18 ديسمبر، 2024 7:17 م

سراق الوطن الحبيب

سراق الوطن الحبيب

كلما اقتربتْ نهاية الشهر يبدأ قلبي بالخفقان خوفاً وهلعاً ورعباً ..أشعر ان ثمة هناك قوة خفية تعصر روحي وتكاد تُحيل كل معنوياتي الى مزيج من اشياء هشة ليس لها القابلية لتتحمل مزيداً من مآسي هذا العالم الدموي في كل الأتجاهات.
على الرغم من هذه الابار النفطية الكثيرة المنتشرة على ارض العراق نشعر بالخوف – نحن الفقراء – من كابوسٍ مخيف اسمه الجوع والتشرد في طرقات الهم والغم وفقدان الشهية لكل شيء…انه الخوف من عدم امكانية الدولة من تزويد شعبها بمستحقاته الشهرية – التي هي حق من حقوقة الانسانية والاخلاقية بلا منازع .
انا شخصياً فردا من افراد هذا العراق الممزق بسبب الفساد والمحسوبية وتفضيل الذات على المصلحة العامة اشارك ابناء بلدي خوفهم وخشيتهم من هذا القلق المميت . ماذا نملك نحن البؤساء في هذا البلد الغني الفقير عدا مصدراً واحداً اسمه – الراتب – المصدر الذي لانستطيع من خلاله تدبير حاجاتنا واحتياجاتنا الا بصعوبة .
شيء يوصف بالعار والخذلان لهذا الزمن المشبع بالسرقة ونسيان الله بكل ماتعنيه هذه العبارة من معنى.. والا كيف لمسؤول يصلي ويصوم ويؤدي كل المباديء الاخرى التي ينادي بها الاسلام ولكن يتجاهل موضوع السرقة ويتسابق مع الاخرين للحصول على امبراطورية عملاقة من اموال الشعب ونفط العراق بحجج واهية ليس لها صلة بالاسلام. حينما سمعت احد المسؤولين يصرح بالاعلام بانه سيؤيد اي تصويت لتخفيض رواتب الموظفين او احالة نصفهم الى الرعاية الاجتماعية – لان نصف الموظفين زائدين عن الحاجة وغير منتجين – شعرت حقا بالألم الدفين واستطيع ان اصرح بصورة شخصية ان كل اعضاء البرلمان هم زائدون عن الحاجة ولايستفيد منهم البلد باي شكل من الاشكل – لا بل هم عبيء كبير على ميزانية العراق وهم من دمر الميزانية. هو يملك – 20 مليار دولار – واعتقد عرفتم عن من اتحدث وكيف جمع هذه الاموال ..ايضا تعرفون كل شيء .
كل ما اريد قوله هو – انا لله وانا اليه راجعون …وحسبنا الله ونعم الوكيل عليهم جميعا اي السراق. سنظل نخشى الجوع والخوف كل شهر مادام هناك بلد مزقــــته التناحرات وسكنه السراق في كل ركن من اركان هذا الوطن الحبيب.