22 ديسمبر، 2024 2:20 م

سعد محسن خليل يبحر مجددا في أعماق الحقبة الملكية ليستخرج منها لآليء ودرر

سعد محسن خليل يبحر مجددا في أعماق الحقبة الملكية ليستخرج منها لآليء ودرر

الصحفي والكاتب العراقي المبدع الزميل العزيز سعد محسن خليل النعيمي وجد في الكتابة عن تأريخ العهد الملكي في العراق ما يشبع نهمه وحرصه المتفاني في أن يعرض مآثر تلك الحقبة الذهبية من تاريخ العراق ليستخرج منها لآليء ودرر ولكي يعرض كل كنوز التاريخ المشرف الحافل بالذكريات العطرة عن تلك الحقبة المضيئة من تأريخ العراق.

ومن مفاخر القدر أن كثيرا من العراقيين مايزالون يتلذذون بسرد روائع قصص مسيرة وتاريخ وحقبة ملوك بلدهم ورؤساء وزاراتها ووزرائها بكل زهوها وألقها وما خلفته من مآثر طيبة يتذكرها العراقيون بالفخر والإعتزاز كونها الفترة التي شهدت أروع صور الإخلاص والنزاهة والإستقامة والإستقلال والسيادة في معالم حكم العراق حرص فيها ملوكها ورؤساء حكوماتها ووزرائهم على بناء معالم دولة مهابة ومحترمة بين دول المنطقة والعالم وكانت بحق مسيرة معطاء زاخرة بكل معاني الوطنية والإنتماء العروبي الأصيل للعراق.

وما يتحدث عنه العراقيون اليوم من حكايات في مجالسهم اليومية وعندما يستعرضون تلك الحقبة المشرفة في صدق إنتمائها العراقي العروبي الخالصة فهم يشعرون بكل ما يرفع الرأس زهوا وكبرياء وقد راحت تدور قصصها على كل لسان بعد أن أخفقت عهود حكم كثيرة أعقبتها في أن تعبر عن مكنونات الشخصية العراقية ومطامحها المشروعة في أن ترى شخصيات حاكمة أوصلت سمعة بلدها الى الأعالي طيلة فترة حكمهم برغم كل ما واجهوه من غدر ونكران للجميل من قوى وحركات سياسية وشخصيات حكم متعددة حاولت أن تشوه معالم تلك السيرة العطرة في محاولة للإساءة لسمعتهم الا إنها فشلت وأخفقت في أن تقف بوجه شمسهم التي لايمكن أن يغطيها أحد بغربال.

وما يشير له الزميل سعد محسن في كتابة المرتقب عن الحقبة الملكية إنه سيعيد تصحيح بعض الأحداث التي تناولته كتبه ومؤلفاته عن الحقبة السابقة ومنها خفايا ما حدث من تطورات بعد حركة 14 تموز كما أسماها والتي لم يطلق عليها تسمية ثورة من وجهة نظره لأن الجيش وبعض قيادته كانت وراءها ودعمها لهذه الحركة وكيف إستولى عبد السلام عارف على السلطة بالسيطرة على الإذاعة ولم يكن لعبد الكريم قاسم دور فيها سوى إنه تم إختياره لكون من الرتب العسكرية العليا أنذاك وما أعقبها من صراعات مريرة تمثلت بوقوف عبد الكريم قاسم مع الشيوعيين وتأجيج صراعهم مع القوميين والبعثيين وبدت حياة العراق تتدهور من جديد إثر المواجهات الدامية بينهم.

وهو في الكتاب الجديد يريد أن يستعرض مناقب رئيس الوزراء في العهد الملكي نوري السعيد وحكمه الرشيد والمقاهي التي كان يتردد عليها أنذاك وكيف يعامل ساسة الحكم بإحترام وتقدير عاليين والأماكن الشعبية التي كان يتردد عليها وقصص علاقاته وصلاته مع عموم العراقيين والحنكة والحكمة التي يتمتع بها في إدارة الدولة وتصرف شؤونها ومواجهة الازمات بخبرته المعهودة.

ويستعرض الكتاب الجديد المقترح أساليب التعامل غير المقبولة عراقيا من قبل السلطة الجديدة وبعض العراقيين مع العائلة المالكة وكان يتمنى أن يكون التعامل معها على شاكلة ما تعامل بها المصريون مع عائلة الملك فاروق وكيف أحاطوه بالرعاية والإحترام بعد قيام الجمهورية في مصر على يد عبد الناصر الذي كان هو الآخر يكن عداء لامثيل لها للحقبة الملكية في العراق.

