23 ديسمبر، 2024 12:23 م

سرقة النفط الخام في لواء 22 الفرقة السادسة

سرقة النفط الخام في لواء 22 الفرقة السادسة

من طبيعة العقل العراقي هو التفاخر بكل شيء ولا يهم إن كان هذا الشيء من ضمن المقبولات أو المحرمات أو من الفضائل أو الرذائل ، فالشجاع يتفاخر بشجاعته والمسنود يتفاخر بمن يدعمه والسارق يتفاخر بما يسرق والمرتشي يتفاخر بمقدار المبالغ التي حصل عليها من الرشاوي ، ليس هذا فحسب وإنما يتفاخرون أمام الكل فلا يفهمون مفردة ( حفظ الأسرار) بل إنهم يبالغون في كشف الأسرار حتى وإن كانت تمسهم بالسوء أو تمس غيرهم ، المهم عندهم هو البحث عن حكاية فيها نوع من الاستغراب والغرابة ليكون أحدهم سيد المجلس وإمام الجلسة بين الأصدقاء والأقرباء وبنفس الوقت فالناقل لهذه القصة والحكاية ينقلها بسرعة البرق .

قبل ثلاثة شهور تم انتقال اللواء 22 التابع للفرقة السادسة المسؤولة عن قاطع بغداد الكرخ من قاطع بغداد إلى قاطع الطارمية وما حولها بعد أن أحتلت قيادة الشرطة الاتحادية مكان هذا اللواء في بغداد وسرعان ما أكتشف ضباط هذا اللواء ( 22 ) طريقة جديدة للحصول على الأموال بطريقة ذكية يجني من خلفها ضباط وبعض مراتب اللواء من المتنفذين الكثير من الأموال بطريقة مهولة إذ اكتشفوا أن في قاطع مسؤوليتهم أنبوب ناقل للنفط وسرعان ما بادر إلى أذهان البعض من ضباط اللواء طريقة قديمة استخدمها أغلب العراقيون بعد السقوط وهي طريقة ثقب هذا الأنبوب وسحب النفط الخام منه وبيعه خلسة للشاحنات بأسعار أقل من سعر السوق وبالتأكيد هذه السرقات خصصت  للتهريب ، فكل فوج من هذه الأفواج خصص له أربعة فتحات يتم سحب النفط منها ، أما مقر اللواء فتم تخصيص ستة فتحات وريع المبالغ يتم توزيها حسب القدم العسكري وحسب السطوة المليشياوية وحسب المناطقية ، فكلما كان انتماءك للمليشيات ( ضابط منفسيت ) كان رصيدك أكثر من الضباط الذين لا ينتمون لحزب أو كتله ، ولكن الجميل بالموضوع أن الكل يعمل كفريق ولا يوجد بينهم علاس أو مخبر سري أو كاتب تقارير أو عنصر استخباري مدسوس وهنا ولأول مرة نجد أن هذا اللواء يعمل بروح الفريق الصادق ، بالتأكيد السبب في هذا العمل الفريقي هو مبدأ الفائدة المادية وفقا بفكرة ( الكل يسرق بقت علينا )، مقالتي هذه ليس لها صدى لأن الضابط الكبير المسؤول في وزارة الدفاع عن المفتشية هو حاليا في موقف حرج بعد أن تم تجميد عمله لسبب لا يعلم به إلا الله والمقربون من مكتب القائد العام وهذا الضابط ايضا مليشياوي جاء بعد السقوط من إيران بعد أن هرب من ساحات الوغى في عام 1981 حين كان نقيبا في الجيش العراقي السابق وهو بالمناسبة خريج الكلية العسكرية الدورة ( 54) وعندما عاد حصل على كل الامتيازات أسوة بأقرانه وأصبح اللواء ( أشرف زاجي ) المفتش العام في وزارة الدفاع لسنوات ولكن لا نعرف السبب الحقيقي لإقالته وتجميد عمله من قبل القائد العام للقوات المسلحة وربما نتكهن لنقول أنه ليس من حزب الدعوة بل منتمي إلى المجلس الإسلامي الأعلى فندة السيد عمار الحكيم  وهو من أكثر أعداء السيد هادي العامري وربما كان للحاج العامري دور في هذه الإقالة بعد أن ثبت العامري أوتاد المحبة ومنح الولاء للقائد العام للقوات المسلحة وأزاح اللواء أشرف زاجي العدو المبين للعامري فالحقد بين الطرفين بالتأكيد سيكولوجي لان أشرف زاجي خريج الكلية العسكرية والحاج هادي العامري كان نائب ضابط وهذا العداء أزلي بين الضباط ونواب الضابط  والعامري ترجم هذا العداء بطريقته الخاصة وأزاح أشرف زاجي من طريقه وليبقى لواء 22 يسرق النفط الخام وفقا بالنظرية التي تقول ( لنا الحق نحن أبناء العراق بنفط العراق )  .