23 ديسمبر، 2024 8:50 ص

حامد كرزاي كان الحل الأوسط للولايات المتحدة الأمريكية في تعقيدات أفغانستان ، فهل لم تستطع البدء بتسليم السلطة لرجلها الأمريكي المباشر أشرف غني الا بعد عبور مرحلة انتقالية مؤقتة شغلها كرزاي . والاخير كان رجلاً باكستانياً في انتمائه العرقي البشتوني أكثر من كونه افغانيا ، لاسيما مع تداخل المجتمع البشتوني بين أفغانستان وباكستان ، وقد قتل أبوه في كويتا الباكستانية ، فيما عمل هو في باكستان لفترة طويلة . وبالتالي كان خياراً باكستانياً يسبق الخيار الأمريكي .

وباكستان والولايات المتحدة شريكتان في تغيير شكل المجتمعات الأفغانية بصورة مباشرة ، إذ كانت باكستان بوابة التدخل الأمريكي في أفغانستان ، ومنطلق تشكيل الجماعات المسلحة التي تم إعدادها ودعمها أمريكياً وخليجياً لمحاربة الاتحاد السوفيتي . إذ كان الحزب الإسلامي الافغاني بقيادة الزعيم البشتوني قلب الدين حكمتيار صنيعة المخابرات الباكستانية ، وعلى أراضيها ، وحظي بدعم مالي ولوجستي اميريكي سعودي باكستاني منقطع النظير ، ما لم تحظ به الجماعات المجاهدة الأخرى ، إلا أنه كان مرحلة من مراحل تحريك وتجنيد العقل البدوي للبشتون ، باستغلال حاجتهم للدعم والتنظيم ، لذلك كان مقدمة لما يخلفه من حركات بشتونية أكثر انتماءً لباكستان وامريكا ، إلا أنه كان نافعاً في ضرب الاتحاد السوفيتي ، وتشتيت قوى الجماعات المجاهدة الأخرى غير البشتونية ، وتدريب وتهيئة المتطرفين العرب والاجانب الذين يتم إعدادهم لما بعد الحرب ، الذين كانت لهم مساهمة واضحة في التخلص من كاريزما أفغانية غير بشتونية كان من الممكن أن تعيق المشروع الأمريكي في أفغانستان تمثلت في أحمد شاه مسعود قبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر .

وليس من الصدفة ان يكون جلال الدين حقاني وكيل الاستخبارات الامريكية – بحسب الاعلام البريطاني شبه الرسمي – الجسر الرابط بين القاعدة وطالبان في أفغانستان .

فيما لم ينل المجاهدون الشيعة من الطاجيك والهزارة ضد السوفييت سوى الاضطهاد في كل العصور اللاحقة، رغم أنهم نظموا أنفسهم بجهود دينية ووطنية محلية ، وأن مناطقهم كانت هي الأكثر محاربة للتطرف . ولم ينل الدعم سوى البشتون .

وقد تشكلت وانطلقت حركة طالبان من الأراضي البشتونية الباكستانية . وحصلت على جميع مقرات حزب حكمتيار في باكستان . وحين لم تستطع طالبان إسقاط مدينة باميان الشيعية وسط أفغانستان بعد سقوط جميع البلاد وصمود المدينة ، دعم الجيش الباكستاني طالبان بصورة مباشرة وفتحها لعناصر طالبان . فيما قتل امام أنظار الجيش الباكستاني في كويتا الباكستانية في عام ٢٠١٢ أكثر من ٤٠٠ شيعي على يد البشتون الذين يحاصرونهم علنا .

ثم جاء الأمريكان بممثلهم أشرف غني ، وهو بشتوني آخر ، تخرج من الجامعة الأمريكية في بيروت ، وتخرج كذلك من جامعة كولومبيا الأمريكية ، وعمل في جامعتها هوبكنز ، التي أعد لها عملاً ميدانياً داخل المدارس الدينية الباكستانية ، وعمل كذلك في البنك الدولي . ليقوم وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بتثبيت أشرف غني رئيساً لأفغانستان من خلال المفاوضات ، بعد أن اتهمه خصومه بتزوير الانتخابات بمساعدة الأمم المتحدة . وهي حالة مشابهة لما قامت به الولايات المتحدة من تزوير عبر إشرافها المباشر أو عن طريق الأمم المتحدة في العراق ، لتوزيع القوى بصورة تناسب مشروع الفوضى الخلاقة الأمريكي.

‏ وليعلن غني في اليوم التالي على استلامه الرئاسة توقيع الاتفاقية الأمنية مع الولايات المتحدة ، التي رفض كرزاي توقيعها .

‏وتزوج غني من مسيحية لبنانية هي رولا سعادة خريجة الجامعة الأمريكية أيضاً وجامعة كولومبيا الأمريكية ومعهد الدراسات السياسية في باريس وتحمل الجنسية الأمريكية . وليس من الصدفة هذا الزواج ، ودخول الخيوط الفرنسية والأمريكية إلى تلك العائلة ، كما لم يكن من الصدفة أن يكون زعيم التنظيمات الإرهابية في العالم أحد أفراد عائلة بن لادن الشريك الاستراتيجي للولايات المتحدة والعائلة السعودية . فهذه القوى المتطرفة المصنوعة بهندسة سياسية وفرت للولايات المتحدة الغطاء المناسب لدخول مجمل مناطق المسلمين في العالم بصفة شبه شرعية دوليا ، لاسيما بعد فتوى تلك التنظيمات بقتل المدنيين الأمريكان في العام ١٩٩٨ ، التي لم تكن ذات فائدة لاحد سوى المشروع السياسي والفكري والعسكري الأمريكي .

واذا كانت الموظفة السابقة في البيت الأبيض كاثي اوبراين قد شهدت في كتابها ( غيبوبة الولايات المتحدة ) أن الأجهزة الاستخباراتية الرسمية في بلادها هي من تدير تجارة المخدرات ، فقد جعل هذا الأمر حركة طالبان التي تسمح وتدير زراعة المخدرات بأكبر نسبة في العالم حليفاً مهماً لتلك الأجهزة الفاسدة . ومن ثم حقق الطرفان موارد مالية ضرورية ، لاسيما للحركة .

إن البداوة والحياة الجبلية النائية البعيدة عن الفكر المدني هي أهم ما يميز غالبية قبائل البشتون في أفغانستان ، وبالتالي يجمعهم الأصل الأعرابي مع مجتمعات اقليم نجد وساحل الخليج في الجزيرة العربية ، وليس فقط كونهما يدوران في الفلك الأمريكي معا .

