22 ديسمبر، 2024 8:03 ص

سعدي يوسف الإنسان والشاعر و الشيوعي الوطني

سعدي يوسف الإنسان والشاعر و الشيوعي الوطني

هدية صباحية
لصباغي جزمة جورج بوش، ولي النجف الدمي
و لأحفاد لصوص الحرب
و أبناء الاقطاعين العرب الأغراب
لمافيا التهريب
وزهرة لوردات الحرب
وأبناء الاقطاعين الكرد الأغراب
لرجال الدين المحترمين
ولخريجي كليات الجاسوسية في واشنطن
أو لندن
أوبودابست
لأحزاب تشرف نفطا أخضر
للكتاب المأجورين بدولار للصفحة
للوزراء الأوباش
لزبانية التزوير، ونجاري كرسي النائب
للنسوان ممن أدمن معاشرة النسوة أو ضباط المارينز
لحسينيات الطلقة ، واحدة، بمؤخرة الرأس
لمساجد قطع الرأس ٠٠
لكم
لي
للناس جميعا في كوكبنا الأرضي
أقول
ليأخذ كل منكم ، هذا الصبح ، هديته ٠٠
رأسا، في طبق مضفور من حيات جهنم
أي عراق هذا ؟
أي عراق جاء به السفاء الخونة
ورجال الدين المحترمون ؟
أي عراق جاء به أردأ من سكن البيت الأبيض ؟
أي عراق يحد له ، في الغابة ، حتى الله !
لندن 6/11/2006 سعدي يوسف من ديوان [أغنية صياد السمك و قصائد نيويورك ]

