18 ديسمبر، 2024 8:41 م

سبل التعايش السلمي في العراق والعالم….الحلقة 2 

سبل التعايش السلمي في العراق والعالم….الحلقة 2 

قراءة التاريخ
ان أنكار لدور الأوائل الذين خدموا الرسالة المحمدية في بداياتها بمثابة ظلم لهم ، نعم نحن نعترف بحصول اختلافات في وجهات النظر بعد خلافة الرسول الاكرم (ص) ولكن هذا لا يكون مدعاة لالغاء دور الاخرين في تحمل اعباء الرسالة في بداياتها مما يجعل الرسالة المحمدية العظيمة مجرد صراع بين فئتين على مدار التاريخ يظهر اوجها بين الحين والاخر كما نشاهدة حاليا في عراقنا الجريح ، وفي ذلك اساءة للفكر الاسلامي الاصيل الذي هو ((انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق )) وليس لاثارة الفتن والاضطرابات. راينا ان سبب ذلك يعود الى قراءة التاريخ أي ان التاريخ لم ينقل الينا بشكل صحيح فهناك الكثير من المبالغات التي تسبب الأنفعالات والتطرف كما ان في التاريخ حوادث تسئ الى رموز الطرف الاخر ونتوقع الحوادث مبالغ بها والعملية مقصودة الهدف منها التفريق لاغراض السيطرة بعد اضعافهم لاعتقادنا بان الطائفية كانت البوابة الرئيسية لدخول المحتلين بمختلف أجناسهم وكما هو الحاصل فعلا من المغول الى العثمانيين الى الأحتلال البريطاني واخيرا الأحتلال الأمريكي ولذلك لا بد من قراءة التاريخ من جديد عسى ان نجد في الطريق شمعة للوحدة والبحث عن الجوانب التي خدموا بها الاسلام في بداياته ونكرانها ظلم لهم .اي اننا نظيف الى دور اهل البيت (عليهم السلام) دور اخر هو دور الصحابة في الاسلام وتعميق هذة العلاقة بين ( الصحابة واهل البيت ) أي نبحث عن روابط بينهم بشكل واضح في المجتمع المسلم واعتبارها منهاج اساسي وهذا هو المنهج العلوي الصحيح الذي لم يدع فرصة للمنافقين ، اي ان اقترابنا من الصحابة (رض) يعني اقترابهم من اهل البيت (عليهم السلام) وفي ذلك كسب وتاليف لقلوب ملايين المسلمين في العالم ودرءا للفتنة. وان نتعالى على جراحات الماضي ونكون مستقبليون اكثر منا ماضيون انطلاقا من قوله تعالى(( تلك امة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسالون عما كانوا يفعلون)). علما باننا لا نقصد بقراءة التاريخ شمول فترة الحكم الاموي والعباسي كونها قطعا حكومات وراثية استبدادية غير خاضعة لرأي الاغلبية ولم يعملوا وفق (( وامرهم شورى بينهم )) وانما نقصد فترة الخلفاء الراشدين حصرا. بمعنى يجب التفريق بين الذين اساؤا فعلا الى الاسلام دون غيرهم وان نجعل نقمة التاريخ تحل على اؤلئك بالخصوص دون العموم أي على الذين اساءوا اليه فمثلا يجب ان نميز بين معاوية واتباعة والامام علي واهل البيت (علية السلام) واتباعهم دون ان ينسحب ذلك التمييز ليطال الاخرين.