وهذا ما أدركته بريطانيا ، الخبيرة في شؤون إنشاء المجتمعات المتطرفة ، والتي صنعت الحركة الوهابية البدوية الأعرابية بناءً على دراستها لقبائل قيس عيلان وأعراب تميم وعنزة في شمالي ووسط الجزيرة . وأدركت أن هذه القبائل هي آخر من قاتل رسول الله ، وآخر من دخل الإسلام ، وأنهم كانوا على الدوام في الصف الخاطئ عند كل فتنة . فقد كانوا في الجيش المتمرد على الخليفة الشرعي في معركة الجمل ، وكذلك في صفين ، وفي مذبحة كربلاء .

وهذا ما جعل بريطانيا تتحالف مع أمير البشتون الدموي عبد الرحمن خان ، الذي قام بمذابح كبرى ضد الهزارة الشيعة في أفغانستان ، وقلص أراضيهم إلى حدود ٣٥٪ من أصلها ، بعد أن سرق ما يقارب ال ٦٥٪ ذهبت لصالح البشتون إلى اليوم .

ورغم معرفة الولايات المتحدة الأمريكية أن النسبة الأكبر من المتعلمين والمثقفين في أفغانستان تتواجد في مجتمع الهزارة ، إلا أنها أدارت وجهها لهم كما هو متوقع .

إن المشروع الأمريكي في أفغانستان لم يكن يوماً القضاء على طالبان، أو إقامة دولة ديمقراطية . فليس من الممكن بعد ٢٠ سنة أن تعجز الدول العظمى عن إنهاء وجود قوة عشائرية مدعومة من حلفاء الناتو في باكستان والخليج . وكان يمكن القضاء عليها ببساطة بمجرد دعم وحث فصائل الشمال الاكثر تحضراً وخبرة في القتال ، بعد سحب يد باكستان ومال الخليج . وليس من المعقول أن تفشل الولايات المتحدة والقوى الأوروبية في صناعة جيش عصري يوقف تقدم طالبان . إلا إذا كانت أميركا وأوروبا ذاتها فاشلة ، عندئذ يجب عليهما معاً التوقف عن التدخل في شؤون الدول .

لكنّ التجربة العراقية ، من خلال ثبوت أن جميع قادة الجماعات الإرهابية المسلحة كانوا معتقلين سابقين في السجون الأمريكية أو سجون حلفائها كالاردن والسعودية ، وأنهم بدأوا العمل الارهابي في اللحظات الأولى لخروجهم من السجون ، الأمر الذي يثبت أنهم نظموا او تم تنظيمهم داخلها ، وأنهم يتواجدون حيث تتواجد القواعد الأمريكية ونفوذها ، وأن الولايات المتحدة ادعت صعوبة القضاء عليهم ، وفشلت تماماً في الحفاظ على أراضي العراق التي تدعي حمايتها ، وفشل وانهيار الجيش الرسمي العراقي الذي كانت تسيطر عليه من خلال القيادة المشتركة ، وكانت ترى قوافل تلك الجماعات نهاراً جهاراً دون ردع ، بل ثبوت دعم الطائرات الأمريكية لهم من خلال الفيديوهات التي وثقتها القوات العراقية للمؤن التي تم انزالها في مناطق سيطرتهم ، ثم ثبت كذب ما عليه تلك الجماعات من هالة مصطنعة بعد أن هزمتها قوافل شعبية عشائرية عراقية ، تكشف جميعاً أن الأمر ذاته كان في أفغانستان من قبل الأمريكان .

إن وجود الولايات المتحدة الأمريكية في أفغانستان كان لإضعاف القوى المناوئة لطالبان ، من خلال خداعها بقيام دولة مدنية تستريح فيها القوميات والاثنيات من حمل السلاح بعد حروب طويلة ، في انتظار من الأمريكيين لهلاك قادة الجماعات الاول ، خبراء الحرب ، وخدر الناس ، وانقطاع الجيل الجديد عن التجربة التاريخية السابقة ، ولا يظل خبيراً بالحرب الا القبائل البدوية البشتونية . في ظل وجود رئيس بشتوني امريكي مشترك قال عنه وزير الدفاع ” كبّل أيدينا ولاذ بالفرار ” ، يشرف على جيش مهلهل ، غالبيته من البشتون كذلك ، الذين فضلوا تسليم السلاح على قتال أبناء عمومتهم وقومهم . فهم ليسوا مستهدفين كما يتم استهداف باقي الاعراق ، لاسيما الهزارة الشيعة الذين تعتبرهم طالبان كفاراً كما اعتبرت الوهابية السعودية الشيعة العرب من قبل . ولهذا كان أول مظاهر وجود طالبان في مناطق الشيعة اغلاق مجالس العزاء الحسيني ، وانزال رايات الاحتفاء بتلك الذكرى الإسلامية .

إن المراقبين الدوليين والمحليين يعلمون أن طالبان لم تخضع المدن الأفغانية بحرب حقيقية ، وانما تم تسليمها الاراضي بصورة شبه سلمية ، بعد أن تخلت الجماعات العسكرية السابقة عن كياناتها لصالح قيام الدولة المشتركة المدنية . فكأن العملية الأمريكية في تلك البلاد كانت تقتضي حل الجماعات المقاومة لطالبان ، لا طالبان ذاتها .

والواقع الآن ليس عدم قدرة طالبان على بسط سلطتها وقد سقطت جميع المدن بما فيها العاصمة والقصر الرئاسي في يدها ، وليس غريباً أنها لم تعلن امارتها إلى الآن ، فالولايات المتحدة وباكستان تريدان العبور بطالبان في مرحلة انتقالية لصنع المقبولية الدولية ، بالتظاهر أن السلطة سيتم تسليمها لقيادات غير طالبانية ، وانما أكاديمية ، لمدة ستة أشهر ، حتى يتسنى للمجتمع الدولي التعامل مع أفغانستان ما بعد طالبان ، ويعتاد على وجودها ، في حين أنه تسيطر على مجمل دوائر ومؤسسات الدولة . لكنّ قواعد طالبان الشعبية البدوية ليس باستطاعتها فهم ما تفهمه قيادتها المخابراتية الأصل ، وهذا هو التحدي الذي ستواجهه هذه اللعبة .

