23 ديسمبر، 2024 7:10 ص

سقط الإخوان…. وبقيت مصر

سقط الإخوان…. وبقيت مصر

إن الدعوة الخبيثة التي تنطلق في الخارج والداخل من أصحاب الفتن للاحتجاج ومحاولة تهييج الرأي العام ضد مؤسسات الدولة المصرية ودفع الناس للقيام بثورة هدفها الأساسي التخريب و التدمير والقضاء على مصر ومؤسساتها وتعزيز العنف الداخلي لتقسيمها بعد أن عادت قوية بعد خراب 25 يناير و لتصبح بالفعل ركيزة أمن الشرق الأوسط واستقراره.

نجاح الجيش المصري الذي يخوض المراحل النهائية لتصفية الإرهاب الإخواني الداعشي الذي أراد أن يستوطن سيناء، وأن ينشر الدمار في ربوع مصر طرح معه العديد من التساؤلات.. أبرزها، ماذا تريد جماعة الإخوان من مصر؟ خاصة مع نجاح الدولة المصرية في تحقيق كل الاستحقاقات الانتخابية، والمضي قدماً على طريق الاستقرار والتنمية.

وليس في مجمل الصورة أو تفاصيلها أن الجماعة الإخوان كانت تسعى بكل قوة إلى جر البلاد إلى الوراء والتخلف وزعزعة استقرار المجتمع المصري، وضرب اقتصاده، فضلاً عن البقاء في السلطة بالقوة، وكذلك تقسيم المجتمع المصري على أساس طائفي وكان هناك بالفعل ما يغذي هذه الأوهام كان الدعم المالي المتوفر من دول و قوى كبرى كانت تراهن عليهم و ربطت مصيرها بمصير هذه الجماعة.

وبموازاة ذلك لا يخفى على أحد أن هناك أطرافاً دولية وإقليمية ودول جوار لا يسرها وصول مصر الشقيقة إلى حالة من الأمن والاستقرار، وأن تمضي في طريق التنمية والإزدهار، حيث ترعى هذه الأطراف الإرهاب والتطرف وتمده بالمال وبكل أدوات القتل والدمار لنشر الإرهاب والفوضى في ربوع مصر، وهي تعلم جيداً أنه إذا وقعت مصر ضحية للعنف والفوضى فإن بقية حبات مسبحة العالم العربي حتماً ستكّر واحدة تلوه الأخرى. فالذي يحدث في سورية ، وليبيا ، واليمن ، والعراق ، والشرق الأوسط بشكل عام هو تهديد مباشر لأمن مصر القومي، ينبغي معه مزيد من التضامن بين أبناء الوطن الواحد، ودعم مؤسسات الدولة المصرية والالتفاف حول القوات المسلحة وهو يخوض حرب حقيقية ضد الإرهاب الذي يهدد حياة ومستقبل الشعب المصري.

وبموازاة ذلك إننا اليوم أمام معركة على مستقبل مصر بين الإخوان وبقية الوطن، ومن ينتصر في هذه المعركة سيرسم ملامح مصر المستقبل، ويبدو من المؤشرات أن جماعة الإخوان لن تنتصر لأن المصريون على قلب رجل واحد مدركين أبعاد المؤامرة التي تحاك ضدهم، وأن الخيار الوحيد أمامهم هو مواصلة السير لبناء مصر دولة مدنية ديمقراطية حديثة، في تلاحم كبير بين جيشهم الوطني وشرطتهم وقيادتهم .

مجملاً….. يجب على الشعب المصري الانتباه و اليقظة لهذه الدعوات الخبيثة و الدنيئة لمحاولة هدم مصر و تخريبها علي أيد أبنائها المغرر بهم ، ويبقى القول هنا أن تلك العمليات الإجرامية لا يمكن أن تحقق أهدافها، ولا يمكن أن تخيف أو ترهب دولة بقدرة وقوة مصر، ولن تكسر عزيمة المصريين أو يثنيهم عن إرادتهم وعزيمتهم ، فمصر دولة عصية على أي محاولات إجرامية لزعزعة إستقرارها أو إرهاب شعبها، ولن يزيدها ذلك إلا قوة وإصراراً لإستكمال مسيرتها في بناء وطنها، والحفاظ على وحدتها واستقرارها.