23 ديسمبر، 2024 5:53 ص

سفراء مثل بيض اللكلك !

سفراء مثل بيض اللكلك !

من رحلوا ومن تقدم بهم قطار العمر مثل حالي واقتربوا من محطاتهم الاخيرة يتذكرون جيدا كيف كان البائع يدور من زقاق الى اخر وينادي بصوت جهوري واضح صادح ( بيض اللكلك .. بيض اللكلك ) ثم يردف بعدها ( اللكلك علا وطار ) ولمن نسى او تبطر على بيض اللقلق من جيلنا او الاجيال الاخرى التي لم يسعفها الحظ وازاح التطور عن مذاقها هذا البيض نقول .. بيض اللقلق حلوى تشبه بشكلها الخارجي حلوى ( القطب ) او ( من السما ) لكن بحجم اكبر وعادة مايكون لونها ابيض مع بعض الخروقات كالتي تحصل في امننا اليوم فيصبح اللون وردي او قريبا منه , المهم ان ميزة ( بيض اللكلك ) والذي كان يكلفنا (5 ) فلوس وقبلها (عانه ) يذوب بمجرد وضعه داخل الفم ولايبقى منه الا طعم السكر المصنوع منه لكننا لانمتنع عن شرائه فبمجرد سماع صوت البائع وتوفر الـ(5) فلوس نهرع نحوه راكضين ولما طوى الزمن والتقدم التكنلوجي او على رأي سيد زيان ( تكنلوكيا ) نسينا بيض اللقلق وقضية ذوبانه وانتقل في ذاكرة الاجيال الى خانة ( المرحومين ) المنسيين لكن نفس التقدم التكنلوجي اعاد لنا ( بيض اللكلك ) من خلال الفيسبوك وبطريقة مختلفة وبقدرة قادر اصبح الفيسبوك هو ( الدربونه ) والبائع نصاب ليس شرطا ان يكون معروفا او مجهولا و( بيض اللكلك ) درجة سفير يمنحها النصاب لزميل وليس مهما ان يكون هذا الزميل او الزميلة قبل السفارة ( جايجي ) بجمعية الارامل والمطلقات او جلاس مقهى (عصام ) من متعهدي الكفالات المزورة وابطال ( صحة صدور) او من مقاولي توريد ( اللحم الابيض المتوسط ) للمسؤولين ومع ان اللون الابيض هو السائد ببيض اللقلق ايام زمان اصب حالان بالوان زاهية فمن سفير النوايا الحسنة الى سفير نوايا تسواهن او سفير الثقافه او الفن او الضحك على الذقون من خلال صور ولقب معالي السفير وتهاني ثم تنهال ( اللايكات ) والتعليقات بعدها يقوم معالي السفير باخبار الاهل ولاقارب والجيران بأنه اصبح سفيرا وعلى الجميع مناداته بـ( سعادة السفير ) بتغيير صورة الغلاف وصورته الشخصية بعدها يعلن مقاطعته وزعله على كل من لم يقوم بتهنئته من اصدقائه وينسى ان سفارته لاتختلف كثيرا عن ( بيض اللكلك ) تموع بمجرد تعليق صورته على الفيسبوك وسعرها اقل من ( الخمس فلوس ) التي كانت سعرا لبيض لقلق حقيقي .