وليس من الصدفة أن يكون صاحب هذه الوظيفة الانتقالية بجماعة طالبان إلى المجتمع الدولي أميركي اخر ، هو ( علي احمد جلالي ) الذي عمل مع إذاعة صوت أميركا لعشرين عاما ، وصحفياً لصالح الولايات المتحدة طيلة الحروب في المنطقة ، ووكيلاً عسكرياً للجهود الأمريكية في الحرب الأفغانية ضد الاتحاد السوفيتي ، والحاصل على جوائز الانجاز الوظيفي والخدمة الفيدرالية الأمريكية ، وأنه من أشرف على إنشاء وزارة الداخلية الأفغانية تحت الوجود الأمريكي .

إن ما تريده الولايات المتحدة الأمريكية في أفغانستان وجود جماعة إرهابية بدوية متطرفة ، تخضع للمخابرات الغربية من خلال قيادتها ، كما صنعت بريطانيا من قبل في الخليج . فيما لا يهم مدى وعي قواعد تلك الجماعات الشعبية بما يجري ، لأنها في النهاية تجمعات تتأثر بالقبلية والمال ، كما يروي تاريخ نجد ومحيطها الأعرابي .

فتكون تلك الجماعات بؤرة ضغط أميركية ضد ثلاث دول مصنفة على أنها عدوة للولايات المتحدة ، تحيط بأفغانستان ، هي الصين وروسيا – بحلفائها – وإيران . ومحاولة إحباط مشروعهم الجديد ( طريق الحرير ) .

كما أنها سوف تستخدم يوماً للضغط وابتزاز باكستان القوية الحليف الاستراتيجي للولايات المتحدة وللجماعة .

على أمل أن تكون نتيجة كينونة تلك الجماعة على مر الأيام ذات الكينونة التي أنتجت منظومة ال سعود المتطرفة والعلمانية في آن واحد .

ولهذا كان ما نقله المحللون الباكستانيون من وجود أوامر أمريكية مباشرة للرئيس الافغاني اشرف غني بعدم مقاتلة طالبان ، وأنه يجب عليه تجنيب كابل الدمار صحيحا . ولهذا يرى وزير الخارجية الأمريكي بلينكن أن الولايات المتحدة الأمريكية حققت أهدافها في أفغانستان، وأن كابل ليست سايغون .

فتكون رؤية الدول التي ترى أن الولايات المتحدة هزمت في أفغانستان خاطئة . لكنّ مشروعها قد يفشل في أفغانستان كما فشل في العراق ، نعم . فتلك الشعوب حية ، لا أنها شعب نجد وساحل الخليج وبعض الجزيرة العربية . فالمشروع الوهابي حين اصطدم بالعراق توقف . ولولا أموال النفط والأنظمة الدكتاتورية وسذاجة القيادات الدينية والمجتمعية في بعض البلدان الإسلامية والغطاء المخابراتي الدولي لما استطاع الخروج من نجد .

فيما ستعمل طالبان على خنق كل معادلات الوعي داخل البلاد ، والقضاء على المجتمعات الإثنية والعرقية التي رفضت التعاون تاريخياً مع مخابرات الولايات المتحدة كالهزارة .

تقدر جهات غربية ثروات أفغانستان المعدنية الظاهرة بأكثر من ثلاثة تريليون دولار , ومن ثم هي لا تقل عما اغتنمه ال سعود وحركتهم الوهابية حين بدأوا حركتهم المسلحة في الجزيرة العربية بالتعاون مع بريطانيا . وكانت تلك الثروات بعد ذلك مصدر مهم لدعم الغرب ذاته .

حيث نشرت وسائل الاعلام ( مذكرة داخلية لوزارة الدفاع الأمريكية – البنتاجون- ، بعنوان “أفغانستان: سعودية الليثيوم”، في إشارة إلى أن ما تملكه أفغانستان من الليثيوم يُضاهي امتلاك السعودية للنفط. أفادت المذكرة بأن فريقًا صغيرًا من مسؤولي البنتاجون وعلماء الجيولوجيا الأمريكيين، اكتشفوا ما يقرب من تريليون دولار من الرواسب المعدنية غير المُستغلة في أفغانستان. الأمر الذي يتجاوز بكثير أي احتياطيات معروفة سابقًا وتكفي لتغيير الاقتصاد الأفغاني بشكل أساسي وربما الحرب الأفغانية نفسها، وفقًا لمسؤولين كبار في الحكومة الأمريكية. والليثيوم مادة فلزية معدنية كيميائية تستخدم بشكل أساسي في صناعة البطاريات خصوصًا بطاريات الكمبيوترات المحمولة. ووصفت مذكرة البنتاجون، الرواسب غير المعروفة سابقًا، بما في ذلك الأوردة الضخمة من الحديد والنحاس والكوبالت والذهب والمعادن الصناعية الهامة مثل الليثيوم بأنها “ضخمة للغاية”. ووفق المذكرة، اعتقد المسؤولون الأمريكيون-وقتذاك-أن بإمكان المعادن الضرورية للصناعة الحديثة، تحويل أفغانستان في النهاية إلى أحد أهم مراكز التعدين في العالم. وقالت المذكرة إن “أفغانستان يمكن أن تصبح مركزا عالميا لخام الليثيوم، وهي مادة خام رئيسية تستخدم في تصنيع بطاريات أجهزة الكمبيوتر المحمولة والهواتف وبطاريات السيارات الكهربائية”. ) .

وقد تم تسليم القواعد والأسلحة بما فيها الطائرات والمدرعات والمدفعية والاعتدة الامريكية والحكومية الأفغانية الى حركة طالبان , في نسخة من تسليمها لداعش ابان سقوط الموصل العراقية , امام انظار قوات الناتو والولايات المتحدة وتركيا , وفي نسخة ايضاً من تسليم القواعد والأسلحة الغربية لمصطفى كمال اتاتورك قبيل سقوط الدولة العثمانية .

وبذلك تكون العقول القائمة على أساس الشماتة في روسيا وايران مخطئة في تقديرها لما يجري من احداث في أفغانستان . اذ كل همها اظهار الولايات المتحدة على انها منكسرة مهزومة , بسبب غلبة العقول العسكرية على الفكر الستراتيجي في هذين البلدين .

 

وقد كانت البداوة التي تعانيها اليوم طالبان وتتجلى على سلوك افرادها بادية ايضاً على قادة وقواعد ال سعود واكثر حين انشأوا دولتهم .

