صحيح ما قاله سعد البزاز ان مراجع النجف ليس بعراقيين , ولكن هل البزاز ينسى او يتناسى , غافل او مغفل بحيث لا يميز بين الجنسية والقومية ؟ فاعلى المراجع السيد السيستاني جنسيته ايرانية ولكن قوميته عربية ونسبه علوي .
لقد اردت ان اذكر الاعلامي سعد ان ائمة المذاهب الاربع من الفرس( ابو حنيفة – المالكي – الشافعي – ابن حنبل ) كما اهل الصحاح هم فرس ( البخاري – الترمذي – النسائي – مسلم ) ورواة الحديث الحاكم ( مجاهد- عطاء بن أبي رباح- عكرمة- سعيد بن جبير – الحاكم النيسابوري – الليث بن سعد – ربيعة الراي – طاوس بن كساب – مكحول بن عبدالله – ابن سيرين – الحسن البصري – ابن خلكان ايضا هم فرس … فهل تقبل ان تاخذ دينك الذي هو افضل من دنياك من فارسي ؟ هذه مغالطة يجب ان تنتبه لها الا اذا انكرت الاسلام ولم تدين به … وانا شخصيا لو كان امامي فارسيا لتركت الاسلام وانما امامي جعفر الصادق (ع ) جده رسول الله (صلى ) من ابيه وجده من امه القاسم بن محمد بن ابي بكر , فهو عربي من جهتي النسب , اما قولك ان المراجع يعملون لصالح ايران فقد دلست في هذا الامر كثيرا ووقعت في الوهم ففي ايران يعتمدون ولاية الفقيه (ولاية مطلقة) بالدين والسياسة والسيد السيستاني لا يقر بولاية الفقية وولايته خاصة في الامور الحسبيه ( معاملات وعبادات) دينية فقط فهو ليس له راي بالسياسة الا بقدر الحفاظ على بيضة الاسلام وارواح الناس وممتلكاتهم , ولكن الحقد الطائفي يعمي البصر والبصيرة على حد سواء فجعلك ان تقول هكذا , ولكن لا احد يستذوق كلامك بشان اتهام المرجعية بما قلته الا من هم من نظائرك وهم قلائل بعدد اصابع اليد من الذين شككوا بولاء السيد للعراق , هؤلاء ينطلقون من فرضية مفادها ان السيد السيستاني ليس عراقيا بل ايرانيا حاملا لجنسيتها وبالتالي يفضل المصالح الايرانية على المصالح العراقية كما ادعيت انت , وكم عانيت من هذه الاشكالية التي يواجهني بها بعض المتحاورين معي حيث لا يقتنعون بقول الحق وبيان الحقيقة لان الله اعمى بصرهم وبصيرتهم … اما انا فكنت اقول لنفسي وللاخرين ان الهوية العراقية ليست هي بطاقة شخصية تصدرها دائرة الاحوال المدنية بل هي عهد وميثاق شرف بين الشخص ووطنه وربه , فالبطاقة الشخصية اشبه برخصة قيادة السيارة , فكم من سائق حاملها لا يمكن الاعتماد عليه في منعطفات الطرق والمواقف الحرجة ؟ وكم سائق متمكن وماهر في السياقة لا يحملها ؟ فاذا اردت السفر فاين منهما تختار وتضع ثقتك به ؟ وبعيدا عن هل ان السيد السيستاني ايراني ام عراقي على ضوء بطاقة الاحوال المدنية ؟ ولكن السيد عراقي بالولاء للعراق لترابه وماءه وسماءه بالكمال والتمام حيث تجسد دوره الوطني المتميز منذ عام 2003 والى اليوم ولكن هذا الدور تميز بشكل مميز بعد فتوى الجهاد الكفائي التي لاقت من العراقيين استجابه لا توصف بتطوعهم وتزاحمهم على ساحات التدريب لرفد قوات الحشد الشعبي بالمقاتلين الاشداء الذين حولوا هزيمة الجيش العراقي الى نصر وقلبوا موازين القتال من حالة الدفاع الى المبادرة والمباغته والتعرض لفلول العدو الداعشي الذي سحق في قواطع ديالى وجرف النصر بالكامل والانبار وصلاح الدين واليوم في الموصل حيث تطوع لفتواه اكثر من 30000 من اهل السنة من المنطقة الغربية ارخصوا دماءهم للدفاع عن الارض والعرض واستجابوا لفتواه الوطنية قبل ان تكون دينية , وممكن ان تتطلع الى اسماء تشكيلاتهم والويتهم وافواجهم واسماء قادتهم على الرابط التالي
https://goo.gl/wfWe7t
والذين رفضوا ان يتحدث البزاز والخنجر واشباهم باسمهم وخاصة اهل الموصل وعشائرها .
قبل اكثر من عام ,سمعنا تصريحا لعلي يونسي مستشار الرئيس الايراني حسن روحاني قال فيه (( إن “إيران اليوم أصبحت امبراطورية كما كانت عبر التاريخ وعاصمتها بغداد حاليا )) وحيث هذا التصريح غير مقبول من كل العراقيين بل مرفوض من قبل الايرانين انفسهم والذي عبروا به من خلال 21 نائبا طالبوا بطرد يونسي من منصبه, وقد كان الرد حازما وصارما من السيد السيستاني بقوله لا يمكن ان نغض الطرف عن هويتنا واستقلالنا وكانت خطبة الجمعة المباركة من الصحن الحسيني الشريف والتي تعبر عن رايه بشكل مباشر فقد قال السيد احمد الصافي : ((إننا نعتز بوطننا وبهويتنا وباستقلالنا وسيادتنا، وإذا كُنّا نرحب بأية مساعدة تقدّم لنا اليوم من إخواننا وأصدقائنا في محاربة الإرهابيين ونشكرهم عليها فإن ذلك لا يعني في حال من الأحوال بأنه يمكن أن نغضّ الطرف عن هويتنا واستقلالنا، ولا يمكن أن نكون جزءاً من أية تصورات خاطئة في أذهان بعض مسؤولين هنا أو هناك … إننا نكتب تاريخنا بدماء شهدائنا وجرحانا في المعارك التي نخوضها اليوم ضد الإرهابيين وقد امتزجت دماء مكونات الشعب العراقي بجميع طوائفهم وقومياتهم ))
واخيرا اقول للبزاز … اعطيني رجلاً سياسياً او قائداً في الدولة العراقية جسد الدور الوطني العراقي كما جسده السيد السيستاني في حب العراق والدفاع عنه والاعتزاز به وبكرامته
…الم يكن دوره الوطني المشرف عبرة للسياسين المنبطحين للاجندة الاقليمية والدولية وان يراجعوا حساباتهم ويوقضوا ضمائرهم النائمة , ولماذا هؤلاء الساسة لا تنتفضون لكرامة العراق عندما تنتهك بل يصمون اذانكم ويسدون عيونكم بل وصل الامر ببعضكم يريد تدخل تركي كما الخنجر والنجيفيان يسوغون له , والاخر يتوسل بامريكا لتحتل العراق بريا من جديد وطرف ثالث يطالب بقوات من عربان الخليج العربي … والله ان موقف السيد السيستاني ودفاعه عن كرامة العراق فضحكم ايها السياسيون واثبت انكم ليس بعراقيين الا ببطاقة الاحوال المدنية , اما السيد فهو العراقي حقا وان لم يمتلك هذه البطاقة المزعومة والتي تباع بسوق مريدي بمبلغ لا يزيد عن خمسة الاف دينار.