سريلانكا ،، سيلان سابقا ،، مشهورة بإنتاج اجود انواع الشاي ، والعراق مستورد رئيسي للشاي السريلانكي ، ولدى وزارة التجارة مكتب للشاي في العاصمة كولومبو ، وهي من تحدث عنها الرحالة العربي ابن بطوطة ، ويتكون شعبها من خليط من الاعراق والأديان ، وتبلغ مساحتها 65 الف كم مربع ، وعدد سكانها 22 مليون نسمة ، وتسمى جمهورية سريلانكا الاشتراكية الديمقراطية ، ينتخب الرئيس انتخابا مباشرا لمدة خمسة سنوات ، والنظام شبه رئاسي إذ يقف إلى جانب الرئيس رئيسا للوزراء ، ومجلس للنواب يتكون 225 نائبا ،
تعتمد الجمهورية على الزراعة والسياحة وتحويلات العاملين في الخارج ، ولكن بسبب فساد النظام فإن الرئيس الحالي كوتابايا راجابسكا لم يعد قادرا على حل الأزمة الاقتصادية التي نتجت عن تداعيات وباء كورونا وتوقف التحويلات الخارجية وأنه بالمقابل لم يكن يسمع شكوى المسؤولين خاصة بعد أن بلغت الديون الخارجية للبلاد 51 مليار دولار ، كلها عوامل أدت إلى زيادة نسبة البطالة بين الشباب ، اضافة إلى قلة حيلة الدولة في توفير المواد الغذائية ، وقلة الأدوية في منشآت وزارة الصحة ، نعم كلها عوامل أدت إلى نشؤ حركات شبابية معادية للدولة وحكومة الرئيس اللاهي في أمور ثانوية ، وقد أدت هذه الظروف بالمتظاهرين باقتحام قصر الرئاسة الأمر الذي دفع بثلة من الجيش إلى تهريب الرئيس إلى مكان مجهول ، وبالمقابل قام المتظاهرون بإحراق دار رئيس الوزراء ، الأمر الذي دفع به اليوم للاعلان من أن الرئيس سيتقدم باستقالته إلى مجلس النواب في الثالث عشر من تموز الجاري، وأنه هو أيضا سيتقدم باستقالته تمهيدا الانتقال السلمي للسلطة ،
أن ما حصل في سريلانكا يمكن أن يحصل في العراق في أي لحظة خاصة وأن ما يطلق عليهم بالسياسيين مصرين على تجميد الانسداد وتوقيف الحياة العامة ، ومصرين على سياسة فرض النفس على شعب قاطع الانتخابات ولا يعتبر أي مؤسسة رسمية تمل ارادته .
أن مكمن الخطر هذه المرة لا يتمثل فقط بردود أفعال المتظاهرين بل ردود فعل عامة الناس وربما اجزاء من القوات المسلحة وعندها لا احد يستطيع أن يوقف تداعيات ثورة لا يعرف من يخطط لها .
أن عقلاء القوم يعلمون أن العراقيين هم أشد شعوب العالم نقمة على حكامهم ، فهم إذا ثار الغبار في وجوههم كما يقول علي الوردي يشتمون الحكومة ، فما بالكم والفقر صار يهدد البلد برمته ، احذروا ايها القادة من غضبة الحليم وأنه لا مجال للفرار كما فعل رئيس سريلانكا ….