23 ديسمبر، 2024 12:57 م

سقوط الأنبار

سقوط الأنبار

أسبوعان داميان في أقضية الأنبار يعززان الخوف من سيطرة تنظيم القاعدة الإرهابي على هذه المدينة فيسعى إلى قتل الأبرياء ،وسفك دمائهم وتخريب كل شيء عراقي، فالعمليات العسكرية التي نفذها هذا التنظيم لم تكن عمليات عادية على الإطلاق ، بل فريدة ونوعية وهي محاولات لمسك الأرض هناك و اتخاذ الأنبار عاصمة الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش “.

لاأحد ينكراليوم وطنية أهالي الأنبار النجباء وغيرتهم على وطنهم وأنا على يقين تام أنهم يرفضون أن يكونوا حاضنةً لتنظيم دموي، كما إنهم يرفضون العمليات الإرهابية التي تتعرض لها بغداد والمحافظات و قلوبهم حرّى على دماء أخوتهم التي تنزف دون وازع من ضمير،على خلاف ماتحاول تصويره بعض وسائل الاعلام الطائفية التي صار خطابها فجّاً وسمجاً في الوقت نفسه.

يتحمل بعض رجال الدين وشيوخ العشائر وأعضاء مجلس النواب والحكومة مسؤولية عزل المجتمع الأنباري عن المجتمع العراقي ووضع حدود غير مرئية للعزل الطائفي لأغراض انتخابية وسياسية وإقليمية.

ليس انشاء اقليم الانبار أخطر المخاطر فحسب ، بل وصول الحال إلى عزل هذا المجتمع عن نسيجه العراقي ومنحه هويته طائفية لاوطنية وهو على أية حال من الأحوال مشروع إقليمي لتفكيك المجتمع العرافي طائفياً .

تتزايد المخاوف من أن تسيطر القاعدة وأخواتها على مفاصل المؤسسات المهمة فقد نشر المركز الخبري قبل أيام خبراً مفاده عودة الأتوات إلى محافظة الانبار وأنباء غير مؤكدة تشير إلى أن “داعش ” فتحت باب الاتحاق بها في بعض الأقضية والنواحي .

ماينبغي التسليم إليه أن هذه المجاميع ليست لها ثوابت وقوانين وبرامج كما إنها لاتحترم المواثيق وهي لاتحمل من الانسانية سوى صورة الإنسان ولديها الدين وسيلة لقتل الآخر المختلف معها بالرأي ولا أظنّ أن ذلك مجهولٌ عند أهالي الأنبار .

الأنباريون لديهم حقوق مشروعة ودستورية ومظالم من حقهم أن يطالبوا الحكومة بوسائل الحوار بتنفيذها، ومن واجب الحكومة فتح باب الحوار على مصراعيه والنقاش بهدوء لتنفيذ مايمكن تنفيذه واجراء لقاءات عملية مع الوجهاء والناس وعدم اختصارها على شخصيات معينة ، ومن حق الانباريين التظاهر والمطالبة والتنديد بسياسية الحكومة ومن حقهم اتباع كل الوسائل لتحقيق مطالبهم سوى حمل السلاح أو التحول إلى حواضن للمجاميع الارهابية سواء داعش أو غيرها ، هذه الجاميع اذا استفحلت لاسامح الله ستحول الانبار والبلاد إلى بركة دماء ويكون الهدف كل عراقي الذي نتمناه ان لاتسقط الأنبار بمعونة سياسية بيد المجاميع الارهابية وأن تبقى هذه المحافظة مدينة كل العراقيين لاعاصمة لداعش أو غيرها .