كان يعتقد العرب مخطئين انه بتحطيم النبي محمد “ص” لـ(365) صنما مما كانت تتواجد في جوف الكعبة ومحيطها ان عصر عبادة الاوثان اصبح نسياً منسيا وبات من الماضي وتبين فيما بعد العكس تماماً لان كسر الاصنام لا يعني تحطيم “الصنمية ” او تركها واليوم ونحن نبتعد عن كثيرا عن عصر الاصنام وتحطيمها بقرابة 1400عام ونيف الا ان الاصنام لاتزال موجوده ولكن بعضها قد اختفي عن العامة والبعض الاخر لازال يجهر بها وليس المقصود هنا تلك الاصنام التي كانت قريش تصنعها من الحجارة او الخشب او نحو ذلك بل ان اصنام اليوم ناطقة وتختلف على اصنام الامس التي ليس لها لون ولا طعم ولا رائحه فأصنام اليوم تملك فلالاً في العراق وخارجة وجكسارات اخر موديل فضلاً عن امكانيات هائلة وانها ترث الطاعة والاموال من لدن محبيها كما يورث المال .
المعروف لدى العامة ان يوم 9/4 والذي لا يهمنا فيه نحن الفقراء ان كان يوم تحرير او احتلال بقدر ما يهمنا فيه قد انفرط عقد الاحزان وصادف ايضا ذكرى شهادة المفكر السيد محمد باقر الصدر “قدس” واخته العلوية الطاهرة فهذا اليوم هو سقوط “هبل” اكبر اصنام العالم الحديث على الاطلاق والذي جثم على صدور العراقيين طيلة 24عاما وكان فيها قد ازدهر عصر الصنمية وكان في اوج نشاطها وجبروتها فكان هذا الصنم لدية من القوة الهائلة التي استطاع بها ان يخضع معظم ابناء الشعب لسلطته ويضعهم بين فكي كماشة فبالترغيب تارة وبالترهيب اخرى استطاع ان يبنى له ملكاً عقيماً لا ينازعه او ينافسه اقرب المقربين الية وان كان احد أبنائه .؟ لقد كان صنماً كبيراً حقاً .؟ وكان لهذا الصنم “كاريزما” مختلفة تماماً على الاصنام الاخرى التي ورثت حكم العراق الان.
واليوم ونحن نعيش في عصر الانفتاح والمباح ورب سائل يسأل كيف لعاقل ان يصنع له صنماً من الحجارة اومن الخيال اومن أي شيء اخر ويقدسه ويقدم له الطاعة والقرابين وللإجابة على هذا التساؤل المنطقي فان عهد تقديس الاصنام لم يندثر اصلاً ولاتزال هناك العديد من الشعوب كالهنود مثلا تقدسه و تتخذه ربا واجب الطاعة ولسنا بصدد هولاء فتلك عقيدتهم رغما انها مبنية على الخرافة ولكن ليس مهماً كيف نقدس بل لماذا نقدس اصناما صنعت من الخيال اصلاً كاتلك الاصنام التي نصنعها عن طريق الديمقراطية او التعيين فدول العربية مثلا تصنع اصنامها بيدها وتقدسها وهذا شانها لأنها لاتزال في مرحلة البداوة ولم تدخل الحضارة او التمدن أصلاً الا بمقدار ما تأكله وتشربه فليس لها حق الاعتراض على اصنامها مطلقا فتلك خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها.
وما يهمنا اليوم ونحن نستذكر سقوط هبل العراق هو اننا كشعب عراقي يمتلك رصيداً معرفياً وحضارياً يحتذى به الا اننا بدأنا نعود الى الجاهلية والطاعة العمياء وبدأنا نصنع لنا اصناماً شتى عن طريق صناديق الانتخابات ومع علمنا علم اليقين انهم ادوات واصنام لا تمتلك أي سلطة انهم يعملون كالرجل الالي “الروبوت” ولكن مفترض الطاعة وهذا ما يتنافى مع وجودنا كأقدم الشعوب المتحضرة في المنطقة ككل .
ومن المؤسف جدا ونحن نعيش في القرن الحادي والعشرين ولازال بعضنا يفضٌل العبودية على العيش بالحرية ويبقى ذليلاً خانعاً تابعاُ مقيداً مسيراً ليس مخيراً يتبع اصناماً يصنعهم هو من الخيال ويهوي ساجداً راكعاً متذللاً بين أيدهم وهذا ما يطلق علية” بصنمية التفكير” فالبعض يعتبر ان صنمة مقدساً لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه فهو يرى صاحبة فوق الانتقاد وادنى قليل من الرب.؟ وهذه افة لا يمكن التخلص منها بسهولة طالما تلك الاصنام تملك امولا طائلة جنتها من خلال هولا ء السذج. وما حالات الفقر والعوز الا نتيجة طبيعة لتسلط هذه “الاصنام البشرية” على مقدراتنا فقد سقط صنم وورثة الان الف صنم وصنم .وكما قال المتنبي” مات في القرية كلب فاسترحنا من عواه, خلف الملعون جروا فاق بالنبح أباه”……؟؟