مسيرة صحفية حافلة بانجازات كثيرة حققها الزميل سعد محسن خليل أمين سر نقابة الصحفيين يطل بها علينا من خلال نافذة التواصل الاجتماعي الفيس بوك ، وهدفه من عرض سطور كل تلك المسيرة اطلاع الجيل الحالي من الصحفيين والاعلاميين على مهنة المتاعب التي كان يسبر اغوارها الزملاء في حقل الصحافة والاعلام وما واجههوه من مصاعب ومشاق وتدرج مهني حتى وصلوا الى مرحلة قيادة العمل الصحفي من اوسع ابوابها.
لم يترك الاستاذ سعد محسن صغيرة او كبيرة طوال مسيرته الصحفية التي تجاوزت الربع قرن من الزمان الا وسردها من خلال سلسة وثائقية ممتعة وشيقة يعرضها منذ فترة ليست بالقصيرة عبر الفيس بوك، وهي عبارة عن خطوط عريضة لعمله الاعلامي المثلبر منذ ان وطأت قدمه ارض الصحافة وكيف تعلم أسرار هذه المهنة وكيف واضب على تتبع مجريات الأخبار منذ ان كان مندوبا في جريدة صوت الفلاح اطلالته الاولى على الصحافة، ومن ثم عمله في اكثر من مؤسسة اعلامية ، وكانت وكالة الانباء العراقية احدى قلاع صاحبة الجلالة التي ابدع فيها الرجل ، وكانت خميرته التي اوصلته الى عروش المجد ، بفضل اصراره على التعلم والنجاح وعلى تقديم الجديد في الخبر والمتابعة الصحفية والتقرير الخبري ومن ثم خاض غمار الكتابة الصحفية بعد ان عرف كيف يطوع قلمه للتعبير عما يود الكتابة عنه من رؤى وتوجهات يعدها من وجهة نظره خلاصة افكاره في مهنة المتاعب وقد أبدع فيها الرجل ايما ابداع.
الزميل سعد محسن يعتزم من خلال سرد تلك الحلقات الحلقات التي تجاوزت المائة حلقة عن كل ما تلك المسيرة المضنية وما رافقها من هفوات ونجاحات وصيد صحفي او سبق حققه في عمله الاعلامي المثابر، وكانت مرحلة وجوده في الحياة العسكرية في الثمانينات والتسعينات من اكثر المراحل حضورا ونضوجا حين كان ينقل اخبار ووقائع ومجريات حرب الثمانينات وما يواجهه العراقي من متاعب ومصاعب وكيف يتحدى الزمن لمواجهة التحديات بصلابة ورباطة جأش.
من يقرأ تلك المسيرة التي سردنا لها الزميل سعد محسن خليل التي ينوي اصدارها بكتاب صحفي شامل في القريب العاجل ، يجد ان اجيال الصحافة الحالية لم تلج ابواب الكثير منها وبخاصة مرحلة المندوبين التي تشكل البوابة الاولى لبدايات اي عمل صحفي وتعلم فنون كتابة الخبر والتحقيق الصحفي ، في حين يعتمد جيل الصحافة الحالي على المواقع الاخبارية الالكترونية التي تزوده بقوالب صحفية جاهزة لم يعد يجهد نفسه للبحث عنها كما كان في ايام زمان، حتى انها لم تعد بالنسبة لاجيالنا الحاضرة مهنة المتاعب، كما عاشها الرعيل الاول من جيل السبعينات والثمانينات، يوم لايصل الصحفي الى درجة محرر الا بعد ان يمر بسلسلة مراحل صحفية تبدأ من المندوب والمراسل والمصحح اللغوي لفترة لاتتجاوز الخمس الى سبع سنوات من العمل الصحفي المضني حتى يمكن قبوله محررا، اضافة الى كون البعض منهم من خريجي الاعلام،، اما الجيل الحالي فيبرز من اول وهلة محررا ان لم يكن يتقلد منصب مدير تحرير او حتى رئيس تحرير وهو لم يعرف من الصحافة سوى اسمها وشهرتها ، وربما ليس بمقدوره ان يعد سطرا من خبر مكتوب دون اخطاء وركاكة في الصياغة والاعداد، وما أكثرهم في زماننا هذه الايام!!
تحياتنا للاستاذ والزميل سعد محسن خليل سرد كل تلك الحلقات التي ربما لم يطرق ابوابها الكثيرون ممن عملوا في مهنة الصحافة، لكن ابا احمد اصر الا ان يطلع الاجيال الصحفية المعاصرة على كل تلك الحقبة الصحفية الحافلة بالمرارة ومن ثم الانجازات، وهو يفخر بكل هذا التراث الذي كان قد خطه بانامله ليستخرج منها مادة للاجيال المعاصرة ممن يرغبون سبر العمل الصحفي ليطلعوا على خفايا تلك المرحلة ولماذا سميت بمهنة المتاعب.. وتمنياتنا ان تصدر تلك السلسلة عبر مطبوع صحفي أنيق، وهو مايسعى الزميل سعد محسن لتحقيق تلك الرغبة ، التي ستكون منهلا لمن يريد ان يخوض غمارها او ينهل من تجربتها الصحفية الغنية، وهي كثيرة، ليزداد علما وثقافة وسعة خبرة ومران..
إنها مسيرة صحفية مليئة بقصص كثيرة مشوقة وممتعة ننصح الكثيرين بمتابعة ذلك الاصدارعندما سيكون في متناول الجميع بعون الله.