23 ديسمبر، 2024 3:31 ص

سفينة الدم ورحلة ترامب الأخيرة

سفينة الدم ورحلة ترامب الأخيرة

رغم أنهم في امريكا يمارسون ديمقراطية فصلت على مقاسهم وناسبتهم منذ أزمنة وتداولوا السلطة على مدار اكثر من قرنين إلا ان نوازع النفس البشرية قد لا ترضى بها أو لا تقرها احيانا خصوصا بالنسبة للخاسر من جرائها وهذا ما ينطبق على ترامب الرئيس الأمريكي الخاسر لمعركة الرئاسة مع غريمه الديمقراطي ( بايدن ) والذي كان بحق ( ازعر ) العالم حسب توصيفات اللهجة اللبنانية لاربع سنوات خلت وكانت له مع هذا العالم غزوات وأرباح وانتصارات تحول بعضا منها إلى احن وثارات ولايرغب بالرحيل وهو الذي أضحى لا شيء لديه ليخسره في أيامه الأخيرة من دون تصفية حساباته وقد تكون مناسبة الذكرى الأولى لمقتل ( سليماني ) قائد فيلق القدس الإيراني ورأس نفيظة إيران في كل مناطق الصراع بينها وبين امريكا من البوسنة حتى أطراف اليمن موعدا وتاريخا لاخر معارك ترامب كرئيس لأمريكا في الشرق الأوسط ضد إيران وتصفية حساباته الشخصية والعامة معها ومنذ أيام وماكنته الدعائية والمخابراتية ترسل التلميحات والإشارات حول هذه المعركة مع تحرك منظور للماكنة العسكرية في الخليج والشرق الأوسط وقد استطاع الإعلام الأمريكي بث الرعب في نفوس الكثيرين من اتباع إيران واذرعها خصوصا في العراق إذ تسارعت الأخبار أمس واليوم وكتبت التغريدات عن خلو المنطقة الدولية في بغداد ( الخضراء ) من كل مسؤول عراقي سواء في السلطة التنفيذية أو التشريعية أو في قيادات الحشد ورحيلهم مع عوائلهم إلى إيران عبر الطرق البرية في واسط وديالى وذلك لمعرفتهم الدقيقة ان المعركة الأخيرة ان وقعت سيكون العراق اكبر ساحاتها وان اتباع إيران فيه هم أبرز ضحاياها لذا ان صدقت الأخبار فإنهم حملوا ماخف حمله وغلا ثمنه ورحلوا به إلى ملاذهم في إيران بعيدا عن النار والحرب التي سيسعرها ترامب في بغداد واذا صحت الأخبار وصدق ترامب في وعيده ونفذ تهديده وهذا ممكن وغير ممكن فإنه سيغرق المنطقة في حرب تصفية حسابات تترك آثارها على المدى البعيد وربما يمارس العراقيين انتخاباتهم القادمة بغياب وجوه اعتادوا على وجودها الطاغي في سجلات المرشحين للفوز المؤكد فيها وقد تتهادىسفينة ترامب وهي تبتعد عن البيت الابيض وسط بحر من الدماء في الوقت الذي ينشغل به اتباع الطرف الآخر باحصاء خسائرهم وندب قتلاهم .