18 ديسمبر، 2024 8:48 م

سامراء بين الشُرطة والشَرطة…!

سامراء بين الشُرطة والشَرطة…!

سامراء ومنذ أن تأسست دولة العراق فيها شرطة تسمى ,شرطة سامراء, وللشرطة مركز يسمى , مركز شرطة سامراء, والشرطة من أبناء سامراء الذين يحافظون على الأمن والنظام في المدينة بجميع مرافقها ومؤسساتها.
وبعد ألفين وثلاثة , صار في المدينة قوات وقوات وعلى رأسها القوات الحكومية بمختلف صنوفها وتسمياتها ومهماتها.
هذه القوات أخذت على عاتقها , وحسب رؤية الذين أوفدوها  , الحفاظ على ما تريد من أهداف ومواقع , ومعظم أفرادها , إن لم يكن جميعهم , ليسوا من أبناء سامراء , ويتعاملون بأساليب إستفزازية وضارة بالمدينة وبأبنائها , كما حصل في الحادثة الأخيرة التي أدت إلى مقتل أحد الأشخاص بوحشية ولا مسؤولية.
مما أثار أبناء المدينة وأغضبهم كثيرا.
والحوادث المشابهة لذلك تتواصل , ولابد من التساؤل عن لماذا تزج الحكومة بقوات من غير أبناء مدينة سامراء في مدينتهم.
هل تتصور أن أبناء سامراء غير قادرين على تأمين سلامة مدينتهم وزائريها وما فيها من مواقع دينية مهمة؟
هل أن الحكومة تحسب أنها أقدر منهم على ذلك؟
إن سلوك الحكومة تجاه مدينة سامراء يبدو غير حكيم ويخلو من الخبرة السياسية والقيادية , ومبني على تصورات وأوهام ورؤى بالية وضيقة.
فأهالي سامراء هم الذين حافظوا على مراقد الأئمة وصانوها من كل أذى على مدى قرون , وما أن تدخلت القوات البعيدة عن المدينة ومراقدها وطبيعتها , حتى حصل ما حصل من الأحداث المؤسفة لأعظم معالمها وشواهدها التاريخية والروحية.
إن الحكومة ترتكب أخطاءً جسيمة في عدم مراعتها لمشاعر أبناء مدينة سامراء , بإدّعائها الحرص على مراقد الأئمة أكثر من أبناء سامراء الكرام المعروفين بغيرتهم عليها , وبضيافتهم للزائرين وخدمتهم السامرائية الفياضة. ويشهد لهم التاريخ وزوار عتباتهم المقدسة على مر العقود والقرون.
فالزيارات جزء كبير ومهم من ثقافة المدينة وإقتصادها, وإرتباط أهالي سامراء بالمرقدين معروف ومشهود له بالحماية والصون والذود الأبي عن حرمتهما وسلامتهما.
إن التفاعل مع أبناء مدينة سامراء بأساليب غير عراقية لا ينفع الجميع , ونرجو من الحكومة أن تعيد النظر في سلوكياتها , وأن تساند أبناء سامراء وتدعمهم في تأمين السلامة للجميع , وأن يكون الشرطة وجميع القوات الأخرى من أبناء المدينة وحسب.
أما أن يأتي مَن يأتي ويدّعي ما يدّعي ويتصور ما يتصور , فهذا هتك لحرمة مدينة وتاريخها ووجودها الحضاري والثقافي وقيمها الأخلاقية وتقاليدها الإسلامية السامية.
ونرجو من الحكومة أيضا أن تزيل الحواجز الكونكريتية وأن تفتح أسواق المدينة , وتعطي الفرصة لأبناء سامراء للإستثمار في مجالات خدمة الزوار وتوفير الرعاية والحماية لهم.
إن ذلك من حق أبناء سامراء وواجبهم وإلتزامهم الأدبي والإسلامي والوطني , تجاه بلدهم ومدينتهم ومعالمها وأبناء العراق أجمعين الوافدين إليها على مر الأيام.
فتحية لمدينة الثقافة والحضارة والتاريخ , ولأبنائها الغيارى الذين يبذلون الجهود الكبيرة لإعلاء شأن مدينتهم وتطويرها والإرتقاء بها إلى ما تستحقه من القوة والسلامة والجمال.