وكان التردد الإقليمي والدولي والجماعاتي جلياً حينذاك في امر قبول او التعامل مع الجماعة السعودية المتطرفة , لكنّ دولتهم اليوم من اكثر الدول تأثيراً في العالم , بفعل المال والتحالفات . كذلك نرى التردد المختلف المناشئ في التعامل مع نظام طالبان سيزول قريباً , وقد بدأت تتكشف ملامح هذا الاعتراف الدولي بها من خلال تصريحات قادة أوروبا والولايات المتحدة وروسيا والصين وغيرها , فضلاً عن حلفائها في الخليج وباكستان . لكن يسيطر بعض الخجل على العالم من الاقدام على هذا الاعتراف بمنظمة إرهابية ذات صبغة بدوية , سيزول بالتدريج , كما زال عن وجوه قادة العالم حين اعترفوا بمؤسس الفكر الارهاب المتطرف في السعودية , بل صارت الولايات المتحدة الامريكية حليفه الستراتيجي .

وستكون أفغانستان تحت قيادة طالبان سعودية جديدة , برؤية أمريكية , لا بريطانية . توفر ما وفرته المملكة العربية السعودية في المنطقة , من حلف ستراتيجي مع الغرب , ومنطلق فكر متطرف سيشيع في اسيا الوسطى . حيث صورة الإسلام المتخلف الذي ترغب الولايات المتحدة في انتشاره , لتحقيق غايتين , اثبات ان هذا الدين ليس سوى مجموعة قوانين أعرابية , من اجل المشاهد الغربي , وخلق فوضى فكرية ومجتمعية مشابهة لما اوجده ظهور النظام السعودي في الجزيرة , حيث سيتم خنق ايران من جهتين , وتهديد روسيا وحلفائها .

فما جرى في قطر من اتفاق الدوحة بين الأمريكيين وطالبان هو شبيه بما جرى من اتفاق بريطاني سعودي باتفاقية دارين او القطيف , التي جعلت السعودية تحت الحماية البريطانية , وشرطت الا يمس جيش ابن سعود المشيخات الحليفة لبريطانيا في المنطقة , فيما كان الضابط البريطاني شكسبير يقود بطارية المدفعية لصالح بن سعود . حتى ان بريطانيا تدخلت للضغط على امير الكويت كي يمتنع عن التعاون مع قبيلة العجمان التي اذت جيش ابن سعود , فتسبب ذلك في تغير موقف العجمان وانضمامهم لابن سعود .

وما تم عقده من اتفاق طالبان المتطرفة مع شيعة أفغانستان شبيه بما عقده ال سعود مع اهل الاحساء والقطيف من الشيعة , بعد ان خذلهم الجنود العثمانيون الذي استسلموا للقوات البدوية للاخوان الوهابيين وسلموا البلاد لها , في الوقت الذي كانوا يمنعون اهل الاحساء من حمل السلاح والظهور بمظهر القوة . فاتخذ قادة المجتمع الديني والقبلي والمدني في المنطقة الشرقية الغنية بثرواتها الزراعية والحيوانية والنفطية قراراً بعدم قتال الوهابيين , اذ علمت بكل ذلك الدعم البريطاني لهم . لاسيما بعد تعهد امراء ال سعود بتحقيق العدل واحترام حقوق الناس العقائدية والإنسانية , حتى انها قامت بتعيين الشيخ علي الخنيزي الشيعي قاضياً اكبر للمنطقة كلها هناك , في مقابل اعتراف الشيعة بسيادة ال سعود عليها . ولم يدخل من جيش الوهابيين سوى عشرة اشخاص لعقد الصلح مع أهلها .

كذلك سلمت قوات الرئيس الافغاني الأمريكي اشرف غني جميع الحاميات العسكرية الحكومية المحيطة بمناطق الشيعة الى طالبان سلما . فاتخذ شيعة أفغانستان ذات القرار , في عودة ملفتة للتاريخ . وتم عقد ذات الاتفاقات مع قادة طالبان , الذين بدأوا يزورون المواكب الحسينية للشيعة , ويسمحون بخروجها , على شرط ان تحمل علم حركة طالبان الى جنب الرايات الحسينية .

وقد يكون منطلق هذه التعهدات والاتفاقات السعودية والطالبانية مع الشيعة الاختلاف في التكوين الفكري والأخلاقي للشيعة عن غيرهم . اذ ليس بوسع هذه الجماعات المتطرفة ضمهم بالاندماج الذي تصنعه المدارس الحكومية والجامعات التي تشرف عليها القوى المتطرفة , ولا ان القبائل والمجتمعات الشيعية على استعداد مناسب لمغادرة أراضيها دون الموت عليها , او على الأقل ان تصل الحرب معهم الى حد الإبادة . وكان هذا سيكون مكلفاً ومجازف للقوى المتطرفة , ومغامرة غير محسوبة العواقب , كما قد يستفز العراقيين والإيرانيين الأقوياء في الفترة عند بداية القرن , ويخلق حرباً أوسع . فيما سيستفز اليوم المجتمع الدولي المدني , ويضعف من مقبولية طالبان السياسية عالميا . وبالفعل كانت المواجهات بين الشيعة الأفغان وحلفائهم ضد طالبان قبل خيانة الرئيس وسقوط كابل تثبت ان طالبان غير قادرة على اختراق مناطقهم .

الا ان السعوديين الوهابيين لم يحفظوا تعهداتهم لشيعة المنطقة الشرقية , فعانى الشيعة لاحقاً تعسفاً وظيفياً واقتصادياً وامنياً واسعا , كذلك عانوا من التمييز الطائفي في اشد ظواهره قسوة .

ورغم تطرف حركة طالبان وتاريخها الإرهابي , وقتلها للمئات من الأبرياء , وبداوتها , الا ان العالم لن يحاصرها , كما حاصر ايران .

ولهذا كله لم تنفعل السعودية وصرحت انها ( تأمل أن تعمل حركة طالبان وكافة الأطراف الأفغانية على حفظ الأمن والاستقرار والأرواح والممتلكات، وتؤكد في الوقت ذاته وقوفها إلى جانب الشعب الأفغاني الشقيق وخياراته التي يقررها بنفسه دون تدخل من أحد ) .

