تكاد سفينة الحكومة المحملة بآلاف أطنان الأمنيات والآمال والأحلام المتكدسة في ميناء الوطن الملكوم تبحر في عباب لا يستكين ويهدد تلك الأحلام بالغرق مثلما كانت في سنوات طويلة مرت وإنتهت الى ندم وعذابات وحزن سواء في سنوات الحروب الشريرة في الثمانينيات بفعل حماقات البعث أو في زمن الحصار ، وما تلاه وفي سنوات أعقبت إحتلال الكويت الآثم وتركت الناس نهبا للقلق والخوف والترقب دون جدوى من ذلك .
هذه المرة يرتفع سقف الآمال وتنتقل السفينة إلى عهدة عادل عبد المهدي الذي يقودها برغم الضغوط الكبيرة والمتواصلة من قادة وزعامات وأحزاب تريد تحصيل المكاسب والمنافع كما تعودت في المرات السابقة ، حيث تتفق الكتل على مكاسبها وتترك الشعب كما العادة التي درجنا عليها في السباقات نحو الوزارات والمليارات التي تتمنى أن تجمعها من تولي أحد مرشحيها لوزارة من تلك الوزارات الدسمة والفخمة والمؤثرة بأموالها وإمتيازاتها .
عادل عبد المهدي رجل الحكمة السياسية والموثوق من الجميع الذي كتب ملاحظاته ودونها وأسس لمشروع سياسي واضح ومتقدم ، وتمكن من حشد الدعم السياسي لوجوده على رئاسة الحكومة الحالية التي تنتظرها مهام جسيمة في مجال الخدمات العامة كالماء والكهرباء التي فشلت حكومات سابقة في تأمينها على مدى خمسة عشر عاما كاملة ، كانت الأموال تنفق بشكل كبير وتهدر وتسرق وتحول الى خارج العراق ، ويحرم منها الشعب ، ننتظر أن يقوم السيد عبد المهدي بفتح ملفات الخدمات العامة ومحاولة الحصول على عقود استثمار من أجل إعادة تأهيل البنية التحتية بالكامل وإعادة الثقة للمجتمع العراقي المحبط وأن يتحرر شيئا فشيئا من تأثير وضغوط القوى السياسية ومحاولاتها فرض الهيمنة على دائرة القرار الوطني وتسخير الدولة في خدمة الأحزاب والأشخاص والزعامات … كلنا أمل بالسيد عبد المهدي في صناعة التغيير المنشود الذي ننتظر .