23 ديسمبر، 2024 5:30 ص

سقوط دويلات الخليج حسب مفكري بريطانيا

سقوط دويلات الخليج حسب مفكري بريطانيا

الكاتب البريطاني كريستوفر ديفيدسون، قدم في كتابه الأخير حمل عنوان “الانهيار القادم لملوك الخليج” قدّم الادلة على ان ممالك وإمارات الخليج من السعودية إلى جيرانها الصغار ، الإمارات، الكويت، قطر، ، البحرين وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية، محكومة من قبل أنظمة استبدادية للغاية”. وتابع الكاتب القول :”لكن التحديات الدموية هي الان عند عتبات منازلهم، كما ان العولمة تغزو مجتمعاتهم المحافظة، على رغم ان تلك الأنظمة تسعى الى امتصاص المتغيرات عبر ابداء مرونة فائقة”). وياليت اكتفى الكاتب البريطاني بهذا القول بل ذكر ما هو أخطر عندما قال بالحرف الواحد (ان”هذه الممالك والامارات النفطية ستسقط خلال سنتين الى خمس سنوات) ، ويضيف ديفيدسون (ان دول الخليج التي لم تتأثر بأحداث الربيع العربي، لكن مسألة سقوطها تتعلق بعامل الوقت، بمعنى ان السؤال اليوم هو “متى ستسقط؟”، وليس “هل ستسقط؟”). ان ما يعزز من مصداقية نبوءات الكاتب ديفيدسون انه كان اول من توقّع الأزمة الاقتصادية التي ضربت العالم وأصابت دبي عام 2009.
وتوقعات ديفيدسون دعمها محرر شؤون الشرق الاوسط في صحيفة ( الغارديان) ايان بلاك حيث توقع في مقال له سقوط هذه الدول في وقت سريع جدا.
ان دول الخليج او على الأصح ( دول ملوك وامراء الخليج ) أخذت تهرول بسرعة نحو نهايتها ، وكأن لسان حالها يقول ( أن الحق معك ياديفيدسون) ، ومؤشرات سقوط هذه الدويلات كثيرة وعديدة ولعل من اهمها ان هذه الدويلات تنظر الى الأمور بمنظار ضيق يعبر بكل وضوح عن صغر ومحدودية فكر ، انه تنظر الى الأمور في المنطقة بشكل عام والى أمورها بعين واحدة ، بمعنى أنها تنظر الى الأمور من زاوية واحدة ، هي زاوية المكون الواحد او الطائفة الواحدة منوذلك بواسطة (عين عوراء) ، حيث تكون نصف الحقيقة محجوبة ، وحتى النصف الثاني للحقيقة المفترض ان تراه العين السليمة فأنه مشوه ومشلول ، وهذا ما دفع صحيفة الغارديان البريطانية الى ان تتوقع أنهيار انظمة دول الخليج ،بعدما وصفتها بانها اصبحت أنظمة استبدادية، خارج الزمان والمكان.
قالت العرب قديما (ازرع تحصد) ، وبما ان ملوك وامراء دول الخليج يفترض ان يكونوا عرب ، فلذلك يجب بل يحتم عليهم ان يؤمنوا بهذه المقولة وان حصادهم الذي بدأ أكله هو ناتج زرعهم ، وكلنا نعلم ماهو زرع ملوك وامراء دول الخليج ، ولا بأس ان نذكر بعض ما زرعوا ، ولننطلق من ثمانينات القرن الماضي عندما زرعوا وأشعلوا حرب ضروس بين العراق وايران ، حيث قتل وفقد مئات الالاف هذا اذا لم يكن الملايين من شباب العراق وايران على حد السواء، ان ملوك وامراء الخليج أوغلوا بقتل ابناء عمومتهم (العراق)، من خلال تنفيذهم لمخطط (صهيون) القاضي بأشعال منطقة الخليج ، وكالعادة فأن ابناء العراق هم كبش فداء الملوك والامراء فيما يسمى بحرب الخليج الثانية التي ما زالت مستمرة وثمنها مدفوع وما يزال يدفع من دماء شباب ونساء واطفال وشيوخ وعجائز العراق ، ويستمر زرع ملوك وامراء الخليج ليشمل تونس وليبيا ومصر وسورية .
اعتقد ان الكل يتفق معي على ان وسائل الاعلام الأوربية بصفة عامة والامريكية والبريطانية على وجه التحديد ( لاتتكلم من فراغ ) لأن هذه الوسائل تدار من خلال جهاز المخابرات لكل بلد وكل حسب مقتضيات المصلحة (االاستعمارية عامة والصهيونية خاصة)،لذلك فأنه عندما يتم الترويج الى هكذا امور بخصوص دول وامارات الخليج فأن الترويج هذا لم ولن يأت من فراغ ، بل هو حقيقة حتمية ، ولكن وكما يبدو ان النعامة الملكية والاميرية لم ولن تتعلم من النعامة الأصلية التي دائما ماتضع رأسها في الرمال عند الخطر ، مع التذكير ان النعامة الأصلية تضع رأسها في الرمال بأرادتها ، ولكن النعامة الملكية والاميرية فأن هناك من سيقوم بقطع راسها على الرمال العربية ،والبداية أنطلقت من اليمن الغفارية.
ملاحظة ( كتاب ديفيدسون صدر عام 2012)