وفي الوقت الذي تعترف فيه بواقع سيطرة طالبان على الحكم في كابل , رغم الرفض الشعبي لها , وتطرفها وبداوتها , ترفض ابداء نفس المرونة في بلد جار لها مثل اليمن , الذي تسيطر على الحكم فيه قوى شعبية اكثر تمدناً من طالبان , وتصفها بالارهابية , حيث صرحت حكومتها بموقفها ( الثابت في دعم الشعب اليمني الشقيق وحكومته الشرعية، واستمرار الجهود على الصعيدين الإقليمي والدولي للوصول إلى حل سياسي شامل للأزمة في اليمن وفقا للمرجعيات الثلاث، ما يتيح لشعبه استشراف مستقبل يسود فيه الأمن والاستقرار والتنمية، وكذلك إيقاف انتهاكات ميليشيا الحوثي الإرهابية بحقه، والتي تعطل جميع الحلول السياسية لإنهاء الأزمة ) . وهو موقف غريب ومتناقض ومستهجن , تشترك فيه القوى الحكومية الغربية والعربية .

ان طالبان كمجتمع تعاني من ذات ما عانته الحركة السعودية الوهابية في الجزيرة العربية في القرنين الماضيين , الانفصام , بين قيادة مخابراتية دنيوية , وقواعد أعرابية عقائدية او مختلطة . وبالتالي سيحدث ذات الانفصال والتشتت والانقسام الذي حدث في القوات الوهابية السعودية في جسم طالبان مستقبلا .

كذلك تتعدد أفكار وعقائد الشعوب والجماعات والقبائل والمدن المحيطة بطالبان , لكنها ستسعى الى فرض التجربة السعودية السابقة ذاتها من تذويب لشخصية تلك المجتمعات في الهوية الفكرية والعقائدية لطالبان , من خلال المدارس والمؤسسات الدينية والإعلامية والتعليمية الحكومية , مع توفير حوافز مالية واقطاعية للشيوخ وأصحاب النفوذ القبلي والديني في المناطق السنية, للانسجام مع أفكار الحركة , لاشتراكهم في مجمل الأصول المذهبية . فيما تترك للمجتمع الشيعي المختلف معها في الأصول المذهبية حرية الانعزال , وتضغط عليها كثيراً بتلك العزلة . وهذا ما جرى عند تشكيل السعودية الحديثة .

اما حقيقة تمكّن الخطط والمؤامرات الدولية في أفغانستان من فرض معادلاتها فيعتمد على مستوى مقاومة الشعب الافغاني , وعدم ظهور مفاجئات إقليمية او دولية , تعرقل تمكين طالبان .

ان حقيقة ما يجري من اتفاق أميركي خليجي لتثبيت حكم طالبان في أفغانستان يراه كذلك شهود العيان من اهل أفغانستان المحليين , وما جرى كمقدمة لها , وما اعقبها . فكان مما كتبوا :

( ما يجري في أفغانستان ليس حربا حقيقية ، بل هي عملية تسليم و إستلام. و هو تنفيذ بشكل دقيق و مدروس و سلس لاتفاق دوحة، الذي تم بين الولايات المتحدة الأمريكية و طالبان، و موافقة الحكومة الأفغانية. و كان من بنود الاتفاق اطلاق سراح المعتقلين و عددهم 15 الف، تم اطلاق سراح 6500 منهم فورا و البند الأهم الذي أضيف إلى الاتفاق بتدخل قطري و اصرار المبعوث الأميركي الخاص زولمي خليل زاد ، و موافقة جهات بشتونية متنفذة في الدولة الأفغانية ،هو تسليم أفغانستان لطالبان بعد انسحاب الجيش الأميركي و الناتو. و ما يجري اليوم من تقدم سريع لطالبان و سيطرتها على المحافظات دون مقاومة تذكر هو في الحقيقة تنفيذ لاتفاق دوحة. و في تمهيد لتنفيذ المخطط (اتفاق دوحة) عمدت الحكومة الأفغانية منذ عام تقريبا على اجراء تغييرات واسعة في صفوف قيادات الجيش و القوات الأمنية، و عينت ضباط من قومية الپشتون المتعاطفين مع طالبان على رأس القوات الأمنية في أغلب المحافظات الشمالية و الغربية. كما تم استبدال اغلب المحافظين في الشمال و الغرب بشخصيات پشتونية. و مع الانسحاب الأميركي و الناتو من أفغانستان بدأت حركة طالبان ،بالتوسع و صدرت أوامر مشددة لضباط و قيادات الجيش الأفغاني على عدم المواجهة مع طالبان، و عدم توزيع السلاح على المقاومة الشعبية، و التعاون مع طالبان لتسهيل مهمتها. و طبعا دولة عربية خليجية خصصت مبالغ كبيرة لكل ضابط و قيادي متعاون. و بدأت عملية السيطرة من الشمال لان اغلب سكانها من غير الپشتون، و كان لابد من السيطرة بأسرع وقت ممكن على الشمال لمنع الفصائل الجهادية الشمالية من إعادة أحياء تحالف الشمال من جديد و الحيلولة دون تشكيل المقاومة العسكرية لحكم طالبان في المستقبل. كما ان السيطرة على الشمال و الغرب يعني السيطرة على أفغانستان بشكل كامل، لأن المحافظات الجنوبية و الشرقية اغلب سكانها من الپشتون و لا مشكلة حقيقية بينهم و بين طالبان. الان تم تنفيذ المخطط بنجاح، و خُدع اغلب قادة الهزارة و التاجيك و الاوزبك. الذين عملوا المستحيل لتشكيل المقاومة الشعبية و لكن الحكومة خذلتهم و لم تزودهم بالسلاح و الذخيرة و الأموال، كما حدث مع القائد اسماعيل خان في هرات ،حيث سلموه لطالبان بعد ان منعوا عنه السلاح و الذخيرة. و كما حدث مع الجنرال عبدالرشيد دوستم و الجنرال عطاء محمد نور في مزار شریف يوم أمس، حيث أن قادة ألوية الجيش في مزار شریف فتحوا الطريق لدخول طالبان إلى المدينة. هذه المعلومات الخطيرة ورد على لسان رئيس أركان السابق الجنرال اشرف ضياء ، قبل شهرين و لكن لم يوخذ كلامه على محمل الجد في وقته، و اخفي الرجل بعد تلك التصريحات – صفحات أفغانية 15 \ 8 \ 2021 ) .

