ان سقوط خط الدفاع الاول واضمحلال مهمته وتزعزع الخط الثاني وتهيؤه للاضمحلال ايضا نذير واشارة نجاح الطرق المستمر على الهدف واسقاط كل خطوط حمايته ودفاعاته
وما يستتر خلفه فيصبح الحال موجبا بشدة الوقوف عند خط الشروع استعدادا للصولة الاخيرة مع استمرار الطرق عن بعد وابقاء الهدف مستترا في خطه الدفاعي الاخير الذي لا يمكنه رؤية التحرك المتجه اليه بسرعة حتى يؤسر ويستمكن منه ومن موضعه, وهنا تطلق اشارة نجاح الصولة ويبدأ العمل على (استثمار الفوز ) ومسك الموضع باحكام وتطهير الموضع من كل معرقلات ومخاطر, (هذه مصطلحات عسكرية وكيفية وضع خطة الهجوم على موضع معين باختصار شديد,,
نرجع لسالفتنا المهمة ,,
ان الطغمة الحاكمة التي استولت على مقاليد الحكم بالاستعانة بالدبابة الامريكية اولا ومن بعدها بدهاء ايران والحرس الثوري وخونة العراق من قادة المليشيات المجرمة الذين قاتلوا الجيش العراقي ابان الحرب العراقية الايرانية وقتلوا من ابنائنا العدد الكثير واعدموا الاسرى وعذبوهم في السجون والمعتقلات وعاملوهم بكل قسوة وازدراء , اول ما استخدموه وعملوا على ترسيخه هو بناء خط دفاعي اول كبير وغفير من الجموع المخدوعة والجهلة من الناس ومن المذهب المعروف والذي تم تحشية ادمغتهم بمظلومية مخادعة وتسخيرهم لحمايتهم والدفاع عنهم بأسم الدفاع عن المقدسات والمذهب ونصرة الدين الذي يرون انه التوى وانحرف منذ وفاة النبي (ص) ولحد يومنا هذا , فاصبحت هذه الجموع الغفيرة خطا دفاعيا محكما ومتينا ولا يمكن حتى مناقشته بما يحمله من معتقد او فكرة او حتى جعله يشكك بنوايا هذه الطغمة الفاسدة وانشأت بذلك الخطوط الحمراء الكثيرة ابتداءً من المرجعية وانتهاءً بابسط شخص يسمى( سيد وجده رسول الله) حتى لو كان جاهلا او سيئا او سارقا وماجنا, واستخدم هذا الخط لفترة طويلة جدا كجدار قوي صلب يتلقى الهجمات والتفجيرات والترويع والقتل وهو متمسك بعقيدته ايما تمسك ومستميت في سبيلها ايما تمسك ورهن وجوده بها وحياته وقدم التضحيات الجسام والمخيفة خدمة للمذهب والعقيدة اياها حتى انه ضحى ببلده واخوته في الهوية بعد تدبير مكيدة تفجير المراقد المقدسة لدى الطرفين والقاء التهمة على الطرف المقصود بالثأر والانتقام وحصل ما حصل , لكن في الوقت نفسه تزامنت مع كل هذه الاحداث منهجية السرقات للثروات والخيرات التي لو وزعت بشكل عادل لاصبح المواطن العراقي ينظر من اعلى الى المواطن الخليجي (كمثال قريب) ولكان البلد يعج بالعمران والتطور والانشغال الدائب بالتقدم والازدهار والتمتع بحياة كريمة رغيدة, سرقات مباشرة بالمشاريع الوهمية والاستيلاء على الاموال العامة بقصاصة ورقية صغيرة وغير مباشرة بسن قوانين لم يسمع بها سابقا الا في زمن الاباطرة والملوك الطغاة وبانشاء او ايجاد محافل فاسدة ولصوصية كمجلس النواب ومجالس المحافظات وبالاعتماد على نفس النهج الاول باثارة النعرة الطائفية والدفاع عن المقدسات حتى خرجت جموع غفيرة اخرى للقتال خارج الحدود دفاعا عن هذه المقدسات وكأن الوطن غير مقدس والشعب مدنس والحياة لا تستحق ان نحياها دون سلامة هذه البنايات والقبور المزركشة بالذهب والفضة واضفاء القدسية عليها اكثر من قدسية الله ودينه السمح بل وحتى اقدس من نبي الرحمة , حتى دبّ الفقر والعوز والجوع والعطش والتشرد والضياع بين صفوف هذا الخط المهم والحيوي المتستر على افعالهم ودنائتهم وسرقاتهم وبدا هذا الخط بالتفكك من خلال الوقفات الطويلة والتفكير كاعادة حسابات والتشكيك في ما يحصل وانتهت به الامور الى الانتفاضات المتكررة والتي اقواها تحدث الان وبشكل غير محسوب بالنسبة للحرامية والطغاة ذاتهم الذين دأبوا الليل والنهار عن طريق مروجي المخدرات الفكرية والجسدية بنصرة اي مسؤول من مذهبهم حتى لو حرامي وفاسد , هذا خط دفاعي مهم وحيوي سقط منهم وصاروا لا ينجحون في اي (كلاوات او تبرير ) يهدىء من الوضع ولو يوما واحدا وليس 100 يوم كما سالفة صاحبنا , اما الخط الثاني الذي بدأ يتحلحل ويتهيأ للسقوط فهو الوسطي اي الذي موقعه في الوسط منهم بين المسحوقين وبين المترفين والذي كان اهم واخطر وسيط ومن خلاله يتم شرعنة الحرام والخيانة والسرقات بالخطب والمواعظ والحث على اتباع ولي الامر الذي ليس منهم , هذا الخط المتمثل بالاتباع (اللواحيكَـ) حيث شعروا وهم الاقرب للناس بخطورة الموقف وركنوا الى الهدوء والعزلة ويتحينون الفرص للهروب والاختفاء خوفا من انتقام الناس منهم , بقي الخط الاخير , وهو الشريان الاكبر والابهر المتمثل بالحاشية التي تلتف حول الطغاة من مستشارين ومشيرين ومخططين وحتى منفذين بشكل مباشر اولئك الحيتان الحقيقية التي لولاها لما تملك الطغاة رقاب الناس ومقاليد الحكم ومصير البلد لهذه الفترة الطويلة , الخط الدفاعي الاخير يكاد يكون خفيا تماما ولا تعلمه الا دوائر المخابرات وبالسرية التي تضمن لهم الحركة والتصرف بحرية تامة ولا تقع عليهم أية مسؤولية قانونية لانهم لا يوقعون على قرار ولا تذكر اسماؤهم في محضر ولا يتطرق الى ذكرهم اي متحدث , المستشارون اولئك مختلفو الجنسية والاتجاه والميول واجبهم التخطيط والدراسة وتقديم الحلول والمقترحات وتزويقها وجعلها مقبولة ومعقولة في وقت لا يمكن قبول او عقل اي قرار صدر من الدمى التي تتحرك بخيوطهم وراء الستار .