18 ديسمبر، 2024 10:54 م

سرقة في حقيبة ايفانكا ترمب

سرقة في حقيبة ايفانكا ترمب

ترامب في عقر ديار المسلمين، بعد أن أشبعهم سباً وإحتقار، وعنصرية دعته لمنعهم من دخول بلاده لوصفهم بالإرهابين، وها هو اليوم يجمعهم ويخطب فيهم ويصف من يخالف أمريكا بالإرهابي، والقادة العرب يرحبون بحفاوتهم المعهودة الخاضعة للقوة، ومن كعبة المسلمين رحب الجميع حتى دور الإفتاء التي ما برحت تكفر أمريكا، بدأت تبارك، وقال إمام وخطيب المسجد الحرام، صالح بن حميد، في خطبة الجمعة بشأن زيارة ترامب: “انها وقفة مع هذا الاجتماع المبارك الذي يجمع الأشقاء والأصدقاء”.
أشار تقرير للمونيتور الامريكية قبل القمة عن فرص احتواء العلاقات العراقية الايرانية، عبر القمة في السعودية ومحاولات التحالف السني أغراء العراق بالانصكاك اليه وترك ايران.
حسب ما اشاعت السعودية، على أن المؤتمر سيوحد الصف العربي السني تجاه المد الإيراني، وسبق دعمها لمؤتمرات عراقية سنية في بروكسل وأسطنبول، لإنعاش قادة السنة في العراق، وإعادة صناعتهم وممزاجتهم مع طبيعة التغيرات الفكرية بعد داعش، وعدم الثقة بالطبقة السياسية الممثلة لهم، والنتيجة رحلة نزوح أجبرتهم للعيش مع الشيعة، وإكتشاف عكس ما كان يُصور.
صفقات أسلحة بمئات مليارات الدولارات، وإتفاقيات وتشكيل جيوش، في ثلاثة قمم، منها أسلامية مع ترامب، في وقت تجدد أيران ولاية روحاني، الذي طلب نبذ العنف في ولايته الأولى، ولم تُدعى كطرف في المنطقة، وكأن القمم لتحالفات مذهبية بدعم أمريكي وبترول خليجي، والخليج إستدرك خطر الإرهاب وإحتمالية عودته لديارهم، ليُشترى الموقف الأمريكي، وتُبعد الشبهات بإتهام أيران، في حين لم يعط للعراق كلمة في المؤتمر، وهو يشكل رأس حربة مكافحة الإرهاب.
إن من الصعوبة سحب العراق الى الجانب السني، سيما والمتغيرات والتشرد فرضا واقع وأفكار، وإستهجان جماهيري سني تجاه القادة المتواجدين ودول سنية تدعمهم، وبذلك ستكون للشخصيات المعتدلة أكثر تأثير للتقارب مع الشيعة، اللذين يبحثون عن تقارب مع الواقع السني الإقليمي، وطرف وسيط بين المحاور، وإستثمار النصر كعامل قوة وتأثير أقليمي ودولي، ربما يكون اكثر واقعية من، التعويل على هدف ابعاد بغداد عن طهران، لاسيما وان مشاركة العراق بحسب تحليلات، لن تكون ذات تأثير كبير، لأنها بروتوكولية برئيس الجمهورية وليس رئيس الوزراء، حيث تعمدت الرياض عدم توجيه الدعوة اليه.
كسر ترامب كل تلك القواعد بتوظيف ابنته، ايفانكا، كمستشارة خاصة للبيت الأبيض وزوجها مبعوث للشرق الأوسط، وأذا بها تسرق أنظار قادة الخليج وقراراتهم.
أمريكا على قناعة تامة بإتكالية دول الخليج، وفشلها في حماية نفسها، وحفظ المصالح الأمريكية من الإرهاب، وتحاول جمع الشتات العربي وإختلاف وجهات النظر، كخلاف مصر والسعودية على تشخيص الارهاب، والتنافس القطري والسعودي، وجاءت ترامب بمشروع التسويق لإسرائيل وجعلها من مرفوضة الى مقبولة، ومن عدو الى صديق، وترامب تحدث عن الإرهاب الإسلامي ولم يتحدث عن الإرهاب والتطرف العالمي، وقالها علانيةً: “على دول الشرق الاوسط أن تعلم ان امريكا لن تسحق العدو بدلاً عنها”، وبذلك أستلم أول دفعة، وعمليات الإبتزاز مستمرة، بالتلويح بالخطر الإيراني، وسينتهي الحديث عن المؤتمر، بمجرد عودة الرؤوساء وتلمس الواقع، ولكن العقود والإستحلاب الأمريكي للسعودية مستمر لسنوات طويلة، وستحمل ايفانكا في محفظتها ما هو اغلى من الذهب.