23 ديسمبر، 2024 5:49 ص

سايكولوجية أحزابنا!!

سايكولوجية أحزابنا!!

في البلاد اليوم عشرات الأحزاب والتكتلات والتجمعات وغيرها من الحالات , وهذا العدد يتحرك وفق آليات التصارع على القوة والثروة ولا يعنيه أي شيئ آخر.
فكل فئة تفكر بنفسها ومصالحها , ولكي تحقق ما تريده لا بد لها من الإستعانة بقوة تساعدها على السيطرة على الآخرين الذين ينافسونها , أو يقفون عثرة في طريق ما تصبوا إليه من المطامع والغايات الإستحواذية الأنانية.
ومن يقرأ سلوك الأحزاب والتكتلات في البلاد منذ تأسيس الدولة , وحتى الزمن الحالي الذي بلغت فيه ذروتها في التفاعلات الغابية الشرسة يتبين له ما يلي:

أولأ: الشك
هو القوة المهيمنة على الأحزاب والتكتلات , وبوصلة السلوك ومصدر القرار , وهذه القوة الفتاكة أدت إلى تداعيات دامية وصراعات مأساوية.

ثانيا: الخوف
الخوف الشديد يلازم سلوك أي حزب أو تكتل , فهي لا تتطمئن لبعضها , بل يحذر كل منها الآخر , ويفسر ما يبدر منه وفقا لمعايير الخوف والحذر.

ثالثا: العدوانية
طاقة مهيمنة على سلوك الأحزاب والتكتلات , ولا يمكن لأي منها أن يشفى من هذه العاهة الفاعلة في السلوك السياسي , إنها تعتدي على بعضها البعض وبشراسة وتوحش منفلت.

رابعا: الكراهية
كل حزب أو تكتل يتبنى ثقافة الكراهية وإعلام السوء والبغضاء , فينزه نفسه عن الخطايا والآثام , ويجعل الآخر آثما ومجرما ويصفه بأقبح الأوصاف.

خامسا: الإمتهان
الأحزاب تمتهن بعضها وتهين بعضها , وتنال من بعضها , ولا يمكنها أن تتخلص من عقلية الإمتهان والإستحواذ على بعضها البعض , لأنها لا تعرف مهارات الحياة الوطنية الإيجابية.

سادسا: القهر
الأحزاب عندما تتمكن من السلطة تدين بسياسة القهر والظلم والتعذيب , وبناء السجون وتأسيس الأجهزة الأمنية والإستخبارية الظالمة الخاصة بها , والتي تقضي على الإنسان وتصادر حياته بلا مسوغات وأسباب عادلة ووطنية.

سابعا: إفتراس الوطن
الأحزاب والتكتلات تعمل ضد الوطن , ولا يوجد حزب في تاريخ البلاد قد سعى لخدمة المصالح الوطنية , وإنما دوما تكون مصالحها أولا , مما أوصل البلاد إلى ما هي عليه اليوم.

ثامنا: الإنفرادية
كل حزب يتسلط وينفرد بالسلطة ويمحق الأحزاب الأخرى , فالأحزاب لا تمتلك روح وطنية جماعية , ولا تحكمها معايير وثوابت ذات قيمة حضارية وأخلاقية منضبطة.

تاسعا:الإمعان بالأنانية
الأحزاب والتكتلات تدين بمفهوم ” هذا وقتنا” وعلينا أن نحقق أقصى ما نستطيعه من المطامع الشخصية , فتعمم السلب والنهب والفساد وتثرى ثراءً فاحشا , وتشرد أبناء الشعب وتستحوذ على حقوقهم , وتؤدي هذه النشاطات الأنانية إلى تبديد طاقات وثراوت البلاد.

عاشرا: صناعة الشخص
كل حزب يصنع شخصه ويتحول إلى تابع له , فيرفعه إلى مقامات فوق البشرية , ويتبرك به وبأقواله وطلعته وصورته , ولا يعنيه إلا تغذية رغباته وحاجاته المستترة الفاعلة فيه.

حادي عشر: الإعتماد الخارجي
الأحزاب والكتل تتمتع بإسناد خارجي , وتمثل أجندات الآخرين ومصالحهم ولا يعنيها مصالح الشعب , فلكل حزب قوة مساندة تمده بالمال والسلاح والإعلام وغير ذلك.

ثاني عشر: التحالف مع الآخرين
الأحزاب والتكتلات ضد بعضها وتتحالف مع الآخرين من أجل القضاء على الحزب المضاد لها , وتستخدم الوسائل اللامشروعة للنيل من الحزب المعارض وتدمير الإنسان الذي عنده رأي.

ثالث عشر: مملوكة لشركات النفط
لا يمكن لحزب أن يكون في السلطة إن لم يكن مملوكا لشركات النفط المعروفة , ولكي تحكم البلاد في هذا الزمان , لا بد لك أن تكون ملكا مشاعا لهذه الشركات وإلا ستصيبك الويلات.

رابع عشر: الطائفية
الأحزاب والتكتلات ذات نزعات تفريقية , ولا تعرف التوجهات الوطنية الجامعة , ولا تتكلم بإسم الوطن , وإنما بإسم الكتلة والفئة , ولهذا فهي تسعى بكل نشاطاتها لتأكيد التناحر والتفرق.

خامس عشر: لا تؤمن بالدستور والقانون
لا يوجد حزب أو تكتل في تأريخ البلاد يقر بالدستور والقانون , وإنما جميعها تنسف القانون والدستور بأفعالها وقد تتحدث عنه وحسب , فهي أحزاب لا قانونية ولا شرعية فكيف تقر بدستور وقانون.

سادس عشر: الإستبدادية والدموية
كلها تتمتع بهذه الصفة السائدة الفاعلة القابضة على السلوك في جميع المراحل , فالحزب لا بد له أن يستبد ويعبّر عن سلوكه الدموي المشين , فكلها قد تلطخت أياديها بدماء الأبرياء.

وهكذا فأن الأحزاب ليست أحزابا وطنية بالمعنى المتعارف عليه للأحزاب , وإنما ذات ديناميكات وآليات سلوكية تتفق وتوصيف العصابة , ويبدو أن البلاد قد أصبحت في قبضتها.
فكيف بربكم سينجو وطن من هذا المأزق المروع؟!!