26 نوفمبر، 2024 3:26 م
Search
Close this search box.

ســـلطة العمامة

ســـلطة العمامة

تؤدي العمامة السياسية سواء كانت شيعية أم سنية دورا واسعاً في العمل السياسي،المجتمع العراقي الذي احتل المرتبة السابعة بالتدين بحسب تقرير اصدره صدرها معهد (Gallup)، الدولي في حزيران الماضي ،يقدس رجال الدين من دون استثناء إلى حد تصل قريبة من الترميز وابعاد الخطاء وتكفير الاخر ، حتى وان غضبوا في حين على تلك العمامة فأن غضبهم سرعان مايذوب أمام حبهم الأزلي .

لم يعد جديدا القول أن مشكلة العراق الأمنية سياسية بثوب ديني ورائحة طائفية، فمهندسو المشروع الطائفي يحسنون صناعة الأخر( العدو) ، ويحسنون كذلك كسب قلوب العامة وودها.

العمامة الدينية التي تبعد عن نفسها الخوض في العمل السياسي تكاد تنصهر امام العمامة السياسية الاكثر رواجاً هذه الايام.
وأصبح المشهد مألوفاً رجلاً بمظهر ديني وعقل سياسي يخرج من مسجد اقرب إلى مقر سياسي وبعضها إلى مراكز تدريب لتخريج الانتحاريين والقتلة، مع تعطيل الوظيفة الاساسية وهي العبادة.

اعتادت العمامة السياسية بنوعيها (السني والشيعي) على تحريك عواطف المواطنين قبيل كل انتخابات ودغدغتها واتقان دور الراعي للضحي التي تنتظر من يحميها من جلاد لمفترض توصيف أضيف إلى ذلك طبيعة الشخصية العراقية التي تميل كل الميل إلى رجال الدين.

نجحت العمامة السياسية في تقسم الكعكة العراقية على ثلاثة اقسام (سنة – شيعة – كرد ) ووزعت فضلتها على المسيح والتركمان وباقي الاقليات المقهورة وحددت مسارات الذهن العراقي منذ 2003 على أن لايخرج الوعي الديمقراطية من سندانة الطائفة والدين حتى انتشر المثل القائل على لسان السنة مثلاً ” سني كسول تعرفه خير من شيعي نشط لاتعرفه” وعمليا يشبه لسان حال الشيعة.

الحقيقة التي تشبه طعم الحنظل أن العراقيين يموتمون بدم بارد نتيجة تضارب مصالح العمائم السياسية يرافق ذلك نمو تطرف داعوشي قذر لايفقه سوى لغة الموت والقتل وسيلة للوصول إلى غايته.

الحقيقة الاكثر مرارة أن الوطن لامحل له في التفكير،والعقل الجمعي اصبح اسيراً لثوابت مترهلة رسمتها العمامة السياسية،العمائم الشيعية السياسية تقول:أحذروا السنة فهم قادمون و كذلك العمائم السنية السياسية تقول: احذروا الشيعة فهم قادمون، وبالحقيقة لاالشيعة قادمون ولاالسنة وانما اضغات احلام سياسية بنكهة طائفية معمة! .

أحدث المقالات