20 ديسمبر، 2024 9:45 ص

سر الصراع  إلايراني التركي حول الموصل ومخاطر المواجهة المُحتملة   

سر الصراع  إلايراني التركي حول الموصل ومخاطر المواجهة المُحتملة   

أشار السفير الأميركي الأسبق لدى العراق زلماي خليل زاده قبل عدة ايام في  مقال تحليلي نشر في مجلة ناشونال إنترست الأميركية إلى عملية استعادة الموصل متسائلاً : هل تركيا والعراق مقبلتان على حرب بالموصل؟ وأضاف أن قوات أميركية وتركية وفرنسية وعراقية والبيشمركة وقوات إيزيدية ومسيحية وشيعية وسنية تتقدم باتجاه الموصل.
 فهل نستنتج من حديث زلماي بأن صداماً سيحدث  بين عناصر هذا الخليط الذي لا يوجد حاليا من يحكم السيطرة عليه ويقود نسقه ويسيطر على دوزنته ؟
 يقرّ أنصار تركيا في وسائل الإعلام الناطقة باللغة العربية بالهدف الاستراتيجي لتركيا . فقد شرح الأكاديمي التركي برهان كوروغلو عبر قناة الجزيرة أن الدور التركي نابع من “حكم [الموصل] على امتداد أربعمئة عام”، ووصف معلّقان تركيان عبر قناة دجلة التلفزيونية  العراقية التي تبث من عمان في الاردن ، نشر مزيد من القوات مؤخراً في بعشيقة بأنه امتداد للدور التركي التاريخي في المنطقة.( تقرير مركز كارينجي الأميركي ) .
اما الأكراد بزعامة البارزاني فقد قاموا بالمساعدة على تنفيذ السياسة التركية في نينوى وهم شركاء تركيا الأساسيين في تشييد البنى التحتية المادية والتجارية لصادرات النفط المستقلة التابعة لحكومة إقليم كردستان وكركوك.
حصل الانتشار الأولي التركي في الثالث من كانون الأول/ديسمبر 2015، وبعد ستة أيام، توجّه البارزاني إلى أنقرة للقاء نائب وزير الخارجية التركي فريدون سينيرلي أوغلو، ورئيس جهاز الاستخبارات هاكان فيدان. يبدو أنه جرى خلال الاجتماع وضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق الخاص بإنشاء قاعدة بعشيقة. 
نزول القوات التركية  في هذه المنطقة لم يأتي اعتباطاً ، اذ توجد فيها الاحتياطيات النفطية الأكبر في نينوى، بما في ذلك الاحتياطيات التي تخضع لعقد تنقيب جرى توقيعه مع شركة “إكسون موبيل” في العام 2012. والاطماع التركية لاتتوقف على النفط والتمدد في الأراضي العراقية بل انها تحاول وقف التوجهات الإيرانية ومطامعها بالسيطرة على مدينة تلعفر التركمانية ذات الأغلبية الشيعية لكي تحصل على اقرب طرق للمواصلات التي تربط ايران بالبحر المتوسط مرورا بالعراق وسوريا وهي التي تدعم حاليا اكثر من 6000 مقاتل من أيناء الحشد الشعبي المدربين والمدعومين من قبلها لخوض معركة تلعفر . والاتراك لا يرغبون بأي تواجد غير سني في هذه المنطقة بل يريدون ان يسيطروا هم بأنفسهم من اجل عدم السماح للتمدد الإيراني وإن كان بغطاء عراقي وايضا منع تواجد  حزب العمال الكوردستاني (PKK) الذي واجهها لأربعة عقود مضت ، من توسيع نطاق وجوده في شمال العراق، وإن هذا الحزب أسس وجودا في مدينة سنجار عندما شارك في استعادتها من تنظيم الدولة، لذلك فان العراق وبمشورة إيرانية دعم وجود هذا الحزب في هذه المنطقة نكاية بتركيا وكجدار ناري عازل لاحتمالية دخولها الى أراضي لتكون حينها المواجهة بين الجيش التركي وحزب العمال الكردستاني. 
وفي اتجاه آخر تدفع تركيا بأكثر من 3000 سني موصلي من الحشد المدني الذي اعدته ودرّبته بقيادة اثيل النجيفي للدخول من جهة الشمال باتجاه مدينة الموصل.
المعركة الحالية  تدور في صفحتها الاولى بين قوات الجيش العراقي والقوات المتجحفلة معه والبيشمركة من جهة بدعم غربي عامة وأميركي – فرنسي خاصة براً وجواً من جهة ، وتنظيم داعش الذي تمت صناعته اميركياً أيضاً ودعمته وسهلت تواجده على الاراضي العراقية  تركيا ، ولكن من المتوقع ان تكون الصفحة اللاحقة من المعركة  إيرانية- تركية  بوضوح بعيدا عن التراشق الاعلامي واستعراض العضلات بين العراق المدعوم ايرانياً وتركيا ، والخوف من ان تصبح حقيقة ليكون وقودها أبناء العراق من الشيعة والسنة متمثلين بقوات الحشد الشعبي الشيعية وقوات الحشد المدني السنية اللذان تدفع بهما ايران وتركيا الى أتون القتال من اجل مصالحهما فقط. 
انها بيادق الشطرنج التي تحركها أيادي خارجية علنية احيانا وخفية احيانا اخرى ، على رأسها اميركا وروسيا وفي حلقة أدنى ايران وتركيا ، وتتوالى الحلقات لتكون أضعفها عراقية سواء شيعية او سنية تقوم بالتنفيذ لكي تحترق وتدمر الوطن بالشعور او باللاشعور .. 
حمى الله العراق أرضا وسماءاً والعراقيين بكافة مكوناتهم … 

أحدث المقالات

أحدث المقالات