– 16 \ 7 \ 2021 مصادر عليمة تؤكد بان دولة قطر و بالتنسيق مع زولمي خليل زادة، المبعوث الخاص للولايات المتحدة الأمريكية في أفغانستان، و عناصر مؤثرة من الپشتون في الحكومة الأفغانية، تعمل على شراء ذمم الضباط و عناصر الجيش الأفغاني و القوات الأمنية. و حسب المصادر فان كل ضابط يتعاون مع طالبان و يسهل عملية سيطرتها على اي منطقة يحصل على مبلغ 20 _10 الآف دولار أمريكي. و اما الجنود و عناصر الشرطة و الأمن يحصلون على مبلغ 5000 دولار أمريكي. و يعتبر هذا المبلغ مغري جدا لعناصر الجيش الذين لا يتجاوز راتبه الشهري عن 250 دولار في أفضل الأحوال. كما يتم دفع مبالغ كبيرة (50 الف دولار) لاعضاء مجالس المحافظة و المجالس البلدية في حال التعاون مع طالبان و الإنضمام إليها. هذه المعلومات تكشف جانبا من أسباب سقوط العديد من المديريات و الاقضية بيد طالبان خلال الفترة الاخيرة. قطر و السعودية استخدمتا نفس الأسلوب في سورية، و عملتا على تمزيق الجيش السوري، و تمكين الجماعات الإرهابية للسيطرة على مناطق واسعة من سورية.

– 17 \ 7 \ 2021 مقتل قيادي كبير في ( عسكر طيبة) الإرهابي في كونار . أعلنت وزارة الداخلية الأفغانية مقتل قيادي بارز في شبكة لشكر طيبة في محافظة كونار يوم امس. الإرهابي المقتول يدعى (سيف الله) ، و هو مواطن باكستاني، و مسؤول شبكة لشكر طيبة الإرهابي في إقليم وزيرستان، بباكستان و مسؤول تجنيد و تدريب الإرهابيين و نقلهم إلى أفغانستان بغرض تنفيذ العمليات الانتحارية في المراكز الحكومية و المساجد و الحسينيات. وبحسب الوزارة ، إن المدعو سيف الله قتل مع مجموعة من مرافقيه خلال اشتباك مع قوات الأمن في ناحية أسمار بمحافظة كونار. وأضافت وزارة الداخلية أن الإرهابي المقتول لعب دورًا رئيسيًا في التخطيط والتنظيم للهجمات “الإرهابية” في كونار و كابول. و يذكر ان (عسكر طيبة) جماعة تكفيرية إرهابية باكستانية منشقة عن جيش الصحابة تستهدف بشكل خاص الشيعة في پاكستان و لها امتدادات في أفغانستان لاسيما في محافظة كونار. وكانت الأجهزة الأمنية قد أعلنت في وقت سابق عن اعتقال مجموعات من مقاتلي عسكر طيبة وتدمير مخابئ الجماعة ومستودعات الأسلحة في كونار.

– 18 \ 7 \ 2021 وزارة الدفاع الأفغانية تعلن عن استعادة 17 مديرية من طالبان خلال أسبوع واحد. قالت وزارة الدفاع الأفغانية إن قوات الأمن والدفاع بالتعاون مع قوات المقاومة الشعبية، نجحت في استعادة 17 مديرية من قوات طالبان وقتلت “العشرات من عناصر ” الجماعة. و أضافت ، تمكنت قوات الأمن الأفغانية ، خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية وحدها ، بمساعدة قوات “المقاومة الشعبية ” ، من السيطرة على 4 مديريات و عدد من القرى و تحریرها من طالبان. وأكد المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد خسارة هذه المناطق ، لكنه قال إنه “بسبب عدم ملاءمة موقع وأراضي هذه المناطق نسبيًا ، تخلت عنها طالبان”. وتقول طالبان إنها تسيطر على 153 مديرية من أصل 421 مديرية في أفغانستان ، لكن وزارة الدفاع الأفغانية نفت هذه المزاعم و قالت استولت على أقل من 100 مديرية فقط. تصريح الناطق الرسمي لطالبان ذبيح الله مجاهد بان طالبان تسيطر على 153 مديرية من اصل 421 مديرية تؤكد كذب ادعاء طالبان بأنها تسيطر على 85 بالمئة من أفغانستان.

– 18 \ 7 \ 2021 ابطال المقاومة الشعبية تحرر مديرية مالستان. في اتصال مباشر من مالستان أكد قائد قوات المقاومة الشعبية اسد الله شجاعي، على أن المقاومين حرروا بشكل كامل مديرية مالستان من مرتزقة طالبان ظهر اليوم. و شنت المقاومة الشعبية فجر اليوم هجوما واسعا من عدة محاور بإتجاه مالستان و بعد اشتباكات عنيفة مع مرتزقة طالبان، تمكنت المقاومة من التقدم و فرض حصار على طالبان و بعد مقتل عدد كبير من المرتزقة لم يجد من تبقى منهم سبيلا سوى الانسحاب و الفرار من المنطقة. و حسب اسد الله شجاعي، تجري عملية تمشيط المنطقة و مطاردة فلول طالبان في التلال المحيطة. و تمت عمليات تحرير مالستان، بمشاركة قوات القائد علي پور ،و بإشراف ممثلي محافظة غزنة في مجلس النواب، الذين قدموا من كابول منذ ثلاثة أيام. خلال فترة تواجدها في مديرية مالستان، عمدت طالبان على تفجير مبنى جامعة خاتم النبيين، و اعدادية مالستان، و ثلاثة جسور و مبنى البلدية. كما قامت بحرق المحلات في سوق ميرادنة و سرقة محتويات الدكاكين. و نقلت مصادر عن قيادة المقاومة الشعبية ان 400 مقاتل من طالبان كانوا في مالستان، و ان عددا كبيرا منهم قتلوا خلال المعارك و ان جثث 32 منهم بقيت في ساحة المعركة.

– 19 \ 7 \ 2021 تحرير قضاء (دره صوف) هي المنطقة الشيعية الوحيدة في شمال افغانستان استولت عليها طالبان ،نتيجة انسحاب القوات الأمنية منها و تسليمها لطالبان، و الحمدلله تم استعادتها اليوم بفضل الله و سواعد ابطال الجيش و فصائل المقاومة الشعبية.

– 2 \ 8 \ 2021 شهدت أفغانستان تطورات عسكرية و سياسية متلاحقة. على الصعيد العسكري هناك مكاسب عسكرية حققتها القوات الأفغانية و المقاومة الشعبية في محافظات تخار و ميمنة و بلخ و بغلان و غزنة و هرات و جوزجان، و تم استعادة 30 مديرية و قضاء من مرتزقة طالبان. و هناك اخبار غير جيدة، اهمها سيطرة طالبان مجددا على مديرية مالستان، و الانتقام من المواطنين الأبرياء و ارتكاب مجازر بحقهم. كما استولت طالبان بمساعدة الجيش الباكستاني و عناصر (جيش محمد) و ( عسكر طيبة) مرة أخرى على مديرية سبين بولدك بمحافظة قندهار ، و معبرها الحدودي، و هي من المعابر الرسمية الرئيسية بين پاكستان و أفغانستان. و نقلت مصادر عن سبين بولدك أن مرتزقة طالبان و العناصر الإرهابية قتلت اكثر من 200 من أهالي مديرية سبين بولدك انتقاما لهزيمتها. و من بين القتلى الممثل الكوميدي الأفغاني المعروف (خاشه).

