23 ديسمبر، 2024 7:37 ص

ستيفن هوكينغ ونظرية الثقوب السوداء

ستيفن هوكينغ ونظرية الثقوب السوداء

ستيفن هوكينغ قد يكون محظوظاً وهو يعيش 76 عاماً، اذ آخر أيامه فقد الحركة تماما، فضلاً عن النطق، فصار من الصعب بمكان الافصاح عما يريد من ايصال قوله وتوصيل فكرته، لكنه كان صبوراً قوي الجنان، وهذا ديدن العلماء، حتى رحل في يوم الأربعاء 14 مارس 2018.
ومن الصدف العجيبة أن يوم رحيله هو نفس اليوم ونفس الشهر الذي ولد فيه العالم الكبير صاحب النظرية النسبية أعني البرت أينشتاين (14 مارس 1879)؛ وستيفن ايضا كان اصدقاءه قد لقبوه بأينشتاين، وكان يعد اذكى عالم بعد نيوتن والبرت أينشتاين.
أينشتاين توقع قبل مائة عام تقريباً وجود الثقوب السوداء. ستيفن هوكينغ كان خبيراً في الثقوب السوداء الذي عبر عن يقينه بأن الكشف الجديد (اكتشاف الثقوب السوداء) يعد بمثابة لحظة فاصلة في تاريخ العلم. اذ أن “موجات الجاذبية تتيح طريقة جديدة كلياً للنظر الى الكون، وللقدرة على اكتشاف هذه الموجات قابلية احداث ثورة في علم الفلك. ان هذا الكشف الجديد هو اول اكتشاف لنظام الثقوب السوداء واول ملاحظة لثقوب سوداء وهي تصطدم وتتوحد. اضافة الى انه اثبت صحة النظرية النسبية لآينشتاين، سيتيح لنا الكشف الجديد رؤية الثقوب السوداء من خلال تاريخ الكون، وقد نرى ايضا مخلفات عملية خلق الكون من خلال الانفجار العظيم.” وبحث ذلك في كتابه (الثقوب السوداء) والذي صدر سنة 1995 بترجمة د. مصطفى ابراهيم فهمي.
نظرية ستيفن طرحها قبل اكثر من ثلاثة عقود، مفادها أن الثقب الأسود حين يبتلع شيئاً ما فذلك لا يعني بالضرورة أنه سيتلاشى ويختفي في العدم؛ واصبحت هذه النظرية ناهضة ومحط أنظار العلماء والاختصاصيين في هذا الشأن، وكان البعض يتوقع أن يحصل ستيفن على جائزة نوبل، لكن الحظ ايضا لم يسعفه، فرحل ولم يحصل عليها.
انصب جُل اهتمام ستيفن، في الكونيات لماذا الكون كان؟، وما هو سبب وجوده؟، واعتقد انه صار من لا شيء، وليس بالضرورة كان من وراءه خالق، واعتمد ذلك على القوانين الفيزيائية، وطبيعي أن الفيزياء لا يمكن أن تثبت وجود الله ابدا، فجميع النظريات العلمية والقوانين الاخرى لا تستطيع اثبات وجود خالق للكون. لكن العديد من الفلاسفة قالوا بوجوده، ومنهم “كانت” الذي قال بوجود الله لاعتبارات اخلاقية بحتة، وقال أن العلم قاصر عن ادراك كنه الله.
ستيفن له العديد من النظريات حول الفضاء والكون، وحتى بشأن مستقبل البشر على كوكب الارض، وحذر اكثر من مرة بمخاطر نووية وكارثية ستلحق بالبشر، واتوقع أن نظريات ستيفن ستتحقق اكثرها على الواقع، وبقية نظرياته تحتاج الى مزيد من البحث وتقصي الحقائق من قبل العلماء. وهو لولا حالته المرضية التي بدأت تسوء يوما بعد آخر لاستطاع أن لنا المزيد الفيوضات العلمية والاكتشافات الكونية، بفضل عبقريته الفذة.