مد جسور من العلاقات الحميمة بين الائتلافات العراقية وترطيب الاجواء بين شخصياتها، وازالة حالات التشنج وسوء الفهم بما يرفع من شأن كل الخيرين، هو هدف سام ينبغي ان يسود بين العراقيين الاخيار، وبخاصة للعلاقة بين ائتلاف / متحدون/ وقادته السياسيين والاستاذ سعد البزاز رئيس مجموعة الاعلام المستقل، بعدما أثيرت حالات زوابع لابد وان تنقشع غيومها في أقرب وقت خدمة لبلدنا واكراما لعيون العراقيين وبخاصة أهل الانبار، الذين يواجهون أقسى محنة توجههم منذ قرون وليس عقود.
وفي ظرف عصيب غاية في التعقيد يمر به العراق وأ زمة مستفحلة ومستعصية على الحل مثل ازمة الانبار وتداعياتها الخطيرة على مستقبل الاجيال العراقية، وعدم وجود بوادر حقيقية للحل، ولأن عشرات الالاف من نازحي الانبار هم في محنة قاسية ومريرة ، يتطلب كل هذا من الخيرين ان يجمعوا شمل كل محاولة بين الاخوة العراقيين سعت جهات معينة لزرع حالة من الافتراق والتناحر بينهم، وشخصيا قد يشاركني ملايين العراقيين ان لامصلحة للتوتر وافتعال الازمات والمناوشات بين قادة متحدون والاستاذ سعد البزاز ، اذ ان الطرفين هما من نفس المكون الذي تعرض للظلم، وهما أي متحدون والبزاز، في جبهة واحدة من حيث انهما يهدفان الى اقامة عراق يعمه الامن والاستقرار وتزول الأحقاد وتتصافى القلوب وتتوحد النوايا عند مصلحة العراق العليا التي لاتعلوها مصلحة، ونعتقد ان كلا الطرفين / متحدون / والبزاز لديهما من المشتركات ما يجعل أمر التلاقي قائما، وبخاصة مايربط بين كل من رئيس قائمة متحدون وقياديين في هذا الائتلاف من روابط لن تنفصم عراها مهما حاول البعض خلق حالات من التشنج ليس لها ما يبررها على الاطلاق.
ان شخصيتين تمتلكان من القدرة القيادية والنظرة الثاقبة التي تجمع بين الاستاذ اسامة النجيفي رئيس مجلس النواب رئيس قائمة متحدون والاستاذ سعد البزاز رئيس مجموعة الاعلام المستقل، ما يمكن ان يكون علامة تلاق وتوافق على المصالح العليا للبلد، فهما اكبر من كل الاختلافات والائتلافات، وبينهما ما يجمع اكثر مما يفرق، ومن غير المستحب ولا من اللائق أدبيا ان يحدث شقاق بين الجانبين، حتى وان اراد البزاز ان يخوض غمار السياسة ويكون لها ائتلاف سياسي للمشاركة في الانتخابات، فهذا من حقه شرط ان لايتخذ من هذه المشاركة او هذا التنافس وسيلة للنزول الى منحدرات السياسة التي لاتليق بشخصيتين بهذا الحجم والثقل المعنوي، وبخاصة ان للرجلين النجيفي والبزاز تاريخ ناصع من العمل الوطني لخدمة العراق، حتى وان لم يلتقيا في التوجهات الا انهما يشتركان في الرؤية أزاء نواع الحكم الامثل في العراق، وهذا ما يعطي أرجحية لعوامل الإلتقاء بين متحدون والبزاز أكثر مما يفرق بينهم ، أو يحدث بعض من حالات سوء الفهم، التي لن تؤدي الى خدمة العراقيين بكل تأكيد.
