقتصادي متردي، اضافة لخذلان امريكا لها، راحت تتوسل وتدعوا لوقف اطلاق النار في اليمن،لكن لماذا دعوتها مع بدء عملية تحرير الموصل؟ أعتقد تريد ايضاً ان تتفرغ للحدود مع العراق خوفاً من ارتداد داعش اليها بعد هزيمته بالموصل،كما أرتد صدام عليها وعلى الكويت من قبل،ولا يحيق المكر السيء الا بأهله،ومن حفر بئراً لإخيه وقع فيه!
لكن من هي سكينة الخاصرة الأمريكية الجديدة بدل السعودية في المنطقة، لإيران والمليشيات الشيعية كما يسمونها في العراق،وحزب الله؟
الجواب:تركيا، فبعد ان شجبت أمريكا الوجود العسكري الغير شرعي لتركيا في العراق،وتهديد قوات التحالف الدولي بضرب أي تحرك تركي بإتجاه الموصل،نفاجأ بإتفاق أمريكي-تركي، وبدون علم وموافقة الحكومة العراقية،السماح للقوات التركية بالاشتراك بتحرير الموصل،وانضمامها لقوات التحالف؟!
تركيا ستكون عقبة بوجه ايران،والحشد الشعبي،وسوف تمثل وتلعب دور السياسة الامريكية في الموصل وسوريا،لتحجيم وللحد من الدور الايراني،والقوى الشيعية، وربما مواجهة روسيا ايضاً،واردوغان لا يحتاج شيء لتمثيل هذا الدور،سوى إغرائه وإرضائه ببعض الاطماع في سوريا والعراق!
أمريكا ستورط تركيا،كما ورطت السعودية،وعندما تفشل في مهمتها سيشملها قانون جاستا الامريكي!