23 ديسمبر، 2024 5:22 ص

سقيفة بني ساعدة بثوب داعشي !

سقيفة بني ساعدة بثوب داعشي !

أغتيل رسول الرحمة ( صلواته تعالى عليه وعلى آله )، بعدما إتفق القوم على تصفيته، لإن النبي كان يمثل حجر عثرة في طريقهم، نحو السلطة الدنيوية، وجرى ما جرى في داره، قبيل رحيله إلى الملكوت الأعلى، وحدثت واقعة رزية الخميس، وأتهم الرسول المصطفى بالهذيان، حتى قال عمر: إن الرسول ليهجر، حسبنا كتاب الله، وبهذا صار القوم أعلم وأفضل وأرفع شأناً من النبي الخاتم، الذي ختم الله به رسالة ونبوة 124 ألف نبي ورسول .
تفرغ الإمام علي بن أبي طالب ( صلواته تعالى عليه )، لتغسيل أخيه وإبن عمه رسول الرحمة ( صلواته تعالى عليه وعلى آله )، وذلك لإقتضاء القاعدة الإلهية، إن المعصوم لا يغسله ولا يكفنه ولا يصلي عليه إلا المعصوم، والخليفة الشرعي والوحيد للنبي الخاتم أنذاك كان علياً، الذي جرى تنصيبه وتقليده مقاليد الإمامة والخلافة الإلهية، في يوم الثامن عشر لشهر ذي الحجة في غدير خم، حيث شهد على هذا الأمر، كبّار الصحابة وجمع لا يستهان به من الحجيج، التي تراوحت أعدادهم ما فوق الـ100 ألف حاج .
في هذه الأثناء؛ عقد الإنقلابيون مؤتمرهم التأسيسي في سقيفة بني ساعدة، في خرق صارخ وواضح وكبير، للأمر والوصية الإلهية، حيث جرى ترتيب المواقع والمناصب الحكومية، وعزل الحاكم والخليفة الشرعي، وجرت كل هذه الأحداث المشؤومة في تاريخ الدين الإسلامي، حينما كان علياً منشغلاً بتجهيز الرسول المصطفى، ضربت الوصية الإلهية عرض الحائط، ولم يكترثوا للأمر الإلهي، وأخذت البيعة عنوة من الناس وإكراها، ومن عارضهم ورفض الإذعان لهم، قطعوا عنقه، صادروا أمواله، طردوه، وفي أفضل الأحوال يسجن  أو ينفى بعيداً عنهم .
نعم المعارضة تعرضت لوابل من الإغتيالات والإعتقالات دون أي حق يذكر، حتى أنهم رفضوا القانون الإلهي ( لا إكراه في الدين )، في تشابه كثير بين ما حدث سابقاً، وما يفعله الدواعش الآن، وقبلهم طواغيت العصر، كالطاغية صدام وزبانيته من حزب البعث المجرم .
إمتدت الأيادي الآثمة، لبيت الله،  في أول إعتداء جائر ينفذه زمرة من الطواغيت، الذين يعتبرون أول من أسس لكيان داعش الإرهابي، فالأحداث التي جرت سابقا والتي تجري حاليا، تتشابه كثيرا فيما بينهما، في تعمد واضح لإعادة تلك الحقبة السوداء من تاريخ الإسلام، للواجهة من جديد، أجل؛ هجم القوم على دار الزهراء فاطمة بنت محمد (صلوات تعالى عليهم)، الذي كان يقف النبي الأكرم بنفسه، ويطرق الباب ويستأذن حتى يدخل، وحينها كان يردد قوله تعالى : ” إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ” .
 أمّا ما فعله البغاة وقتها لم يراعوا لأي حرمة، وإنتهكوا جميع القوانين حتى العرفية منها، فرفسوا الباب، وقالوا له إن في البيت فاطمة، رد عليهم قائلاً ” وإنْ “، دون أي أن يخجل من فعلته النكراء والهمجية الحيوانية، التي ساوته مع أحقر المخلوقات، عفواً حتى هذه المخلوقات تنآ بنفسها من هكذا أفعال شريرة وشيطانية، كان هدفهم هو الأخذ البيعة من أمير المؤمنين علي ( عليه السلام )، وإن تطلب الأمر حرق دار فاطمة، أو قتلهم لعلي، ففعلوا ما فعلوا من حرق للدار، وكسر لضلع الزهراء فاطمة بالبسمار، وإسقاط جنينها المحسن (ع)، جرى كل هذا على فاطمة التي  يغضب الله لغضبها، كما جاء في جميع الكتب والسير، التي نقلت هذا الحديث بتواتر كبير، حتى عجز النواصب أنفسهم على تضعيفهم إياه، ومنهم من رضخ له .
هذه المدرسة القذرة، أسست من بعدها لنهج داعش، هذا التنظيم التكفيري الإرهابي، الذي رفض أن يأخذ بحديث النبي (ص)، وأعتمد زوراً على ما جاء في القران الكريم فقط، الذي يفسر الآيات الكريمة، على هواه الشيطاني البغيض، معتمداً على جملة ” حسبنا كتاب الله “، ولإستئصال هذا النهج الشيطاني، لابد من مراجعة الحقبة السابقة، وفضح كل ما جرى ليعلم الناس حقيقة الدواعش المؤسسون، الذي أقترفوا من جرائم يندى لها جبين الإنسانية .