يوم امس كنت اتجول في معرض بغداد الدولي الثالث للكتاب، لغرض اقتناء بعض الكتب، وقد قادتني قدماي الى احدى دور النشر المصرية حيث استقبلني شاب مصري بشوش الوجه حلو اللسان ومرح الطبع.
   حاولت استغلال مرح هذا الشاب عندما سرنا الى الجهة التي فيها الكتب السياسية في جناح الدار حيث تم ترتيب مجموعة من الكتب عن الشخصيات السياسية، فقد وضع كتاب يحمل عنوان مذكرات كلينتون، وزيرة الخارجية الامريكية السابقة، في مكان بارز وتحته مباشرة كتاب عن الحكام العرب.
   فبادرت الشاب بسؤال لا يخلو من خباثة ، بكم الحكام العرب؟ فرد علي ببلاش يا افندم، خمسة آلاف دينار فقط، ثم سالته عن سعر كتاب السيدة كلينتون فقال دا ب 20 الف، فقلت له هل يعقل ان كل الحكام العرب ب خمسة آلاف؟ وكلينتون لوحدها ب 20 آلف؟ فرد بالبديهية المصرية السريعة، اصلي دي ست الكل يا افندم. فضحكنا بعمق.
  واصلنا الحديث فحاولت معه مرة اخرى استغلال مرحه، وقلت له بما ان اليوم هو اخر ايام المعرض فلماذا لا تعمل خصم، فرد قائلا ممكن انزل من سعر الحكام العرب اما ست الكل فدي حتصعد مشل حتنزل، فقلت له حتى الدولار الامريكي يصعد وينزل، فاجاب “اصلك مش عارف يا افندم دي حتبقى ام الدولار وابوه” في اشارة الى انها ربما ستكون الرئيس المقبل للولايات المتحدة الامريكية، بعد ان اعلنت ترشيحها لهذا المنصب عن الحزب الديمقراطي.
   وقبل ان اغادر، قررت ان اشتري مذكرات ست الكل واترك الحكام العرب، عملا بالمثل القائل ان الغالي سعره فيه،، مع مودتي.