سجونهم منتجعات وفنادق لا تقل عن ثلاثة نجوم , وسجوننا مطامير وأقبية تعذيب وذل وهوان , وسحق لكرامة الإنسان , وزنازين إجرام وتعذيب وتشويه وقتل شديد.

السجين عندهم معزز مكرم , ينال أرقى الرعاية بأنواعها , ولديه مُدافع عن حقوقه ومحامي تعينه الدولة لمساعدته ويمثل أمام محاكم عادلة , وينال جزاءه العادل وفقا للدستور والقانون , ولا يُعتدى عليه أو يُمس بسوء , وإن حصل ذلك يقاضي الدولة وينال حقوقه.

سجونهم تمثل الإهتمام بقيمة الإنسان , وسجوننا تعبر عن فقدانها , وسحق البشر تحت أقدام المتسلطين في البلاد.

أحكامنا جائرة وأحكامهم عادلة.

إتهاماتنا سياسية بحتة وينال عليها الشخص أقسى العقوبات , وإتهاماتهم جُرمية ذات أدلة وبراهين تدين المتهم وتقاضيه بموجبها.

الإعدامات في سجوننا ممارسات يومية , وتندر الإعدامات في سجونهم.

هم الرحماء ونحن أقسى من القساة على أبناء جلدتنا.

رؤساؤهم يترددون ويمتنعون عن توقيع قرار إعدام شخص مُدان , ورؤساؤنا يوقعون كل يوم قرارات إعدام العشرات , وبعضهم وقّع على المئات بدم بارد ومشاعر متيبسة , وأكثرهم بتهم باطلة وتلفيقات جائرة.

نتوهم بأننا أقرب إلى ربنا وهم الأبعد , وهم يمثلون الدين المعاملة , ونحن نمثل الدين المتاجرة والمساومة والعدوانية , والقتل المباح والخطف والتعذيب والإغتيال وفقا لقانون الأقوى.

“إرحموا مَن في الأرض يرحمكم مَن في السماء”!!

نطلب الرحمة من رب نذيق خلقه أسوأ صنوف العذاب , ونحسب أنه غافل عما نعمل , وتلك مصيبة الناس الخاضعة للوسواس الخناس!!

فمن أين تأتي الرحمة وأبوابها موصدة بالمآثم والخطايا والذنوب الشائنات؟!!

“وخلقنا الإنسان في أحسن تقويم” , وجعله المغفلون من فصيلة الشيطان الرجيم!!

فلعنة الله على المجرمين , الخائنين لحرمة الدين!!

فهل سنحترم السجين؟!!