22 نوفمبر، 2024 7:09 م
Search
Close this search box.

سعد البزاز وغزل الدواعش

سعد البزاز وغزل الدواعش

من تتبع سيرة سعد البزاز أو ما أصبح يحلو للبعض أن يسميه سعد ابتزاز وهي كنية تليق بشخص حاول أن يصنع مجداً كارتونياً في خياله كي يؤسس لمملكة خاصة به من خلال قناعته الأكاديمية بأن الأعلام هو من أخطر الأسلحة الفتاكة بعصر الفضائيات والانترنيت حينما يكون حاضراً في أي بيت أو مقهى أو شارع شئنا أم أبينا .

كنت مواكباً لفترة البث التجريبي لقناة الشرقية في سنة 2003 وقبل أن يتعرف المشاهدين على خلفية هذه القناة وسياستها وتوجهاتها وقد رصدت بعين المتخصص نوعية التأسيس لشكل ونوعية البرامج المنوعة ، والإخبارية ، وكيفية صناعة الخبر ، وحتى التايتل المتحرك أسفل الشاشة ، وما يكتب به ، وما يراد لبعض الكتابات أن يتم تكرار إعادتها وتأكيدها أكثر من غيرها .

كل شيء مدروس بعناية ، ولكن بخلفية شيطانية محضة ، يدعي فيها هذا الابتزاز أنه المواطن الحريص على وطنيته وعراقيته ، لكن أفعاله وبرامجه تقول عكس ذلك تماماً ، ولم يتمكن من إخفاء نزعته العنصرية وأصوله الكردية البرزانية المتخصصة ، فتورط بالتناقضات مجتمعة ، حتى أعقب الشرقية بتأسيس قناة الغربية ، الشقيقة الصغرى لأختها الشرقية ، وحتى في اختيار أسماء القنوات حرص أن يقدم سياسة التقسيم والتجزئة في مجتمعنا العراقي الأصيل ، ونادراً ما تمر دقائق من البث إلا ويجد المشاهد مكتوباً أو مسموعاً ، خبر أو برنامج إلا وفيه تمجيد لكلمة ( كردستان ) ولو تمكن من تمجيد اسم العراق بنفس العدد لما مجده لأسم الجيب العميل لقلنا أنه لامس ذيل الأنصاف بشيء ملموس ، ولكنه يأبى أن يفعل ذلك .

تجد قناة الشرقية تؤكد وبقوة تسمية داعش بالمصطلح الذي ترغب به داعش نفسها أن تسمي نفسها به ، وهو مصطلح ( الدولة الإسلامية ) علماً أن تسمية داعش وترسيخ هذا الاسم عليها هو إساءة فاضحة للإسلام الحنيف ، لأنه لا ينطبق على ثلة من المجرمين ومصاصي الدماء ، ولا تستخدم هذه التسمية إلا القنوات التي تدور بالفلك الأمريكي والصهيوني ومنها قناة BBC البريطانية أو قناة CNN و FOX الأمريكية وبعض القنوات التي تقصد ترسيخ التسمية لسببين أولهما إرضاء الدواعش وإشباع رغبتهم بنشر الاسم وتأكيده على الدوام ، علماً أن تسمية داعش جاءت من تلك المنظمة الإجرامية نفسها في بداية شهرتها مختصرة أسم كلمة دولة + العراق + الشام ، ولكن حينما تنبهت تلك المنظمة بأن هذا المختصر يسهل من كلمة تجريمها لأنه مسمى غريب على المتلقي ويسهل نعته وربطه بعمليات الأجرام والقتل وغيرها ، تنبه المجرمون لذلك فحرموا استخدامه وحاولوا تهميشه قدر استطاعتهم ، وأصروا على تأكيد أسم الدولة الإسلامية ، وقد ساعدهم بذلك بعض القنوات التي تعمل على تقسيم الأمة والأوطان ، وبعثرة التأريخ والدين ، وخلط الأوراق ، كي يتم تعميق مشروع الفوضى الخلاقة الأمريكي .

فكان سعد ابتزاز من أوائل المتطوعين بقنواته المأجورة في المشاركة بنشر ثقافة القتل والابتزاز وإزهاق الأرواح .

سؤال مشروع يطرح نفسه دائماً ، وفي جميع مراحل العملية السياسية التي بدأت بالعراق ما بعد الاحتلال الأمريكي ، وعلى مدار اختلاف الحكومات ، ابتداء من مجلس الحكم المقبور الذي أسسه بول بريمر إلى حكومة أياد علاوي ومروراً بحكومة إبراهيم الجعفري ، وحكومتي المالكي ، حتى وصلنا إلى حكومة حيدر ألعبادي الحالية ، وبالرغم من جميع تصرفات قناة الشرقية وأطروحاتها وفبركاتها الإعلامية والصحفية ، وتلاعبها المستمر بحقائق الأحداث ، ولكن لم يتجرأ أي رئيس حكومة من اللذين ذكرتهم أن يمنع أو يضايق وجود قناة الشرقية أو صحيفة الزمان ، أو قناة الغربية التي التحقت بركب أبواق البزاز بالشارع العراقي ، مع العلم أن ما تنشره تلك القنوات وتثقف له هو أخطر بكثير مما طرحته قنوات أخرى تم منعها ومحاربتها والتضييق عليها ، والسؤال هو لماذا لم يتجرأ أي مسئول من هؤلاء من التعامل مع قنوات وصحف البزاز بمواجهتها وإيقافها عند حدها ؟؟

الجواب واضح أن من يتبنى البزاز ومن معه ، جهات لديها اليد الطولى في إصدار قرارات تغيير الخارطة السياسية العراقية ، ووسائل سعد البزاز الإعلامية ، هي واحدة من أذرع الأجندة التي أرادت للعراق أن يدمر ويتقسم ويتهاوى ، ووجود داعش هي واحدة من حلقات المؤامرة القذرة التي زجت بالعراق وسورية ولبنان بشكل خاص ، أما بعض الشرر الذي أصاب الأردن فهو لذر الرماد بالعيون لا أكثر ، أو هو فلتان شخصي غير متفق عليه بين أعمدة المؤامرة ومنفذيها ، وقد يكون مجرد خطأ قد حصل نتيجة اختلاف بالرأي لا أكثر .

من يدعو إلى تقسيم العراق صباح مساء كقنوات البزاز لا يختلف نهائياً عما تقوم به داعش من جبهة أخرى في احتلال مدن العراق لإعطاء المبرر لبعض الدول الغربية في تسليح عصابات البيشمركة بحجة الدفاع ضد داعش وإضفاء الشرعية على معاملتها على أنها قوات رسمية تدافع عن ما يسمى إقليم سيتحول لاحقاً إلى دولة حينما تكتمل أسسها الاقتصادية ، وتتمكن من احتلال ما أمكن من مساحة العراق في سهل نينوى ومدينة كركوك وغيرها .

سعد إبتزاز الداعشي رسمياً وبامتياز محمي من الداخل من أعلى هرم السلطة بالعراق كما هو محمي ومدعوم من الخارج على مدار الوقت .

أحدث المقالات