18 ديسمبر، 2024 4:54 م

سطور خالدة من انتفاضة صفر 1977 م

سطور خالدة من انتفاضة صفر 1977 م

السطر الأول …
أن التحضير التاريخي والسير الى كربلاء كانت هناك تحضيرات واجتماعات عدة سرية ولم تكن من الأمور السهلة كما يتصورها البعض ,وأن السطوة التي يمتلكها البعث وجلاوزته يعرفها من قبع في السجون وأن هناك ابطال اتفقت على الخروج واعدت له العدة .

نعم عدت له العدة وأسس لهذا اليوم ما تجد التحضيرات من خياطة القطع والرايات الصغيرة والكبيرة والتي كتب عليها ( نصر من الله وفتح قريب ) وهنا أنوه …أن التفصيل والخياطة لعلها كانت في بيت الحاج علي فليفل وحتى تجهيزها بالأعواد وتحت اشراف الداعية المرحوم السيد رعد الخرسان .

نصر من الله وفتح قريب :

بهذه الايات نصر من الله وفتح قريب ويد الله فوق ايديهم خرج الجمع المؤمن ليوزعها على الاطراف الاربعة ليلاً وبسرعة قصوى وهو يدلي أن الخروج عند الساعة العاشرة صباحاً الموافق 14شباط 1977م وهو تحدي صارخ قام به الجمع المؤمن وأن القضية الحسينية لدى هؤلاء لم تكن شعارات فقط بل لها مقومات رسالية يفتقر لها غيرهم .

السادة الخرسان والحكيم :

هذا السطر الثاني من عملية الانتفاضة المباركة ودور السادة السيد رعد الخرسان والسيد عدنان الحكيم وهذان السيدان أحدهم له شأن في الدعوة الإسلامية والثاني كان يعمل خادم في الروضة الحيدرية وهو توزيع هذه الرايات الصغيرة وهي عبارة عن اعلام مثلثة الشكل كتب عليها نصر من الله وفتح قريب باللون الاصفر وفعلاً حملت هذه الرايات الصغار بيد الجمع المنتفض تتقدمهم الراية الكبيرة والتي تحمل شعار الاية المباركة (يد الله فوق ايديهم ) يرفعها الشهيد السعيد ناجح محمد كريم من طرف البراق وهي متوجهة الى الروضة الطاهرة .

الشهيد وجمهرة الأطراف الاربعة :

هذه الراية الكبيرة التي خرجت من طرف البراق والمؤمنون خلفها وهي تتقدم الى الروضة المباركة وهم يهتفون ( صدام كله للبكر كل اصبع ابعشره ) هذا الشعار الذي هتفه المنتفضون وهم متجهون الى شارع الصادق (ع) وكذلك ( جسام كله للبكر ذكر احسين ما يندثر ) .

مشاهدات عن قرب :

خرج المنتفضون الى كربلاء وهم يبيتون في ثلاث أمكنه خصصت الى الزائرين خان الربع وخان النص ومن ثم خان النخيله مرورا بكربلاء كعبة الاحرار هذا الخروج المبارك من النجف الأشرف ومن أطرافها من قبل أناس متعطشة لزيارة أبي الضيم وهي تعلم أن السلطة دموية سوف لن يهدأ لها فكر حتى تسقط هذه الراية وفعلاً حصل الصدام بينهم من خان الربع .

مضايقات أمنية :

هذه المضايقات الامنية بدأ حالها في الربع الاول من المسير يحدثنا المرحوم صالح شفوفه وهو يعمل في مهنة النجارة كان يركب دراجة نارية (ماطور أم زت )اخذوني جلاوزة النظام البعثي إلى عدة اماكن حتى الوصول إلى المحكمة عندما سألني القاضي عن سبب الخروج قلت سيدي القاضي أنا لست من المشاركين فيها أنا اشرب المشروب الكحولي واشتريت من الكفل وعند عودتي منها اعتقلوني والبطل بالدراجة ضحك وغرمني خمسة دينار وأمر بإخراجي من السجن ولولا هذا العذر (الكلاو) لما خرجت من السجن لأنهم شاهدوا كواني البرتقال التي كنت احملها معي .

مشاهدات اخرى :

كثيرون الذين تشرفوا في زيارة الامن وهو ابطال يرون العذاب والشتم والسباب منهم عبد العال الحارس الذي يروي لنا قصة اخرى عن سبب الزيارة لهم يقول بعد المضي إلى خان النص تجمهر الرفاق وأمرونا بالعودة وهنا هتف الجميع لا عودة إلى النجف الأشرف الا بالزيارة وهنا جن جنون السلطة والكل يعلم ما حصل هناك وأما سبب الزيارة عند العودة نصبت اشراك البعث لنا بتتبعنا واحد واحد ينظرون الينا فأخذنا المقسوم والحمد لله .

مشاهدة أخرى :

هذه الرواية يرويها المرحوم كاظم نواص الأسدي عندما انزلوه في الكفل والذهاب به إلى أمن النجف الأشرف وبعد الاهانة والشتم اخذوا حلقة اذنه ووضعوا فيها قراصه وهو يرتجف مما وضعوا لأن الصعق الكهربائي في عدة مناطق من الجسم ,وبعد ثلاثة ايام اخرجوه وهو لا يستطيع التحدث ولا يستطيع المشي لولا فضل الله وعنايته عليه ,كما يروي قصة اخر جعفر عطيه وهو من الابطال الذي كان يحمل المسجل وكان صوته واضح فيها يسب البعث الكافر وجلاوزته وهو فلت من قبضتهم بأعجوبة ولم يعثروا عليه لأنهم يجهلون عنوانه مع وجود الكاسيت .

شواهد لم تذكر بعد :

من هذه الشواهد التي بقيت حبيسة الصدور ولن يتكلم اصحابها بعد مضي السنين عليها ومن الشواهد الاخرى كثيرة مثلها في الانتفاضة المباركة عام 1991م وهؤلاء يرون الحادثة بقسوتها من اعدام واعتقالات طالت الحسينيون قبلها وبعدها ,وبما أن المنتفضون يرون وجهتهم كعبة الاحرار والدولة بمقومتها تريد العزوف عن المسير وهذا الصدام المسلح هو من وقف وقفة اجلال وتصدي للسير إلى كربلاء وفعلاً وصل بعضهم اليها رغم الجراح والقسوة .

وهنا لا اريد أن اقدح بهذه المسيرة الراجلة التي وقف ابناء النجف الأشرف موقفهم منها وذهب من أجلها ابنائهم وسالت دماء الابرياء منهم وهذا العار الذي لازم حكومة البعث ومرتزقتها فيما بعد ولحد كتابة هذا الموضوع أن الدولة اليوم لم تمنع هذه الشعيرة ودعمتها لكنها سلبت لبها والذين ينادون هيهات منا الذلة هم مسلوبين الارادة وليس لديهم غير العناء ولم يدركوا الحسين ثورة ضد الفساد والمفسدين وحكومة البعث لم تدرك هذا الشعب بعد …