ماالذي يدفع شاعر يساري للغطس في مستنقع الطائفية ؟
سعدي يوسف رجل غادر العراق قبل اكثر من اربعين سنة .. خرج منه مهزوما امام عصابة 1968 ، ومنذ ذلك التاريخ لم يعد يعرف عن العراق شيئا ولايكترث بما يحصل له ، الا من خلال قصائد واهية ماكانت لها القدرة على احداث صدع بسيط في زنزانة البعث الصلدة التي طوقت العراق .
رجل اصبح بمرور الزمن غريبا عن هذا البلد ، لاعلم له بما تغير في مجتمعه من احوال وما وفدت اليه من افكار وماوطأت ارضه من اقدام اجنبية جاءته عبر البحار ومن خلال الصحارى لتمزق جسده الى قطع صغيرة .
فلماذا لايغلق دفاتر شعره ويضع قلمه في جيبه ويكفينا شر استنشاق نفايات قصائده التي صار تفوح طائفية في الفترة التي بدأ العراق فيها بطمر هذه الجيفة من خلال أيادي ابنائه الحقيقيين من مختلف المسميات الدينية والقومية والعقائدية ؟
اخر ماكتبه هذا المريض شعريا وعقائديا وسياسيا هو سونيتات ساذجة يصف بها محاربو الجنوب الذين انقذوا الموصل من الوحش الداعشي بالاتين من (منقعٍ) !!!!
ويحملهم بعقله المعوّج سبب تدمير منارة الحدباء ، مغالطا بذلك نفسه وراسما لواقع الحرب ودوافعها صورة اخرى خرجت من نقطة الطائفية العميقة التي دفنها تحت يساريته الكاذبة سنينا طوال .
لماذا لايمد بصره المصاب بالرمد الى ارض العراق ويبصر به حقيقة الامر بعد ان يزيل عنه غشاوة الطائفية تلك ؟
اعتقد لو انه فعل هذا فسوف يرى ان ابناء هذا (المنقع) لم يكسبوا غير الجروح والعوق والموت من اجل مدن لايسكنون بها ولن يسكنوها ابدا .
اعلم ان سعدي يوسف قد استخدم موقفه هذا للتكسب ليس الا ، فهو يريد ان يبقى معارضا لكي تستمر فضلات اللجوء بالتساقط على كفه ، لكنه كان الاجد به ان يكتفي بالمعارضة السياسية فقط ويتجنب نزوله في (منقعٍ) لاينزل اليه الا من اصيب بالعفن الفكري والاخلاقي .