11 أبريل، 2024 6:47 ص
Search
Close this search box.

سامراء والجامع الكبير!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

الجامع الكبير في سامراء أنشأه الخليفة العباسي الناصر لدين الله (575 – 622) هجرية , (1179 – 1226) ميلادية , عند زيارته للمدينة.
والمدرسة الدينية (العلمية) المجاورة له تأسست عام (1891) ميلادية (1308) هجرية , في عهد السلطان عبد الحميد الثاني , وبتوجيه مباشر منه , وإشراف والي بغداد العثماني (حسن رفيق باشا) , وأنتدب لها من بغداد الشيخ (محمد سعيد النقشبندي) الذي قابل السلطان في إسطنبول لهذا الغرض , وتم الشروع ببنائها عام 1896 ميلادية وتم عام 1898.
وفي زمن المتوكل (232 – 247)هجرية , (846 – 862) ميلادية , وفد إلى سامراء الإمام علي الهادي(ع) , وأقام فيها , وغدت مثوى له ولولده الحسن العسكري (ع) , ومكان غيبة حفيده المهدي(ع) , واكتسبت معاني دينية , فصار محور تفاعلاتها وهويتها.
وعلى مدى قرون وهذه المعالم قلب المدينة النابض بالحياة , وتمثل معاني الألفة والأخوة الدينية , وتترجم: “إنما المؤمنون أخوة “(الحجرات : 10) , وتقدم برهانا ساطعا على وحدة الإسلام , وأن المسلمين كالبنيان المرصوص.
هذه المعاني الجوهرية في الإسلام يستهدفها أعداؤه , ووجدوا غايتهم العبث بالكينونة التآلفية في المدينة , وبتدمير معالمها التأريخية ومسيرتها الحضارية السامقة.
فالإسلام يُراد له أن يكون على مقاسات أعدائه , التي يتحقق تصديرها وتسويقها في ديار المسلمين , وخلاصتها أن الإسلام طوائف متناحرة وليس بدين , ومضت سكة التفاعلات التدميرية وفقا لنظرية ” مَن صَنعهم الدين يدمّرهم الدين”, وجرى ما جرى لتنفيذ معطيات النظرية , وبرامجها تسير على قدمٍ وساق , ويُستخدم فيها المغفلون من أدعياء الدين والمتاجرون به , والمضلَلون بالغنائم والإستحواذات المبررة بفتاوى أعداء الدين.
ليس الموضوع متعلق ببناء , وإنما برمزية السلوك المتصل بالبناء , وإذا تجاهل المستحوذون على البناء ما ينطوي عليه سلوكهم من عدوان على الدين , فأنهم في غفلتهم يعمهون ومجندون للنيل من الدين , وعقولهم مغسولة بماء كالمهل.
فهل من الدين أن تتظافر الجهود لتفرقة أبناء الدين الواحد؟
وهل ما يحصل تعبير عن قيم الإسلام وجوهر معانية وأنوار رسالته؟
أين المدّعين بتمثيل الدين وقادته؟
وما رأيهم في:
“واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا” آل عمران: 103
“وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان” المائدة: 2
“ولا تتبعوا خطوات الشيطان , إنه لكم عدو مبين” البقرة: 208
“إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون” المؤمنون : 52
وفي الأحاديث الصحيحة:
“المسلم أخو المسلم لا يخونه , ولا يكذبه , ولا يخذله , كل المسلم على المسلم حرام , عرضه وماله ودمه , التقوى ها هنا , يحسب إمرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم”
“المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يُسلِمُه….”
“مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا إشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”
“لاتقاطعوا , ولا تدابروا , ولا تباغضوا , ولا تحاسدوا, وكونوا عباد الله إخوانا”
“المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا”

“فويلٌ للذين ظلموا من عذاب يومٍ أليم” الزخرف: 65
“والله مع الصابرين” الأنفال : 66
أللهم إجمع شمل المسلمين , وفقهم بجوهر الدين , وأبعد عنهم أحابيل المنافقين وتجار الدين!!
و “إن الدين عند الله الإسلام” آل عمران: 19
فهل عندنا إسلام؟!!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب