23 ديسمبر، 2024 9:49 ص

سقوط الموصل يعد كارثة ونقطة سوداء بتاريخ الجيش العراقي

سقوط الموصل يعد كارثة ونقطة سوداء بتاريخ الجيش العراقي

منذ ان احتلت مدينة الموصل وسقطت يوم 9-6-2014 بيد الدواعش والمسلحين كنت مثل غيري استمع واتابع الاخبار واقوال السياسيين والمحللين لما حدث في الموصل لأنه يشكل صدمة مشابهة لصدمة سقوط بغداد عام 2003 , ووجه التشابه هنا هو هروب القادة وتبخر القوات العسكرية في كلا المدينتين في ساعات ,وحتى اضع الأمور في مكانها الصحيح أقول  هنالك فرق شاسع وكبير بين القوة المهاجمة على بغداد والقوة التي هاجمة الموصل ,و  كنت لا اريد ان اكتب عن هذا الموضوع لافتقاري للمعلومة الصحيحة المستسقاة من ارض الحدث ( الموصل) وليس من خلال قناة تلفزيونية قد تكون مع او ضد وبهذا يكون كل ما اكتب ما هو الا مجرد تهجم او مدح لجهة ما ,حتى أتيح لي فرصة الاتصال بشخصيتين من الموصل الأول هو ابن اخ امير عشيرة طي والأخر هو عميد  بالجيش العراقي السابق والحالي………..
أولا انا لست بصدد اتهام أحد ولا التقليل من جهود أحد وانما انا انقل الوقائع التي سمعتها والتي سبقت الحدث بأيام….
1 قبل سقوط الموصل بثلاث أيام خرج أحد المحليين السياسيين من على قناة البغدادية وقال الاتي (ان المالكي بعدان ياس من حصوله على الولاية الثالثة يسعى الى احداث خروق امنية واحداث فوضى في العراق ليطالب بعدها بقانون حالة الطوارئ والتي لا يعلم الله متى ستنتهي ليبقى هو في الحكم ومن ثم تفتيت كل خصومه) أقول هذا الكلام ليس لي وانما انا انقل ما قال…
2-قبل احتلال الموصل بيومين خرج السيد اثيل النجفي من على قناة البغدادية وقال بالحرف (هنالك خطة وسيناريو معد للموصل مشابه لما حدث بالفلوجة لتشريد أهلها وتخريبها)
3-في يوم الخميس أي قبل الهجوم على الموصل بأيام تم اعلان حضر التجوال في مدينة الموصل،
4-يوم الجمعة التحق السيد عبود قنير وأصبح قائدا لعمليات الموصل لجهة اليمين واليسار وجعل مساعديه الغراوي وعلي غيدان وقد ابعد البعض من القيادات القديمة ووضع محلهم قيادات جديده غير كفؤة حسب ما يقال.
معلومة بسيطة يعرفها كل عسكري وهي مقدمة لمعرفة ما حدث .من المعلوم ان حجم القوة العسكرية المتواجدة في الموصل قوامها 50 الف بين جنود ورجال امن  على اقل تقدير وحسب القياسات العسكرية تحتاج أي قوة مهاجمة الى ثلاثة اضعاف القوة المدافعة أي 150 الف جندي حتى تتمكن  من الهجوم واحتلالها,او ان القوة العسكرية تملك من أسباب القوة التي تؤهلها لان تكون اكثر قوة حتى من الاعداد المدافعة, مثلا تفوق القوة الجوية ,المدفعية, والدبابات, القوة الصاروخية واخير قوات ما يسمى بالنخبة التي تستعمل للهجوم السريع, ولا اعتقد ان عاقلا يقول ان داعش تمتلك هذا بينما تمتلك القوة المدافعة كل هذا فكيف استطاعوااحتلال الموصل ومن اين دخلو؟؟
اما انسحاب القوات العسكرية يتم بعدة أمور منها ..الانسحاب التكتيكي والانسحاب المنظم والانسحاب من منطقة القتل التي تتعرض لها القوة المدافعة الى منطقة دفاعية أكثر امنا وجر العدو لمنطقة القتل لإضعافه وإذا ما اضطرت القوة المدافعة للانسحاب المفاجئ فأنها تدمر كل الاليات والوثائق والتحصينات وكل ما يمكن ان يستخدمه العدو ويستفيد منه…
في يوم 9 الساعة الواحدة ليلا حدث الهجوم يسبقه رسائل على الموبايل بان داعش هجموا على مدينة الموصل وليتعرض بعدها بساعات الفوج الأول الذي ارسل كخط صد وقاتل لمدة ساعتين ومن ثم انسحب باتجاه الفوج الثالث اما الفوج الثاني كذلك قاتل لساعات وانسحب أيضا باتجاه الفوج الثالث وهو يطلق النار في الهواء ويرمى من قبل الأطفال والشباب  بالحجارة ليبدأ القتال مع قوة مهزومة مهزوزة فقدت الكثير من الياتها وعناصر القدرة على القتال الا وهو فقدان المعنويات والخط الدفاعي وعنصر المبادرة مضاف اليه غياب القيادة العسكرية التي تركت الجيش وانقطاع الاتصالات معها ومن ثم مجيء امر بالانسحاب لكافة القطعات العسكرية باتجاه كردستان التي سيق وان هددت بهذا الجيش الذي دخلها وهو مهزوم مع كل قياداته العسكرية , كما اكدوا بان النقش بنديهفي الموصل اشتبكوا مع داعش لمدة ربع ساعه وجائهم امرا بالانسحاب ,وقد تم ارسال فوجين من بغداد لمساندة القوات المتواجدة بالموصل وعلى مسافة 50 كيلوا جاءهم خبر سقوط الموصل وهروب القيادات العسكرية وانهيار كامل للقطعات العسكرية فهربوا كلهم تاركين خلفهم كل معداتهم واسلحتهم العسكرية .وكما يقول ناقل الخبر لي بان هنالك تنسيق مسبق على ما يبدوا قد تم بين داعش (الدولة الإسلامية في العراق والشام) وبقايا الجيش السابق والبعثيين ومن يحملون النفس الطائفي ومن الذين يختلفون مع سياسة السيد المالكي وعندما تنتهي داعش من القتال وتمسك الأرض وتسلمه لهم وتذهب للقتال في مكان اخر ولم يقتلوا أي احد لم يقاتلهم بل اكتفوا بتسريح الجيش وبجمع الأسلحة والمعدات والمخازن العسكرية المتروكة خلف الجيش الهارب , وان اهالي الموصل الان وقعوا بين داعش الغادرة  والمسلحين لانهم كل ما زادت المدة اصبح اهل الموصل تحت رحمة هؤلاء المجاميع الذين سيتزايدون ويضطر اهل الموصل  ان يكونوا معهم خوفا على ارواحهم او طمعا لتكاثرهم كل ما زادت مدة بقائهم في الموصل  وتخوفهم ايضامن الجيش الذي سياتي لتحرير الموصل ويحسب كل من تعاون مع هؤلاء المجاميع على انه داعش الذي لا يعرف أحدا منهم الى الان من أي طريق دخلوا ومن اين جاءوا ..
بعد الموصل سقطت عدة مدن  ونواحي أخرى حتى وصلت على مشارف مدينة كركوك والى تكريت والنواحي المحيطة بها  وهذا يعني بان المساحة التي سوف يقاتل بها الجيش هي نصف مساحة العراق الرمادي وتكريت والموصل وعلى ما يبدوا هنالك تحركات أخرى في اجزاء من ديالى ,كل هذه الاحداث هي بمثابة الإصابة بالشلل الكامل لكل المؤسسة العسكرية العراقية الذي لم تصب بمثل هذه النكبة بكلتاريخها وحتى بأيامسقوط بغدادعلى يد الامريكان وذلك لحجم القوة المهاجمة .فاين كبار الرتب والعقول العسكرية الذين يسمون برجال الدولة  من كل هذا اين الشرف العسكري , هذه اول صفعة من قبل الإرهابيين للشعب العراقي قبل جيشه الباسل الذي هرب بين الأهالي وترك كل معداته في معركة كانت نسبة النجاح لهم  فيها فوق ال70 بالمئة ان كان يمتلك العناصر التالية
القيادة العسكرية المهنية –الجهد الاستخباري والدقة بالمعلومات –السرية التامه -الاستطلاع المستمرللمنطقة–الدوريات المستمرة لجمع المعلومات-ومن ثم نصب الكمائن ونقاط الإعاقة المتقدمة وخطوط الصد او ما تسمى بالإنذارالمبكر،