– 2 \ 8 \ 2021 أنباء عن هجوم واسع لطالبان على مدينة هرات، و اشتباكات عنيفة في الضواحي الشرقية منها. و تفيد التقارير الواردة بان قتالا عنيفا تدور حاليا بالقرب من منطقة (جبرئيل) و هي من اهم المناطق الشيعية في محافظة هرات. و حسب التقارير الواردة ، تم إغلاق مطار هرات بعد سقوط عدد من الصواريخ بالقرب من المطار. و دعا القائد اسماعيل خان، قائد المقاومة الشعبية في هرات جميع اشباب المقاومة إلى التصدي لهجمات طالبان على المدينة.

– 2 \ 8 \ 2021 أسر الممثل الكوميدي الافغاني المعروف نور محمد خاشه، في سبين بولدك، قندهار و عنصر من طالبان يصفعه، ثم يقتلوه رميا بالرصاص. نور محمد خاشه الرجل السبعيني ،الذي طالما ادخل البهجة و السرور في قلوب الناس، قتل بوحشية على يد طالبان.

– 3 \ 8 \ 2021 مصادر موثقة في المقاومة الشعبية في هرات تؤكد سحق المهاجمين بشكل كامل. ناطق باسم وزارة الدفاع تحدث عن مقتل اكثر من 450 من مرتزقة طالبان في هرات و لشكرگاه. و لم تحرز طالبان اي تقدم في هجومها على المدينتين.

– 4 \ 8 \ 2021 استشهاد 5 مواطنين وإصابة 25 آخرين في الهجوم على منزل وزير الدفاع . عقب تفجير سيارة مفخخة بالقرب من مقر إقامة وزير الدفاع ،و حصول فوضى و ارتباك أمني دخلت مجموعة إرهابية مكونة من 10 إرهابيين، مبنى منزل الوزير و بعض الابنية المجاورة، و أحتجزت عددا كبيرا من المواطنين رهائن، و بدأت بإطلاق النار بشكل عشوائي في كل الاتجاهات. لم تشهد كابول مثل هذه الهجمات في الأشهر الأخيرة. و هذه هى المرة الاولى التى تنفجر فيها سيارة مفخخة فى كابول منذ انسحاب القوات الاجنبية منها فى الاول من مايو. ونداءات التكبير التي دوت في هرات، ليلة امس عقب هزيمة طالبان، ارعبت طالبان. وهدد اليوم محمد نعيم وردك، الناطق الرسمي لمكتب لطالبان في قطر، هدد بهدم و تفجير بيوت كل من يطلق نداء الله اكبر من اسطح الابنية او شرفات البيوت. و قال ، إن الذين كبروا في هرات هم مجموعة من المرتدين الاوباش، و سننتقم منهم.

– 7 \ 8 \ 2021 يار محمد دوستم، ابن المشير عبدالرشيد دوستم ،يقود عملية التصدي لمرتزقة طالبان التي حاولت اليوم دخول مدينة شبرغان شمال افغانستان. و أفادت الأنباء أن المئات من مرتزقة طالبان و عسكر طيبة، و جيش محمد، هاجمت مدينة شبرغان من عدة محاور، و لكن المقاومة الشعبية و القوات الخاصة في الجيش الأفغاني، تصدت لهجوم مرتزقة طالبان و بعد معارك عنيفة تمكنت القوات المشتركة سحق المعتدين و الحاق خسائر فادحة بطالبان و حلفائها. و حسب التقارير الواردة فان جثث قتلى طالبان منتشرة في كل مكان، و ان اكثر من 200 من طالبان قتلوا و وقع العشرات في الأسر بينهم عدد من الباكستانيين. و كان يار محمد دوستم قد عاد مع والده من تركية إلى أفغانستان يوم أمس بعد تماثله للشفاء اثر تعرضه هو و والده لمحاولة اغتيال بالسم قبل شهر تقريبا. و قال يار محمد دوستم، لن نكتفي بالدفاع عن المدينة، و قد حان وقت محاسبة طالبان و طردهم من كامل محافظة جوزجان و محافظة ميمنة و كل شمال أفغانستان .

– 7 \ 8 \ 2021 نتيجة خيانة حاكم مدينة زرنج، مركز محافظة نيمروز، غرب افغانستان، و التحاقه مع مجموعة من الضباط بطالبان، استولت حركة طالبان دون قتال على مدينة زرنج مساء يوم أمس. مئات العوائل و الأسر بدأت بالنزوح و الهروب بإتجاه الحدود الإيرانية.

– 7 \ 8 \ 2021 مئات الجنود الأفغان الذين رفضوا الاستسلام لطالبان، و تمردوا على أوامر قياداتهم بالاستسلام و قاتلوا طوال الليل ، و في صباح اليوم انسحبوا إلى الحدود الإيرانية و سلموا أنفسهم لحرس الحدود الإيراني.

– 12 \ 8 \ 2021 داوود لغماني، محافظ غزنة، سلم مدينة غزنة لطالبان دون قتال ،و خرج بمشايعة عناصر طالبان من غزنة باتجاه كابول. تم تعيين هذا المحافظ بالرغم من الاحتجاجات الشعبية الرافضة له و رفض نواب غزنة في البرلمان ،و لكن اشرف غني أصر على قراره.

– 13 \ 8 \ 2021 أقامة صلاة الجمعة، و مجلس العزاء الحسيني في مساجد و حسينيات مدينة هرات، بالرغم من سيطرة حركة طالبان على المدينة.

– 13 \ 8 \ 2021 بعد محادثات بين الشخصيات الشيعية في مدينة غزنة و طالبان، تم التوصل إلى تفاهمات للعيش المشترك كما كان في السابق و حرية إقامة الشعائر الدينية و المذهبية في جميع مناطق محافظة غزنة.

– 14 \ 8 \ 2021 كان من المتوقع ان يقدم الرئيس الافغاني اشرف غني إستقالته اليوم، و لكن خلافا لكل التوقعات القى اشرف غني كلمة مقتضبة قال فيها انه سيواصل مشاوراته السياسية مع القيادات السياسية و الأمنية و الأصدقاء في خارج افغانستان لإيجاد حل سلمي في أفغانستان، و اضاف انه سيبذل كل جهوده لانهاء العنف في البلاد.

