· ما يعيق النمو والافادة من الثروات في تحقيق الرفاه الاجتماعي عربيا هو أن 1 + 1 تساوي الرقم الذي يرضي غباء اصحاب القرار
ورد في القرآن الكريم “الشمس تغرب في عين حمئة” وهي آية تحمل دلالة كونية، عن مآل الشمس وحركتها، لو بحثنا فيها، او أقرأنا الباحثين غير العرب قرآننا؛ لأفادت الانسانية من عظمة التنزيل، في كتاب الله الحكيم.
وهذا ما تحقق من الآية الكريمة “هزي بجذع النخلة يساقط عليك ربط جنيا” عندما لفتت انتباه عالم دوائي غير مسلم؛ فتوصل الى مستحضر دوائي، تستخرج مادته الفعالة، من التمر، يسهل مخاض الحامل، اثناء الولادة.
وهو ما دأبت عليه النسوان، في الأحياء الشعبية؛ إذ يجبرن المرأة أثناء المخاض، على التهام كميات مبالغ بها من التمر؛ وبالفعل تتيسر الولادة، ويقوى جسدها بالسكريات الاحادية، على وهن الحمل والرضاعة.
نحن أمة لا تقرأ وإذا قرأت لا تفهم وإذا فهمت تتكاسل عن الافادة من فهمها وإذا شاءت الافادة اساءت التنفيذ؛ ملحقة الضرر بنفسها؛ لذا خير لنا الا نفهم، وندع الآخرين يفهمون وينفذون بدلا عنا، ونشتري منهم الفهم والتنفيذ بريع النفط الذي تدره اثداء ارضنا من تحت الثرى.
لكننا في الحقيقة، لا ندع الآخرين يقرأون كتبنا.. المقدس منها وغير المقدس؛ لذا لن نفهم ولن ندع أحدا يفهم بدلا عنا ويسير بنا نحو صالحنا، كما حدث في الانتداب بعد الحرب العالمية الثانية.
لا نفهم ولاندع الفاهمين يساعدون جهلنا، انما نمنعهم بضراوة، بدليل التظاهرات التي استمرت في العراق، ثلاث سنوات، متواصلة بهوس، منذ وقع نوري السعيد، حلف بغداد الى أن سحلوا جثمانه بالحبال، صبيحة 14 تموز 1958؛ لأن العسكر فتحوا ابواب جهنم “الشرعية الثورية” تلتهم “الشرعية الدستورية” من دون ان يفهموا بأن حلف بغداد، الذي يعترضون عليه، وضع إمكانات تركيا وايران والسعودية والكويت والاردن وبريطانيا وامريكا، بخدمة العراق؛ لتعويض اقتصاده الكسيح؛ كونه دولة غير مطلة على بحر.
الان.. بعد نصف قرن من الانهيارات الاقتصادية والهزائم العسكرية والانكسارات الاجتماعية والخراب السسياسي، الذي ما زال الضباط الاحرار يتسببون لنا به؛ لأن “من سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها الى يوم القيامة” لو جئنا بواحد من المتظاهرين ضد حلف بغداد وسألناه عن مضمونه الذي يحتج عليه، لما عرف شيئا، سوى انه وثيقة تعاون مع اجانب! ولو كان يعرف مقدار الفائدة اتي يعود بها هذا الحلف على العراق واعترض؛ فمعناها خائن متواطئ ضد شعبه.. وكلا الحالتين أسوأ من بعضهما.. “إن كنت تدريها فتلك مصيبة.. وإن كنت لا تدري المصيبة اعظم”.
لا يملك من يحاجج المتظاهر ضد “حلف بغداد” الا ان يقول له: “أنت كالانعام وأشد ضلالا” ولم نفد من ذلك في ما بعد.
لذا أتمنى ان نفيد من ثراء تراثنا وإقتصادنا، بالتشاور مع من يمتلك المعلومة النافعة، التي تساعدنا في إستثمار ثرواتنا، على مبدأ “إعطِ الخبز خبازته، ولو تآكل نصفه” بدل ما تتكدس الكتب تحت التراب والفئران تتلمظ، والنفط يجر علينا مصائب تحت الارض والغاز يحترق في الجو.. ونحن أغنياء نتضور جوعا، متقاتلين على الهوية.
لذا لا أجد ضررا متوقعا، بحجم المنفعة التي تتحقق، من تكريس مجموعة من باحثين متخصصين بعلوم الفلك، للتحري عن “العين الحمئة” التي أشار لها القرآن الكريم، وهو حمال أوجه في القراءة اللغوية والتفسير العلمي، تفك “نواميسه” السنوات والتجارب العلمية والاحداث والمعجزات المنطقية التي تستند الى معطيات رياضية وحسابات 1 + 1 = 2.
المشكلة التي تعيق النمو والافادة من الثروات في تحقيق الرفاه الاجتماعي.. عربيا، هي ان 1 + 1 تساوي الرقم الذي يرضي غباء اصحاب القرار؛ لذا سنظل نقرأ كتاب الله، بعد النوافل، حتى مطلع الفجر، ونصدق وننام، من دون تفسير نحيله الى إجراء عملي (قد) لا يرضي المسؤولين.
*الكنزاربا.. الكتاب المقدس للصابئة
عمار طلال الشجيريfacebook