23 ديسمبر، 2024 5:25 ص

سجن إيفين … عندما يصبح الضحية جلاداً

سجن إيفين … عندما يصبح الضحية جلاداً

كان سجن إيفين أحد العلامات الدالة على مدى القسوة والبطش الذي كان يستخدمه نظام الشاه ضد خصومه السياسيين في إيران، فقد كان إيفين السجن الذي يتم فيه حبس النشطاء السياسيين المعارضين لنطام الشاه، وكانوا يتعرضون لمختلف طرق التعذيب، عدد كبير من هؤلاء السجناء كانوا من التيار الإسلامي، التيار الذي مسك بزمام السلطة بعد نجاح الثورة في إيران بإسقاط نظام الشاه عام ١٩٧٩. تم تشيّد السجن من قبل الشاه «محمد رضا بهلوي» عام ١٩٧٢، وكان السجن مخصصاً للسجناء السياسيين لذلك أطلق عليه بعض الناس «جامعة إيفين» وهي إشارة إلى أن السجناء المتواجدين فيه هم من المثقفين او المهتمين بالثقافة. بعد نجاح الثورة في إيران، رفع قادة الثورة شعاراً بتحويل السجن إلى متحف ليكون رمزاً وعلامة وشاهداً يُذكر الإيرانيين والعالم أجمع بجرائم نظام الشاه وقسوته. لكن بعد أعوام قليلة أضطر النظام الإسلامي بتوسيع سجن إيفين وذلك لكثرة سجناء الرأي والسياسية المعارضين للنظام الإسلامي الجديد، فأصبح السجن يتسع لأكثر من ١٥٠٠٠ سجين بعد أن كان في زمن الشاه لا يتسع لأكثر من ٢٠٠٠ سجين، أي أن النظام الجديد وسع الطاقة الاستيعابية للسجن حوالي ثمان مرات، فأصبح إيفين المعتقل الذي يضم اليساريين والليبراليين وبعض الإسلاميين الرافضين لنظام ولاية الفقيه. مارست في السجن أعتداءت مختلفة على السجناء كما جاء في تقارير المنظمات المهتمة بحقوق الإنسان، فقد تسرب فيديو قبل أسابيع قليلة يوضح الانتهاكات والتعذيب التي يتعرض لها السجناء داخل سجن إيفين، وأدانت منظمة «هیومن رایتس ووتش» تلك الأساليب وقالت أن هذه أدلة لا يمكن أنكارها على أستخدام وسائل تعذيب داخل السجن، وهذا ما أضطر مدير مكتب السجون في إيران «محمد مهدي حسیني» لفتح تحقيق بشأن تلك الانتهاكات. كما ذكرت المنظمة أن هناك عدد من السجناء ماتوا تحت التعذيب داخل السجن بشكل متكرر في السنوات الأخيرة دون أن تفتح السلطات الإيرانية تحقیقاً بالأمر.

كان النظام الإسلامي الجديد رفع شعار «لا سجناء رأي، لا سجناء سياسية» وقالوا أنهم سيحولون السجن إلى متحف، لكن بعد أشهر قليلة سيغير «صادق خلخالي»، وهو أول مدعي عام بعد نجاح الثورة، سيغير الشعار: «نعدم المتهم فإن کان مذنب فهذا جزاءه وإن كان بريء فله الجنة». فكانت الاعدمات تتم على الشبهة وبدون محاكمة حقيقية، وهكذا تحول ضحايا سجن إيفين في زمن الشاه إلى جلادين في النظام الإسلامي الجديد بل وكانوا أكثر قسوةٍ من نظام الشاه.
شهد سجن إيفين مجزرة تصفية السجناء عام ١٩٨٨ والتي راح ضحيتها حسب بعض التقارير أكثر من ٣٠ الف ضحية، أغلبهم من عناصر منظمة مجاهدي خلق، وقد كان الرئيس الإيراني الحالي «إبراهيم رئيسي» أحد أعضاء اللجنة المكلفة بتنفيذ الاعدامات بحق عناصر مجاهدي خلق وقد أدانته منظمة العفو الدولية بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وطالبت بالتحقيق معه.