18 ديسمبر، 2024 9:58 م

(( في ليلة من ليالي الشتاء الباردة أخذ يقلب ذكرياته واحدة بعد الاخرى ليستعرضها امام عينيه بعدما تخلى عن جفونه النوم وهجره , غادر فراشه الدافيء ولملم اوراقه البيضاء واشعل الشمعة الصغيرة بين يديه في غرفته بضوئها الخافت كي لا يوقظ زوجته النائمة ليكتب ما في خاطره , راح يقلب افكاره مع بعضها البعض ويعتصرها عسى ان تجود بعطائها . أخذ يكتب تارة ويشطب اخرى وهو لا يستطيع ان يستجمع شيئا حتى بدأت عيناه تطبقان احدهما على الاخرى ملبية نداء النوم وهو يكابر على امل ان يكتب شيء لكن بدون جدوى فترك حينها القلم وبقايا الشمعة الصغيرة بيده ليلتمس فراشه على حذر من زوجته الغارقة في النوم كأنها الاميرة النائمة سقط ضوء الشمعة الباهت على وجهها واذا شعرها يفترش خديها ليحجب نور وجنتيها قليلا ليرسم لوحة فنان جميلة بابتسامتها الرائعة هنا استدار بشمعته التي كادت ان تنطفأ الى أوراقه المبعثرة على السجادة الارضية ليكتب عليها عزيزتي ورفيقة عمري وفنار دربي زوجتي الغالية لا أبقاني الله ليوم ليس فيه ابتسامتك ووجودك قربي فتسلل الى دفيء فراش سريره قرير العين مطمئن الفؤاد ….. )) بقلم ضياء محسن الاسدي