معلوم أن المجلس التنفيذي في أي بلد يقع عليه العبء الأكبر في إدارة شؤون البلاد، ومهامه تكون على محك مباشر مع المواطن، وبالتالي هي في واجهة المنظر العام للبلد، وبالإمكان تشخيص الخلل من أول نظرة لمعطيات وزارات الدولة ومؤسساتها. وباستطلاع سريع لآراء الشارع العراقي، وكذلك بقراءة مقالات الكتاب والمثقفين المشهود لهم بحبهم للعراق وولائهم له، نرى الجميع يعلن استهجانه للآلية التي يتم خلالها انتقاء الشخوص للمراكز القيادية في الوزارات، حيث كان متوقعا بزوال النظام الدكتاتوري ان القادم سيكون أفضل بكثير مما مضى، ولم يكن توقعهم هذا إلا من خلال البرامج التي يعلنها رئيس الحكومة لحظة تسنمه مقاليد الحكم. فعلى سبيل المثال؛ طرح برنامج من قبل رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي في بداية شروعه بمهمته الجديدة، فالرجل رسم من خلال تصريحاته طريقا معبدا، تزهو على جانبيه الورود، وزف البشائر التي تنتظر المواطن في نهاية هذا الطريق، وقص شريط افتتاحه امام الشعب وباسم الشعب، متعهدا بجملة مخططات سينفذها أعضاء مجلسه التنفيذي الـ super men))، ولكن الصدمة كانت قوية وغير متوقعة بتاتا، ساعة إعلان أسمائهم، وكأنه -وهو كذلك فعلا- أمر دبّر بليل..
لقد كان العراقيون ينتظرون وزراء يأخذون بأيديهم الى النجاح والفلاح، بسلوك الطريق السليم في أداء أعمال وزاراتهم ومؤسساتهم، وهم -العراقيون- يدركون جيدا من سيكون لهم عونا في هذا ومن سيكون (فرعون).. كما أنهم لم ينسوا الأسماء التي تسببت بتدني أداء الوزارات خلال العقد الماضي من السنين، وكما قال جون كنيدي: “سامح أعداءك لكن لا تنسَ أسماءهم”. ولاأظن أحدا ينكر الإهمال الذي طال مؤسسات المجلس التنفيذي بشكل متعمد، ومارافقها من سبات طويل ونوم عميق غط فيه أعضاء ورئيس المجلس التشريعي، الذي كان حريا به البقاء بعينين يقظتين، لاسيما وهو أعلى سلطة تمثل الرقيب الأول على أداء الوزراء في أعمال وزاراتهم.
ان المسرحيات التي تمثل تحت قبة “مسرح” البرلمان العراقي، يجيدون أبطالها في أداء أدوارهم أيما إجادة.. وكل سيناريوهاتهم محبوكة بشكل يمنع أي اعتراض على نصوصه المدونة مسبقا خلف الكواليس وفي خنادق معتمة، إذ من المؤكد أن صفقات تعقد تحت جنح ليل مدلهم، لايستبين دهاليزه إلا خفافيش الظلام، يستغفلون فيه الشعب بعد أن ظن انهم حراسه وحماته، وسلمهم “الجمل بما حمل” في أضحوكات كانوا قد ضحكوا عليه بها وكان اسمها (الانتخابات).
المواطن ياساسة ويامسؤولون وياوزراء ويامن كلفت بانتقائهم، ينتظر قادة مؤسسات يرفعون بملء أشداقهم أذانا ينادي؛
“حي على الفلاح”.. للمحافظة على البلد.
“حي على الجهاد”.. لتحرير البلد.
“حي على خير العمل”.. لبناء البلد.
حي على العراق.. للنهوض به واللحاق بباقي الأمم.
ولاينتظر الشعب وزيرا ليس له هم غير ملء جيوبه.. وتسيير متطلبات حزبه.. وإرضاء كتلته تحت شعار الأٌقربون أولى بالمعروف. وإلا فليعلق رئيسا المجلس التنفيذي والتشريعي خلف كرسيهما راية “داعش” مادام أعضاؤهما ورئيساهما يحققون ذات النتائج التي تحققها “الدولة الإسلامية”.