23 ديسمبر، 2024 2:12 ص

سربروس عاد من جديد …

سربروس عاد من جديد …

أخي الفاضل يوسف السياب المحترم..
 كم أنا مسرور أن يكون من بين اصدقائي أحد عائلة السياب.. فيحضر أمامي دائما شاعرنا الكبير بدر شاكر السياب وأنشودته العظمى (( أنشودة المطر )) .. التي هزتني منذ طفولتي وهزت كل كياني صيحته الكبرى حين قال(( ما مرَّ عامٌ والعراق ليس فيه جوع )) ..
 و أرقت كل أحشائي قصيدته المخيفة (( سربروس في بابل )) .. سربروس هو كلب أسطوري يجول في شوارع بابل فينهش لحم الأطفال ويقتل الكبار … ويدمر ما يصادف من مبان ومعالم وآثار ..
وبفخر شديد اقول لك أن السياب كان أحد أهم الشعراء العراقيين والعرب الذين كتبت عنهم  دراسة مطولة وعن توظيفهم السياسي والفني للعناصر الميثيولوجية.. وعن قصيدة سربروس بالذات كتبت مقالا مطولا نشر في إحدى المجلات العربية أثناء الحرب العراقية الإيرانية.. وقارنت بين مجاري الدم التي أسالتها أنياب سربروس ومجاري دم الحروب آنذاك.. وتحديدا دم العراق والعراقيين. لكنني لم أكن أتمنى أن أعيش لزمن تكون فيه مجاعات العراقيين بهذا القدر الكارثي حيث يبحث البعض منهم عن طعامه في القمامات .. (( ما مرَّ عام والعراق ليس فيه جوع ))..
وكم كنت أتمنى أن لا أعيش لزمن يعود فيه الكلب سربروس الذي لم يكتف بنهش لحوم أطفالنا.. ولا شرب دمائنا .. بل راح يقطع اثداء نسائنا بسرطانه ويقضم عظام شيوخنا وشبابنا بأنيابه .. بإرهابه وميليشياته وعصاباته وسراقه..ويقتّلنا شر تقتيل بطائفيته ..
ولهذا كله .. وبما أن القدر اللعين أبقاني حيا إلى هذه الزمن الرديء جدا .. فإنني أقول لك ردا على تعليقك الكريم ما قاله الإمام علي كرم الله وجهه :- (( لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه )) فأنا سأسير على ما هداني إليه ربي من رؤى في أن نبني دولة قوية عادلة كما أرادها الله جلت قدرته وكما بناها أنبياؤه موسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام..
ولا أملك إلا أن أعمل جاهدا في ضوء هذا النور .. نور الله عز وعلا .. وهدف الدولة العادلة القوية ..وسأبقى أدعوك وأدعو كل الأشراف من أبناء شعبي وبلادي للسير على هذه الخطى وبدون العمل لا رجاء ولا أمل ..
(( وقل إعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ))
صدق الله العظيم…
أخوكم د. شاكر كتاب