نعم أن الشعر ديوان العرب ، ففي العراق ومنذ ملحمة كلكامش التي سطرت أجمل الكلمات الشعرية ، قبل سبعة الف عام في حضارة وادي الرافدين ، وتبعها بعد فترة طويلة الشاعر العراقي المتني و بعده معروف عبد الغني الرصافي و جميل صدقي الزهاوي و محمد سعيد الحبوبي و محمد مهدي الجواهري و محمد صالح بحر العلوم و بدر شاكر السياب و نازك الملائكة و لميعة عباس عمارة و عبد الأمير الحصيري و عبد الرزاق عبد الواحد و عبد الوهاب البياتي و القائمة تطول ، سطروا بقصائدهم تاريخ العراق ، و اليوم نستذكر قامة شعرية تركت بصماتها في التاريخ المعاصر شعريا أنه ابن البصرة الفيحاء سعدي يوسف ، مدينة مدرسة النحو اللغوي و التي سميت بمدينة (النحو البصري) و حيث هناك مدينة الكوفة وسميت(النحو الكوفي ) ، سعدي يوسف له عدة دواوين شعرية ترجمة إلى لغات عالمية كاللغة الانكليزية التي كان يجيدها و اللغة الفرنسية و حصل على جوائز عالمية و بأستحقاق لجزالة شعره و كذلك لرسمه للصورة شعرا معبرا وجميلا في محتواه ، في تصويره للمدن العراقية و خاصة ثغر العراق الباسم البصرة الفيحاء مدينة الطفولة و الصبى، كتب الشعر عن المرأة العراقية و عن الحركة الوطنية في تاريخها المجيد ، وعن ثورة الرابع عشر من تموز المجيدة ، أنه سجل المأثر الوطنية للشعب العراق في انتفاضته المجيدة ، منذ وثبة كانون المجيدة عام 1948 والتي أسقطت معاهدة بورت سموث وحكومة فاضل الجمالي ، و في معركة الجسر والتي سقط فيها الشهداء ، بهيجة ، جعفر الجواهري و الالوسي و اخرين ، و كذلك ارخ لانتفاضة عام 1952 فلاحي ازيرج و انتفاضة عام 1956 التي خرجت تظاهرات في كل مدن وقصبات العراق تضامنا مع الشقيقة مصر ضد العدوان الثلاثي البريطاني الاسرائيلي الفرنسي ، وفي الحصار على العراق ما تبعه من تدمير العراق ومن ثم احتلاله ، انفرد سعدي من بين الشعراء و المثقفين العراقيين ، بموقف مشرف بادانة الاحتلال و مناصريه و من شاركهم ، ففي ديوانه (أغنية صياد السمك و قصائد نيويورك) ٠
كتب سعدي يوسف قصيدته في هذا الديوان ( ام قصر ) يستذك صمود العراقيين الوطنيين ضد الغزو هذا الصمود الذي لقن المحتل درسا و لولا ايران تساعدوا قوات الاحتلال بالتفاف عليهم لما اسيطاعوا الدخول ٠ يكتب سعدي يوسف في قصيدته أم قصر :
سنطلق من < ام قصر > حمائمنا
في خليج النوارس و الطائرات المغيرة
نطلقها في خليج البوارج
و العار
و الناقة الذهبية
لم يبقى بحارة
قتلوا
أو تواروا خفافا بسعف نخيل القرى
غير أناسنطلق من <أم قصر > حمائمنا
مثل ما انطلق العيد
يوم ركزنا الرماح ، وقلنا لهول ألم بنا ياهلا
نحن لن نسلم المنزلا
نحن نحفر في كل نسمة بحر ، خنادقنا و المقاهي العجيبة
تحفر في الماء أسمائنا
ثم تأويل إلى جنة في القرار
لندن 11/7/2007
سعدي يوسف كان معتدا بوطنيته و شيوعيته من خلال تاريخه النضالي و مستمدا أفكار من خلال ماكتبه مؤسس حزب الشيوعيين العراقيين يوسف سلمان يوسف ( فهد ) و يتذكر هذا النص لفهد : كنت وطنيا و عندما أصبحت شيوعيا أزدات وطنيتي ٠
واخترت من ديوانه هذه القصيدة : الشيوعي الأخير يقرأ أشعارا في كندا ٠
[ أن من المنطق أن تندرج هذه القصيدة في ديوان الشيوعي الأخير يخل الجنة لكن الرحلة الكندية كانت أوسع و أبعد ] ٠
ضاقت به الدنيا
و لكن لم يضق ، هذا الشي عي الأخير بها
وكان يقول للاشجار موعدها، و أن طال الخريف سنين او دهرا
وكان يقول أيضا؛ خمس مرات تلوت الشعر في وطني
لأبتدئ الرحيل
وكان٠٠٠
لكني سمعت بأنه قد كان في كندا
لأسبوعين!
ماذا كان يفعل؟
ليس في كندا ، شيوعييون بالمعنى القديم ،
وليس في فانكوفر امرأة معينة ليسبق ظلها انى مضت
بل ليس في ( الروكي ) نخيل كي يقول أشتقت للشجر المقدس ،
قلت خير أن أسأل أصدقاء له ٠٠
أجابوني : لقد كان الشيوعي الأخير، هنا ، نقول الحق ٠٠٠
بل إنا سهرنا ليلةفي مطعم معه ، وقد
كنا نغني ، و النبيذ القبرصي يشعشع الأقداح و الوجنات
ماذا ؟ نحن في فانكوفر الخضراء
لابغداد ٠٠٠
لكن الشيوعي الأخير مضى!
إلى أين ؟
اشترى صبحا ، بطاقته، إلى عبارة تمضي به
هونا ، إلى جزر المحيط الهادئ ٠٠
الأيام في أيامنا عجب !
و أقرأفي رسالته الأخيرة :
أيها المسجون في أوهامك السوداء ،و الكتب
التي ليست بلون قميصك! .
أسمعني ٠٠٠و لا تقطع علي سراب أسفار ي،.
لقد هبطت بي العبارة البيضاء.
عند جزيرة بالباسفيك ٠٠أقول: فكتوريا !
فيندفع الشميم ، و تخرج الخلجان.
سابحة ستأتي عندنا الحيتان فجرا، أو أسود البحر ٠
لا تتعجل الانباء٠٠٠
فكتوريا هي الأم العجيبة، جدة الهندي و الملهوف،
و الأنثى المقدسة ٠ الطواطم
عندها حرس وروح الدب ، والاسماك هائلة تقافز بين كفيها
وماذا كنت أفعل في الجزيرة؟
انت تعرفني تماما ٠
كنت ،مثل نضال امس ، احرض الطلاب ٠٠٠
كيف ؟
قرأت من أشعار سعدي يوسف ٠٠٠
البحار، صاروخ توماهوك، إعصار كاترينا ،
وقتلى في بلاد الرافدين ٠
ولحية القديس و الت ويتمان ،أشجار البحيرات العميقة ٠
و البارات عند
إجازة الجندي، تبدو بغتة عوامة في النيل ٠
و يبدو النخل أزرق في البعيد ٠
النسوة الغرثى يلبن ٠عواؤنا؟ أم أنها تلك القطارات
التي تمضي إلى
ليل المدافن في الصحارى ٠٠٠
أيها الجندي دع بلدي ، و دعني في الجحيم ٠
قرأت من اشعارسعدي يوسف ٠٠٠
الأمر الغريب، كأن هذا الشاعر الظليل يعرفني، و يعرف ما أريد ٠٠٠
كأنه أنا !
لست أفهم ما أقول ٠٠٠

لندن 31/10/2006
هكذا كان سعدي يوسف معبرا عن ما يجول بخاطره، العراقي الوطني ، عرفته منذ منتصف الثمانينات من القرن الماضي في دمشق العروبة دمشق المضيافة ، إنسانا دمث الأخلاق و ابتسامته تعلوا شفتيه و التقينا عام 1997 في تشيع شاعر العرب الأكبر محمد مهدي الجواهري في مقبرة الغرباء في السيدة زينب و جلسنا بالقرب من مرقد المفكر الماركسي هادي العلوي نتحدث و سألته عن الدكتور حيدر ولده البكر و الذي اعرفه بعد أحداث اليمن الجنوبي ، قال سعدي لي انه اليوم سيكون من ضمن مستقبلي المعزين بالجواهري الكبير ، وهو في العزاء وصله خبر وفاة حيدر و كان الخبر صاعق له ، و في لندن وقبل هجوم فيروس كرونا ، و بدعوة كريمة من الشخصية الوطنية العروبية المناضل عبد الله الركابي التقينا في بار في منطقة هامر سمث مع سعدي يوسف وزوجته إقبال كاظم و المناضل الوطني الشيوعي عدنان عباس و انا كاتب السطور وزوجتي رحيمة السلطاني في جلسة جميلة تخللتها أحاديث في الذكريات و السياسة و ماحل في وطننا بعد الاحتلال ٠
فلسعدي يوسف في ذكرى وفاته الثانية السكينة و له المجد والخلود٠