وما يشفع للزميل العزيز والنقابي والصحفي المثابر سعد محسن خليل في الكتابة عن ملوك العراق وشخصياتهم البارزة أنه هو من عائلة بغدادية عريقة عمل والده في بلاط العهد الملكي في زمن رئيس الوزراء الأسبق نوري سعيد وتربى تربية تليق بمقام تلك العائلة التي تعد من أشراف السادة النعيم التي يعتز بإنتمائها العروبي الكثير من العراقيين ذوي التاريخ الغائر في أعماق الأصالة والمنبع الطيب..

وهو فوق كل هذا صحفي متميز وكاتب مقالات في العديد من الصحف والمواقع واهتم بالكتابة عن أروقة صاحبة الجلالة وكان لها فيها سفر معطاء مكلل بالغار ووجد بعد كل تلك المسيرة أنه من دواعي المسؤولية الأخلاقية وشرف المهنة أن يكون شاهدا على أفضل فترات العراق إزدهارا في العهد الملكي ليكتب عنها وعن أسرار تلك العائلة المالكة وكيف حكمت العراق وكيف كان العراقيون في زمن بغداد الجميل يعشقون عاصمتهم لجمالها الساحر الأخاذ وهي تزدان بكل تلك الشوارع والعمارات الجميلة والطيبة العراقية الوطنية المحبة لتاريخها وعبق حضارتها ومنها شارع الرشيد ومنطقة القشلة والوزيرية والأعظمية وباب المعظم وكل تلك المناطق التي كانت موئلا لإنطلاقة ذلك العهد المشرفة بكل ما تحمله من عبق التاريخ العراقي الجميل وحكايات زمنها الأكثر من روعة.

ولهذا دارت مؤلفات الرجل عن فترات التاريخ المعاصر للعراق في الخمسينات والستينات وعن تاريخ تلك العائلة المالكة المليء بالأسرار وبكل مايرفع الرأس زهوا وعلوا وكبرياء وما حل بها في أواخر حكمها من تعامل لبعض الحاقدين على مسيرتها بما لايليق بمكانتها ولهذا أفرد الرجل في السنوات الأخيرة الكثير من وقته للكتابة عن تلك الفترة الزاخرة بالكثير من الأحداث والخفايا فتوغل في حياة الملوك والأسرة المالكة وكتب عن طبيعة حياتهم اليومية وأساليب معايشتهم للمجتمع العراقي وبساطة عبشهم ونزاهتهم وكانت مؤلفاته عنها تشكل واحدة من أهم المحطات في التاريخ العراقي المعاصر.

من مؤلفات الزميل سعد محسن خليل عن فترة العهد الملكي وكتبه التي يفخر بها : (شقاوات بغداد) و (على مائدة الملوك) ثم عدل بعض مضامينه في كتابه (على مائدة الرؤساء) وهو يعكف الان على إعادة الكتابة مجددا عن قصص مآثرها الخالدة لتكون مادة للإجيال العراقية لتتذوق طيبة ملوكها ونزاهة شخصيات عهدها الحاكمة أنذاك وهي تؤكد لكل من يريد أن يسبر صفحاتها أنها كانت من أروع صفحات التاريخ العراقي إشراقا وقد بنت ركائز حكم عريقة ودولة عراقية معاصرة شهدت لها أغلب دول العالم والمحيط الإقليمي بأنها أدت دورها القيادي على أحسن مايرام.

ومن يتمعن في ثنايا سيرة حياة الزميل العزيز سعد محسن خليل هي الأخرى حتى يجد أنها مسيرة معطاء محملة بكل عبق الذكريات الجميلة والعمل الصحفي المهني المحترف وله تأريخ مشرف في نقابة الصحفيين العراقيين وقد تدرج بمواقع النقابة وتقلد منصب أمين سر نقابة الصحفيين لسنوات طوال.

أنتخب الزميل العزيز سعد محسن عضوا في مجلس نقابة الصحفيين العراقيين عدة مرات وكان أمين السر فيها لدورتين متتاليتين وهو الآن عضو مجلس النقابة ويواصل مشواره الإبداعي في الكتابة عن فترة العهد الملكي ليقدمها زادا شهيا للقراء والمتابعين ومن لديهم شغف بالإطلاع على خفايا تلك الحقبة الذهبية في تأريخ العراق المعاصر.