18 ديسمبر، 2024 6:17 م

سرد ونقد ل ” سورة الفاتحة “

سرد ونقد ل ” سورة الفاتحة “

المقدمة : سورة الفاتحة ، ونصها ” بسم اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)” – وهي من السورة المكية ، قيل عنها أنها فاتحة الكتاب: ( وقد رُوي عن أبي هريرة أن رسول الله أمره أن يخرج فينادي : « أن لا صلاة إلا بقراءة فاتحة الكتاب فما زاد » . وسميت بذلك : لأنه يفتتح بها في المصحف والتعليم ، والقراءة في الصلاة ، وقيل : لأنها أول سورة نزلت من السماء ، وقيل : لأنها أول سورة كتبت في اللوح المحفوظ ، وقيل : لأن الحمد فاتحة كل كلام ) . * وفق حديث أبي هريرة ، أن سورة الفاتحة نصا وموضوعا ، هي تأكيد وتذكير للمسلمين بأنه لا صلاة تبدأ من دونها ! ، وذلك لأنها أول صورة نزلت من السماء على الرسول / أي التي أفتتح به المصحف – قرآن محمد ، ولكن المثير للجدل هو معلومة أنها ” كانت منذ الأزل في اللوح المحفوظ ” ، بمعنى أخر أن الله قد قال و أكد أن آية : ” صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)” ، منذ الأزل كانت في لوحه المحفوظ !! ، فمن هم : ” غير المغضوب عليهم ، ومن هم الضالين ” ! . هذا المقطع هو الأهم / برأي ، من سورة الفاتحة ، وهو ما سأتناوله في هذا البحث المختصر .
الموضوع : أورد في التالي بعض التفاسير للآية 7 من سورة الفاتحة { صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ } منها : موقع ww.imadislam.com › tafsir ( وهذا الصراط المستقيم هو : { صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ } من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين . { غَيْرِ } صراط { الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ } الذين عرفوا الحق وتركوه كاليهود ونحوهم . وغير صراط { الضَّالِّينَ } الذين تركوا الحق على جهل وضلال ، كالنصارى ونحوهم . فهذه السورة على إيجازها ، قد احتوت على ما لم تحتو عليه سورة من سور القرآن .. ) ، وموقع quran.ksu.edu.sa › tafseer ((..واليهود فقدوا العمل ، والنصارى فقدوا العلم ؛ ولهذا كان الغضب لليهود ، والضلال للنصارى ، لأن من علم وترك استحق الغضب ، بخلاف من لم يعلم . والنصارى لما كانوا قاصدين شيئا لكنهم لا يهتدون إلى طريقه ؛ لأنهم لم يأتوا الأمر من بابه ، وهو اتباع الرسول الحق ، ضلوا ، وكل من اليهود والنصارى ضال مغضوب عليه ، لكن أخص أوصاف اليهود الغضب ، كما قال فيهم : ( من لعنه الله وغضب عليه / المائدة : 60) ، وأخص أوصاف النصارى الضلال ، كما قال ( قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل / المائدة : 77 ) ، وبهذا جاءت الأحاديث والآثار. . )) . ومن موقع الأمام بن باز ، أورد التالي ، حول تفسير ذات الآية ( والصراط المستقيم هو : العلم والعمل ؛ العلم بما شرع الله والعمل بذلك هذا هو الصراط المستقيم ، العلم بما شرع الله وبما أوجب الله على عباده ، والعمل بذلك ، أن تعلم حق الله عليك ، وأن تعلم ما أوجب الله عليك ، وأن تعلم ما حرم الله عليك ، وأن تستقيم على أداء ما أمرك الله به ، وعلى ترك ما حرم الله عليك ، هذا هو صراط الله المستقيم الذي تطلب من ربك في كل ركعة أن يهديك صراطه المستقيم. غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ [الفاتحة:7] ، غير صراط المغضوب عليهم ، وهم : اليهود وأشباههم ، الذين عرفوا الحق وحادوا عنه ، وتكبروا عن اتباعه ، وغير الضالين ، وهم : النصارى وأشباههم ، الذين تعبدوا على الجهالة والضلالة .. ) .
