23 ديسمبر، 2024 12:25 ص

أنتج نظام البعث و ماكنته الاعلامية في منتصف الثمانينات فلم المسألة الكبرى بطولة الممثل البريطاني المشهور اولفر ريد والممثل العراقي غازي التكريتي وكان الفلم كما يفترض يحكي احداث ثورة العشرين و هي اعظم ثورة في العراق المعاصر حدثت سنة ١٩٢٠ م ضد الاحتلال البريطاني حيث هبت العشائر العراقية الجنوبية بقيادة مراجع الدين في النجف الاشرف الذين أستشهد عدد منهم في المعارك التي جرت في مختلف المدن العراقية و اتذكر جيدا اني كنت ضحية هذا التضليل الإعلامي و السرقة التاريخية عندما تابعت الفلم وكنت اشاهده بشغف حتى عندما نبهني والدي الذي عاصر الثورة بمرحلة طفولته وكان يطلقون عليها في منطقة الفرات الأوسط أسم ( الشردة ) لانهم هربوا من بيوتهم وبساتينهم باتجاه الصحراء عندما قصفتهم الطائرات الانكليزية لم اصدقه حينها وكنت في مقتبل العمر فكيف أكذب التلفزيون و هو عندي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه فللسينما عصمة كنا نتخيلها و بعد اطلاعي على الحقائق حتى قرأت مقال للعالم الاجتماعي علي الوردي في عموده في صحيفة الجمهورية التي كنت اتابعها من الصفحة الاخيرة حتى منتصفها حيث كتب عن تزوير التاريخ بهذا الفلم وتحدث عن ثورة العشرين الحقيقية وان حركة الضاري جرت بعد أكثر من ١٠ سنوات من انتهاء الثورة اي في سنة ١٩٣١ و أنها ليست بثورة وإنما قضية عشائرية ليس لها علاقة باي تحرك آخر و أنه جرى خلط في الأحداث لإنتاج تحريف و تزييف في تاريخ العراق المعاصر وسرقة مدروسة لأرث مدن و جماهير أنتفضت ضد المستعمر الغازي و اعتبرته عدو و محتل بينما هناك من داهن هذا المحتل و رضخ له و تماشى مع سياسته و كان جزء من حكومته و كانت له مصالح مشتركة استفاد منها و قبض ثمن خنوعه و عمالته للمحتل ويأتي اليوم ليظهر بلباس الثائر المنتفض الرافض للاحتلال فأي سرقة أكبر من هذه ان تسرق دماء الشهداء و تضحية الجماهير قادة ثورة العشرين هم علماء حوزة النجف الاشرف كالسيد الشيرازي و غيره و زعماء عشائر الجنوب والمجاهد شعلان ابو الجون و الجماهير الثائرة هي جماهير الفرات الأوسط والجنوب العراقي و قد قص لي والدي الذي كان عمره ١٠ سنوات حينها قصص منها و خاصة معركة الرارنجية التي حصلت قريب منا وكان شعارهم حينها الطوب احسن لو مكواري واليوم قد تحدث نفس السرقة لأكبر ملحمة تاريخية سطر حروفها نفس الأبطال وهم أحفاد أولئك الليوث في ثورة العشرين أنهم ابطال الحشد الشعبي فقد يأتي يوم ويكتب التاريخ بأيدي صفراء ليجعل ممن أحتضن داعش وفرخ في عشه يكون هو من أعطى الشهداء وضحى لطرد داعش و يتحول ابناء الملحة هم الخونة و العملاء فميزان التاريخ من السهولة أن يقلب على رأسه و دمتم سالمين