اليوم قررت أن أذهب لأستفسر عن أمور كثيرة فمنذ اكثر من عدة سنوات لم أذهب الى هناك بعدما قالوا لي : أنت سجين سياسي ليس لك حقوق مع أهل رفحاء وضاعت سنوات رفحاء القاحلة وعذاباتها بلا تعويض من حكومة بلدي التقية النقية وأوكلتُ تعويضي على ربي فهو الرحيم الكريم .. اليوم قررت أن أذهب الى مؤسسة سجناء ذي قار لأرى بعض الآصدقاء ولأسألهم عن مستجدات الحوادث .. فوجدتها ملئت حرسا شديدا وشهبا .. الأبواب مغلقة وأعمدة الحديد تمنع من الدخول ، ذكرتني بأسلاك رفحاء الشائكة وبسجن أبي غريب سيئ الصيت … ولما كنتُ لا استطيع المشي او الوقوف لأكثر من دقائق ولم يكن هناك ما أجلس عليه سوى الارض والانتظار لعل أحدهم يراني فيعرفني .. كان كل شيئ متجهما .. كنتُ أتوقع أن تكون مؤسسة السجناء أمّا رؤوما لنا نحن المعذبين وحضنا نهرب اليه من قسوة الزمن والمسؤولين فالآم تسأل عن أولادها وتتفقدهم ، فإذا هي ملاذ أهل الجاه والقوة والسطوة … طلبتُ من أحدهم أن يتصل بالتلفون ليستفهم عن أمر .. فشكرا لمن أجابنا … وعدتُ حاملا جرحي القديم الجديد وحلمي _ بكتاباتي جميها _ في وطن حر وساسة خدم لناسهم وشعبهم ننتقدهم فلا ينزعجون ونجهل معهم فيسامحون ولا يرتشون … لكن لله الآمر من بعد ومن قبل .