23 ديسمبر، 2024 4:27 ص

مجزرة سبا يكر جريمة تتوقف الكلمات امام وصف بشاعتها وشناعتها،تختلط في تلك الجريمة كل المعاني المتصلة بكل ما هو خسيس ودنيء،الجريمة تكشف عن الوجه الحقيقي لأولئك الخارجين عن سنخ الإنسانية بل ان معنى الجريمة اصبح متجسدا على الارض بهؤلاء الذين لايعرفون اية قيمة للحياة والإنسان.

هناك حقائق تظهر لنا ونحن نتابع اخبار هذه الجريمة اهمها:

1.غياب المفاهيم الانسانية من تفكير هؤلاء المجرمين.

2.الشعورالمسيطرعلى عقول هذه العصابات الاجرامية نحومن يخالفها الرأي يستند على النظرة التكفيرية .

3. فكرة الابادة الجماعية لمخالفيهم هي الركيزة الاساسية لتحركاتهم.

4.هؤلاء لايؤمنون بما وصلت اليه الانسانية من تطور علمي وحضاري ،بل ان نظرتهم تقوم على ارجاع الحياة الاجتماعية الى انماط وهمية قديمة تعيش في مخيلتهم.

5.هناك احقاد دفينة في نفوس قياداتهم استطاعوا من خلالها تسخير عناصرهم لارتكاب ابشع الجرائم.

6.اضفاء الطابع الديني والمذهبي على انشطتهم وتحركاتهم واستغلال جهل السذج والبسطاء لزرع فكرة الجهاد ومحاربة من يعتقدون بكفرهم.

7.تجاهل الثوابت الاخلاقية والاجتماعية ،والتعامل بمنطق القسوة المفرطة كلما امكنت الفرصة مع الافراد والجماعات المخالفة لأفكارهم.

ان النقاط المتقدمة ونقاط اخرى غيرها تمثل حقائق واضحة لابد من اتخاذها كنقطة انطلاق لفهم الطابع الاجرامي الذي تسلكه عصابات داعش ومن يسيرفي ركابها .

لقد اثبتت الاحداث ان هذه العصابات لاتتورع عن القتل والنهب والسلب كلما وجدت لذلك سبيلا. والمجتمع الانساني مطالب برمته للوقوف بوجه هذا الفكر التكفيري-ان صحت تسميته فكرا- اينما حل ،وان كانت اعماله الاجرامية قد حدثت في تلك المنطقة أو هذه المحافظة فأنها ستطال مناطق ومحافظات اخرى لاسمح الله مالم تستنفر الجهود وتجند الطاقات في عموم البلاد للوقوف بوجه هذه المؤامرة الخبيثة التي تستهدف تمزيق وحدة شعبنا.

الشهداء الشباب الذين اغتالتهم يد الغدر الداعشي خسارة كبيرة للوطن .وتبقى هذه الجريمة الكبرى شاهد على نذالة الانذال في كل زمان ومكان .

هذه الجريمة بحاجة الى مزيد من البحث لفهم تركيبة الشخصية الداعشية الطارئة على التاريخ الانساني عموما فضلا عن تاريخنا الاجتماعي.

هذه الجريمة مؤشر خطير في تاريخ الانسانية يكشف عن همجية يراد لها ان تسود ضمن مخطط يستهدف مقدراتنا.

جريمة سبايكر تستنهض كل غيور بكل ماأوتي من امكانية وقوة للتصدي لهذا المشروع الخبيث.والله الموفق