ان لم يكن كل هذا فعلى المؤسسة العسكرية إعادة تنظيمها وبنيتها من جديد من القيادة العامة للقوات المسلحة الى أصغر جندي على أسس أكثرعلمية وعملية مهنية والاستفادة من الأخطاء، وان وجدت كل هذه العوامل وسقطت الموصل فهذا يعني ان ثمة امر جلل وسر خفي قد حصل أدى لهذا السقوط السريع والمريع ويجب الوقوف عليه وإنزال العقوبات التي ينص عليها الدستور والقانون العسكري بحق كل المتخاذلين والمتهاونين الذين اهانوا المؤسسة العسكرية والشعب وتلاعبوا بأمن البلاد بهذه الطريقة البشعة.ولا اعرف كيف يثق السيد القائد العام للقوات المسلحة بقوة لم تستطع ان تجلب له متهم من المنطقة الخضراء وبعث احمد ليلقي القبض عليه بدلا منهم؟
الان لقد اجبر الجيش العراقي من الانتقال من حالة الدفاع الى حالة الهجوم وانتقلداعش والمسلحون من حالة الهجوم الى الدفاع متحصنين بالمدن وكل ما طالت المدة بهم زاد عددهم وأصبحوا قوة تستقطب المقاتلين من الخارج والداخل وهؤلاء البشر معروف عنهم لا يتركون المدن الا وهي مخربة على رؤوسهم كما حدث ويحدث في سوريا والفلوجة.ولو استطاع الجيش ان يحسم المعركة في الانبار والفلوجة بوقت قصير ووضع سقفا زمنيا واعداد العدة لهابمعالجة علمية حسب السياقات العسكرية المتبعة لما وصلت الأمور أصلا الى هذه الحالة من الفوضى والسقوط المريع للمدن العراقية الواحدة تلو الأخرى وبشكل مستمر الذي يبين عجز الحكومة والجيش العراقي وتعاظم قوة داعش للأسف الشديد
الذي سوف يحدث في الموصل والمدن التي سقطت بيد هؤلاء هو انهم سوف يبنون خطوط للصد ويتخذون من المواقع تحصينات لهم وسد الطرق وزرع المفخخات بالشوارع والبيوت وقطع الجسور والطرقات بالحواجز وسوف تكون المعركة فيها قاسية جدا لأنها سوف تكون حرب مدافع يستخدم المدن ويتحصن بها ضد قوة أخرى  مهاجمة ,ومثل هذه الهجومات تحتاج الى القدرات والامكانيات والاستعدادات الكاملة ومعلومات بأدق التفاصيل عن أماكن تواجد العدو المتحصن بالمدن  ولا يوجد طريقة اسهل من طريقة ما يسمى (بقضم الأطراف والمطرقة ) عن طريق الوحدات العسكرية وضرب القلب والمداخل بالمدفعية  وضرب نقاط القوة بالطيران وهذا يتطلب وقتا وجهدا  واعداد كبير أتمنى ان يمتلكه الجيش العراقي لاسترجاع هيبته,التي فقدها في الموصل على وجه الخصوص , ولكن قبله يجب اخماد العمليات المستمرة على المدن والقرى الأخرى واسترجاعها بسرعة شديده مع الاخذ بعين الاعتبار  محاصرة الموصل من قوات أخرى وعدم ترك من فيها يأخذون الراحة الكاملة والاستعداد الكامل لصد الهجوم المحتمل ان كان هنالك قرار متخذ لاسترجاع الموصل , وأخيرا أقول لا يحق لاحد من الذين يمتلكون القرار الان من تخوين بعضهم البعض الاخر لان كلهم يركبون بنفس المركب من القائد العام للقوات المسلحة الى اصغر جنديا ,حمى الله العراق شعبا وارضا من كل سوء ان ابقي النا شيء اسمه العراق ان لم تحسم هذه الفوضى بشكل سريع والتعامل معها بصورة جديه خصوصا الان لان الكثير من المواطنين في الموصل والرمادي هم ضدالمسلحين  فلا يفوتنكم الوقت لان ا (الوقت كالسيف ان لم تقطعه قطعك),,,والسلام.