ان واحدة من الخطوط الحمر التي ينبغي على قادة العراق ووجوهه المعروفة ان تعمل على تقريب كل ما يوحد بين جهود الخيرين الذين يسعون لخدمة العراق، وان تصعد من عوامل التلاقي والتصاهر والاندماج بين مكوناتهما وبين توجهاتهم السياسية، فلا خير فيمن يفرق بين العراقيين، او يعمل على تشظي جهود التلاقي والتوحد، فالازمة العراقية لاتحتمل المزيد من الجروح والالام، ومشاركة الاستاذ سعد البزاز في مساعدة اهله في الانبار وجهود متحدون لاغاثة اهل الانبار في محنتهم محل تقدير واحترام من قبل الجميع، وهي أزمة ينبغي ان تجعل اقطاب السياسة في أعلى درجات الحنكة والفطنة من ان يتخذ( البعض ) ممن يتصيدون في المياه العكرة لتأجيج اوضاع العراق واثارة فتنة بين الاهل والاحبة وبين الكيانات السياسية العراقية البعيدة عن التوجهات الطائفية، وأكيد لدى كل من قادة متحدون وسعد البزاز مايشجع على الإلتقاء بينهما في اقرب وقت وسيجدون ان فرحة العراقيين ستزداد وحتى ازمة نازحي الانبار تخف الامها وتسهم في تجفيف دموع الامهات والثكالى والاطفال التي صارت حتى البسمة حسرة عليهم، بعد ان ألمت بهم محنة قاسية لم تمر على اهل الانبار اكثر من خمسة قرون، اي منذ عهود هولاكو والتتار والمغول، فما عانوه أهل الانبار ينبغي ان يضغط الخيرون على جراحاتهم ، لكي تندمل جراحات اخوتهم النازحين في محنة التشرد، فمحنتهم فوق كل السياسيين والاحزاب والثروات ، لانهم ان لم يجدوا من يعيدهم الى ديارهم ويعيد لهم بقية أمن واستقرار، فلن يهدأ لهم بال، فالازمة وصلت الى مرحلة فاصلة بين الابادة الجماعية او انتشال بقية العراقيين النازحين من موت محقق او حياة مذلة تنتظرهم ان لم تتوقف حرب الحكومة ضدهم، واختلاف الاخوة يزيد من اصرار الحكومة على ابادة شعبها في الانبار لان الهدف هو ابادة شعب من المكون العربي، ومحافظات المكون العربي الاخرى على ابواب اهتمامات المالكي كما اعلن عنها قبل ايام، فالحرب لن تقف عند الانبار بل ان الابادة بدأت منها، ولن تنتهي بها، بل ستنتقل الى محافظات نينوى وصلاح الدين وديالى وكركوك، وهو ما ينبغي ان نضعه نصب أعيننا ان كانت لدينا بقية رؤية متعقلة لما يتم التخطيط له لابادة المكون العربي واخضاعه لمشيئة قوى اقليمية ، شئنا ام أبينا.
ان العراقيين الاخيار يحدوهم الامل ان يرتقي قادة البلد ومن وفقهم الله وجعل بأيديهم مصلحة العباد والبلاد ان يجتمعوا ويتوحدوا ويجلسوا سوية ويتباحثوا في ان يعين كل منهم الاخر، فلا رابح في اية ( عداوات ) او صراعات تحت اطار سياسي، فالكل خاسرون في مواجهة غير مبررة على الاطلاق، وان لاتكون المنافع المادية وسيلة لتصعيد الاحتراب، فما يمتلكه سعد البزاز من ثروة تكفيه لقرون، هذا ان سهل الله عليه مزيدا من العمر، كما ان رصيد متحدون الشعبي كبير وثروة بعضهم كبير كذلك، ومقبوليتهم الاجتماعية بين شعبهم في أعلى مراحلها، وينبغي التحرك سريعا لوأد عوامل الافتراق وتجنب مراحل التصعيد،ان كانوا يحرصون فعلا على مصلحة العراق، واذا كان الاستاذ سعد البزاز قد قدم خدمة للعراقيين ومنهم اهل الانبار فهذه ليست منة بقدر ما هو شرف كبير يضاف الى رصيده، مثلما هي وقفة متحدون، حتى وان كان لديه اختلاف في النظرة أزاء منهجهم، فقلوب العراقيين تتطلع اليكم على انكم قدوته الحسنة واملهم في الملمات، والخير الذي تنعمون به من خير العراق، واذ اردتم ان يرضى عليكم رب السموات والارض فتوحدوا ونسقوا الجهود، لأن الخطر داهم، وقد وصل الامر الى مرحلة تتطلب تكاتف الجميع، فخير كل واحد يصيب الاخر، وشر الاخر ينتقل الى الاخرين، ولا خير في عراقي لايتمنى الخير لاهله وربعه وجماعته، وعسى ان يكون العراقيون كلهم بخير وان تسود المحبة والوفاق بين مللهم وطوائفهم وشتاتهم، ويعودوا كما كانوا احبة يجمعهم حب العراق، وطيبة ارض الرافدين، وهم في مكانة من الاقدار ما تؤهلهم لأن يكونوا أهلا لكل فضيلة، والله نسأل ان يعم بخيره عليهم يارب العالمين، وان توحد القلوب وتزيل ماكدر من الادران، لكي نودع بلد الاحزان، ونعلي شأن بلدنا بين البلدان، بعد ان يسود فينا الأمن والأمان، انهم سميع مجيب منان، فهل يكون بمقدورنا ان نسمع لقاء الاخوة عن قريب، انها امنية كل العراقيين، والله يقرب كل خطوة للخير ويرحم عباده، ويعزهم ان سعوا الى الخير والصلاح.. فهل من مجيب لدعوتنا هذه يا أهل العراق ؟