– 14 \ 8 \ 2021 عقد اليوم اجتماع مهم في مقر المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية برئاسة الدكتور عبدالله عبدالله رئيس المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية و حضر الاجتماع صلاح الدین رباني، و حامد كرزي و محمد كريم خليلي و الحاج محمد محقق و أمير رحمان رحماني و يونس قانوني و السيد منصور نادري و حاجي دين محمد و بابر فرهمند و حنيف اتمر. و قدم الدكتور عبدالله شرحا مفصلا عن نتائج زيارته يوم أمس إلى قطر و محادثاته مع قيادة طالبان، و مسؤولين قطريين، و شروط طالبان لوقف إطلاق النار و تشكيل الحكومة المؤقتة. و من شروط طالبان استقالة الرئيس الافغاني اشرف غني و الحكومة الفعلية، و اطلاق سراح 7000 معتقل طالباني، و دخول قيادات طالبان إلى العاصمة كابول. و قال الدكتور انه عرض شروط طالبان على الرئيس اشرف غني فور وصوله إلى كابول مساء امس، و انه طلب فرصة لإجراء مزيد من المشاورات قبل اعلان موقفه.

– 14 \ 8 \ 2021 نتيجة خيانة قيادات عسكرية في اللواء 209 في الجيش و الاستسلام لطالبان، و التعاون معها لإدخال مجاميع من طالبان خلف الخطوط الدفاعية، انهارت دفاعات مزار شریف، و دخلت عناصر طالبان المدينة. الأنباء الواردة تفيد بان قتالا عنيفا تدور حاليا داخل شوارع و أحياء المدينة.

– 16 \ 8 \ 2021 دخول قوات طالبان إلى العاصمة كابول ،قبل قليل ، و قال متحدث باسم طالبان ان عناصر طالبان دخلت لتامين المدينة و منع حصول اعمال النهب و السرقات في العاصمة بعد مغادرة القوات الأمنية و الشرطة مواقعها و حصول الفوضى.

– 18 \ 8 \ 2021 كان السبب وراء توجه الآف المواطنين إلى المطار الإشاعات التي انتشرت في كابول بان الطائرات النقل العسكرية الأميركية و البريطانية و غيرها من الطائرات المدنية ستقوم بنقل المواطنين إلى خارج افغانستان دون الحاجة إلى جواز السفر.

 

 

 

اما شيعة أفغانستان اهم المقاومين لطالبان فكان الملفت انهم لم يلتفتوا الى الجدال الإعلامي والسياسي داخل ايران حول السلوك اللازم اتخاذه للتعامل مع طالبان , ولا الى ما ينشره الاعلام العربي لا سيما الخليجي او المدعوم منه من اتهامهم بالتعبية – كما اعتادوا مع شيعة العراق وكل شيعة العالم – لتبرير الاعتداء عليهم من قبل الجماعة الطالبانية . حيث اكدوا في 20 \ 7 \ 2021 انه ( لا وجود لحشد شيعي في أفغانستان، إنما هناك مقاومة شعبية وطنية في أغلب المناطق و تشارك فيها جميع مكونات و طوائف الشعب الافغاني. و ان الأخ السيد حسن الصافي الحيدري هو قائد لمجموعة من المقاومة الشعبية في مديرية بلخاب، شمال افغانستان، و لم يقانل لا في سورية و لا في العراق و ليس له أي ارتباط بلواء الفاطميون في سورية ) .

وبعد فهمهم لما يجري من مؤامرة حكومية أفغانية لصالح المخطط الأمريكي الباكستاني الخليجي , وان طالبان من المقرر دولياً تمكينها من السلطة , وان القادة المعينيين للجيش سيسلمون دفاعات المدن للحركة , بعد ان تم حل كل فصائل الحرب الشعبية لاجل مشروع الدولة وتسليم سلاحها للحكومة , اجتمع ( مجلس علماء الشيعة، ووجهاء الشيعة في مختلف المناطق واصدروا تعليمات مشددة لكل الشيعة، بعدم استفزاز طالبان و مراقبة تصرفاتهم و محاولة التعايش مع الوضع الجديد. والامل أن تبقى طالبان على هذه السياسة و المنهج السلمي و العقلائي في التعامل و التعاون مع علماء و وجهاء الشيعة في جميع المحافظات ، ولا تكون سياستها مرحلية، لأنها ستكون لها نتائج مدمرة على جميع الاصعدة. و في الواقع ان شيعة افغانستان دائما ينشد السلام و ينتجب الحرب، و كل من يؤمن لها السلام و يحترم حقوقها و مقدساتها الدينية و المذهبية و تؤمن لها الظروف المناسبة لحياة كريمة، فانها مستعدة للتعاون معها. و لم تخضع الشيعة يوما للظلم و الإرهاب ) . لا سيما بعد ان زار مسؤولي العزاء الحسيني للشيعة وتعهدوا بالمحافظة على السلم الأهلي .

ان طالبان حركة تأسست في باكستان , ويقيم اساتذتها , هناك حيث تم تسليمهم كل مقرات القائد البشتوني السابق قلب الدين حكمتيار , ونصف مقاتليها من الباكستانيين , وتحمل الفكر الوهابي السعودي المتطرف الدموي , وتنتشر بالمال السعودي والقطري والاماراتي وتجارة المخدرات , وتريد الحكم بالشريعة السلفية ، وترغب بفرض معتقداتها على الأقليات في أفغانستان بالقوة . ومع ذلك لا يرى الخليج واعلامه ولا الغرب مشكلة في التعامل معها أو الاعتراف بها . ولا حتى رأينا الإعلام العراقي المتدثر بالعنوان المدني أو الإعلام الطائفي أو البعثي يجد في ذلك شيء من التبعية .
فيما انقلبت الدنيا ولم تقعد إعلامياً على شيعة العراق حين ساعدتهم إيران بمعدات عسكرية بسيطة لدعم الحشد الشعبي بالإضافة إلى شيء من المعلومات الاستخبارية .

كذلك حين يطرح شيعة العراق أي نص قانوني يتكلم عن حقوقهم الدينية , نجد جميع وسائل الاعلام تلك تصرخ ان العراق يتحول الى ( قندهار ) . فيما هم جميعاً سيتعاونون مع قندهار الصريحة .