القراءة : أولا – هذه الآية لا يمكن أن تكون ألهية ، وليس في بنائها النصي أي منطق رباني ! ، فهل يعقل أن يقول الله على عباده ، من أتباع النبي موسى / كليم الله ( وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَىٰ تَكْلِيمًا / 164 سورة النساء ) – أي اليهود ، مغضوب عليهم ! . وبذات الوقت ، كيف يقول الله على أتباع السيد المسيح / كلمة الله “إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ” (النساء 171) – أي المسيحيين ، بأنهم ضالين ! ، هذا من جانب ، ومن جانب أخر ، هل من المنطق ان تكون هذه الآية في اللوح المحفوظ / هذا لو سلمنا جدلا بوجود هذا اللوح ! ، بمعنى ، أن اليهود والمسيحيين قد حكم الله عليهما منذ الأزل ، منذ بداية الخليقة ، بأنهم مغضوب عليهم وأنهم ضالين ! ، فهل هناك أي منطق بكل هذا اللغط ! .
ثانيا – هناك آية تنسف نسفا ” سورة الفاتحة ” ، وهي الآية التالية : ” منْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ . يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ ( سورة آل عمران 113) ” ، في هذا الصدد أن الله الذي قال عن اليهود والمسيحيين ، بأنهم مغضوب عليهم وضالين ، ولكنه قال خلاف ذلك في السورة السابقة ، وبين أنهم ( يتلون آياته ، يسجدون ، يأمرون بالمعروف .. ، يسارعون في الخيرات ، ومن الصالحين ) ، فكيف لهذا أن يقبل ! ، والسؤال هنا هل آية آل عمران لم تكن في اللوح المحفوظ مع سورة الفاتحة ! ، ولكني أرى غير هذا الأمر ، أن سورة الفاتحة مستحدثة على قرآن محمد ، من آجل الحكم عل اليهود والمسيحيين بهذه الأوصاف . خاصة بعد أستقواء محمد وتثبيت دعوته ، ورغبته في عزل اليهود والمسيحيين عن المجتمع القبلي في تلك الحقبة الزمنية ، وأبعاد أفراد القبيلة عن الدخول في معتقدهم ، والأبقاء فقط على الأسلام كدين أوحد ، وفق الآية التالية ( إنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ / 19 سورة آل عمران ) ، التي أنهت أي معتقد عدا الأسلام ! .
ثالثا – رجوعا الى حديث رسول الأسلام ( وقد رُوي عن أبي هريرة أن رسول الله أمره أن يخرج فينادي : « أن لا صلاة إلا بقراءة فاتحة الكتاب فما زاد » .. ) ، أرى وجود قصد وتعمد من قبل الرسول في ذكر هذا الحديث ، وتبليغه للعامة ، وذلك حتى يحشر حشرا ، في عقول الصحابة والتابعين ومعشر المسلمين – والى مسلمي اليوم ! ، بأن يتلى في كل صلاة بأن ” اليهود والمسيحيين هما مغضوب عليهم وضالين ” ، تذكيرا لهم ، وهذا الأمر هو الذي قاد الى الدعاء عليهما في كل صلاة من كل مسجد ببلاد المسلمين ، بأن اليهود والمسيحيين ، هم ” المغضوب عليهم والضالين ” ، أضافة لدعاء ” أحفاد القردة والخنازير ” .
رابعا – من تفاسير الآية موضوعة البحث / المذكور في أعلاه ، هو التالي ( الذين عرفوا الحق وتركوه كاليهود ونحوهم . وغير صراط { الضَّالِّينَ } الذين تركوا الحق على جهل وضلال ، كالنصارى ونحوهم .. ) ، وانا أقول أي ” حق ” عرفوه اليهود وتركوه ، أهل هو حق قتل أسراهم .. كقتل أسرى يهود بني قريضة ، من قبل محمد ، وبتحكيم سعد بن معاذ / المحكم الخائن للعهد ، وأنقل التالي ملخصا عن هذه الواقعة ، من موقع / طريق الأسلام ( من بعد أن أخذ سعدا المواثيق على الطرفين أن يرضى كل منهما بحكمه ، أمر بني قريظة أن ينزلوا من حصونهم وأن يضعوا السلاح ففعلوا ، ثم قال : ” إني أحكم أن تُقتل مقاتلتُهم وتُسبَى ذريتُهم وأموالهم ” ، فقال رسول الله : « حَكَمْتَ فيهم بحُكْمِ اللهِ الَّذِي حَكَمَ بِهِ فَوْقَ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ »!! ، فقتل رجالهم ، وسبي نساءهم وذراريهم ، ومَن لم يُنبِتْ من أولادهم ، ولاقى بنو قريظة أسوأَ مصير على أفظع خيانة .. ) فهل هذا حكم الله !! . أما وصف المسيحيين بالضلالة ، فالقرآن يناقض ذاته ، لأنه وصفهم في موقع أخر ب ” المودة والأيمان ولا يستكبرون ” ، وفق الآية ” لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ ” (سورة المائدة 82) .
الخاتمة : الآية موضوعة البحث ، حالها حال باقي آيات القرآن ، بعضها يناقض بعضا ! .. وأخيرا : ليس الله من يقول على عباده ” المغضوب عليهم والضالين ” ، لأن الله لا يخلق بشرا أشرارا ! ، هذه الأقوال لا تمت لله بصلة ، هذه الأقوال أقوال بشر ! ، فالبشر يحقدون ويكرهون وينتقمون .. أما الله فهو ” غفران ” و ” محبة ” .