اختي الناخبة… اخي الناخب
ستذهبون يوم السبت القادم المصادف للعشرين من نيسان للاقتراع وانتخاب مرشيحكم لمجالس المحافظات. أن اختياركم سيتوقف عليه مصير محافظاتكم للسنوات الاربعة القادمة, وتتوقف عليه سعادتكم او تعاستكم. ولأهمية ما ستقمون به اليكم بعض النصائح التي نأمل ان تنفعكم وتسهل لكم مهمة الاختيار الصائب.
النصيحة الاولى لاتعيدوا انتخاب من فشل طوال السنوات الاربعة الماضية في الايفاء بوعوده الانتخابية معكم, ولم يقدم لكم الخدمات التي كنتم ترجونها منه فالعاقل لايُخدع مرتين او كما يقوم الحديث المؤمن لايلدغ من جحرمرتين. واعلموا أن يوم الانتخاب هو يوم الثواب والعقاب. عاقبوا من لم يفِ بوعوده وخذلكم, فلاتعيدوا انتخابه, وكافؤا من اخلص لكم ووفى بوعده معكم فعيدوا انتخابه ان رأيتموه اهلا لذلك.
النصيحة الثانية اذا كنتم متحزبين او مؤيدين لحزب ما او ائتلاف ما فأعلموا ان ليس كل المرشحين الذين تقدمت بهم احزابكم مؤهلين للانتخاب, لان حسابات الاحزاب والائتلافات تختلف عن حساباتكم انتم المواطنون وليست بالضرورة ان تتطابق وقناعاتكم وعليه فلا تأخذكم العصبية الحزبية فتنتخبوا اشخاصا غيركفوئين لمجرد انهم من احزابكم او من الائتلافات التي تؤيدونها. ان الغاية الاساسية لأغلب الاحزاب والائتلافات هي الحصول على اكثرالاصوات والمقاعد وتحقيق الاغلبية في مجالس المحافظات وذلك لغايات سياسية ترتبط بالانتخابات البرلمانية المقبلة وبالصراع الدائرعلى السلطة, لذا حكموا عقولكم وضمائركم ايها الناخبون عند الاختيار فأنتم من ستتأثرون مباشرة بنتائج اختياراتكم وليس قادة الاحزاب اوالائتلافات.
النصيحة الثالثة لاتنظروا الى الاتجاه السياسي الذي يعتنقه المرشح ولا الى عقيدته السياسية, اسلامي,علماني, شيوعي, مؤمن , ملحد, متحزب, مستقل, بل انظروا الى برنامجه الذي يريد تطبيقه اذا كان لديه برنامج حقيقي, ولاتنخدعوا بالشعارات. ان الغاية الاساسية من الانتخاب هو اختيارالكفوء بعمله, المخلص لكم, النزيه بسلوكه بغض النظرعن اتجاهه السياسي او عقيدته الساسية. انتخبوا من تتوافر فيه هذه الصفات سواء كان اسلاميا او علمانيا, دينيا او مدنيا, مؤمنا او ملحدا, حزبيا او مستقلا. فالله تعالى يقول بكتابه المبين (فنعم من استأجرت القوي الامين) والقوة والامانة قد تتواجد عند المرشح العلماني مثلما قد تتواجد عند الاسلامي, وقد تتواجد بالملحد كما قد تتواجد بالمؤمن وخير مثال على ذلك اعضاء مجالس المحافظات في الدول الاوربية حيث يتم انتخابهم على اساس برامجهم الانتخابية وكفاءاتهم وليس على اساس معتقدهم الديني اوالسياسي, ولايجادل احد في التطور العمراني والمدني الذي وصلت اليه اوربا وبقية دول العالم المتحضر.
النصيحة الرابعة لاتنخدعوا بالصور ولابالرموز, واعلموا ان المرشح الذي يضع صورته الى جنب صورالرموزالدينية اوالسياسية مرشح غير كفوء لانه وبكل بساطة يتكأ على صورة الرمز لكي يحظى بأصواتكم ولايتكأ على برنامج انتخابي. انكم ستنتخبون المرشح وليس الرمز لان المرشح اذا فاز فإنه هو من سيصل الى مجلس المحافظة وليس الرمز. ان خدعة رفع صور المرشحين مع صور الرموز اشبه بخدعة رفع المصاحف في معركة صفين, فحذاري ان تقعوا بشراكها.
النصيحة الخامسة لكي تفرزوا المرشحين وتميزوهم دققوا جيدا بالشعارات التي يرفعوها او البرامج التي يطرحوها. فالمرشح الذي يرفع شعارا او برنامجا سياسيا اعلموا انه مرشحا لايصلح ان يكون عضوا في مجلس المحافظة لان المهمة الاساسية لمجالس المحافظات هي مهمة خدمية اي تقديم الخدمات للمواطنين عن طريق تطوير المحافظة وحل مشاكلها الخدمية وخلق فرص العمل فيها وليس معالجة الشؤون السياسية, ومما نشاهده في دعايات الانتخابات ان بعض المرشحين يخلط بين الامرين مما يدل على انه رجل شعارات فقط لايميز بين الخدمي والسياسي فكيف تختارون مرشحا لايعرف تماما وظيفة مجلس المحافظة التي يرد الترشح اليه؟.
النصيحة السادسة لاتسمحوا للاحزاب والائتلافات المتنافسة ان تؤثر في قناعاتكم عبر دعاياتها الانتخابية, فكثرة الدعاية لحزب ما او مرشح ما لاتعني بالضرورة انه كفوء اواهلا للانتخاب, فهي ضجيج انتخابي ينطبق عليه مقولة ( ما اقل الحجيج وما اكثر الضجيج).
النصيحة السابعة تحرروا من الصنمية الحزبية المقيتة, وارفضوا ان تُقادوا لصناديق الاقتراع كالقطيع لان الله تعالى يقول (ان شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لايعقلون) فلاتسمح لاحد اياً كان ان يسلبك نعمة العقل والتفكر وحرية الاختيار, وارفض ان تتحول الى بهيمة ودابة شريرة, لأنك بذلك ستعطي فرصة للفاشلين والانتهازيين من تحقيق اغراضهم الانتخابية. واذا كنت متحزبا وتخضع في اختيارك للتوجيهات والتعليمات الحزبية الصارمة فحاول ان تمارس حرية الاختيار بين مرشحي حزبك اذا كنت ترفض اختيار غيرهم, اختر الكفوء منهم ولاتتبع الاوامر الحزبية على الطريقة البعثية اللعينة (نفذ ثم ناقش).
اخيراً اختي الناخبة …اخي الناخب
امامكم فرصة لتغيروا من واقعنا البائس عن طريق الاختيار السليم والحر, فلاتفوتوا هذه الفرصة وتذكروا ( ان الله لايغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) فهل ستستجيبون لدعوة الحق سبحانه وتعالى ودعوة العقل فتنفضوا عن انفسكم ادران التعصب الحزبي والجهل وتختاروا الاصلح ؟ سؤال ننتظرالاجابة عنه يوم السبت القادم حيث ملحمة الانتخابات.
[email protected]