9 أبريل، 2024 1:02 ص
Search
Close this search box.

سامراء الخاطف والمخطوف!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

الخطف إعتداء على المواطنين وإخفاؤهم قسرا , والتعتيم على مصيرهم , وإطلاق مصطلح “المغيّبون” عليهم , ويعني إنهم إلتحفوا التراب , ولا توجد أدلة ولا شواهد , وفقا لآليات كل مَن عليها فان , ومرتكب الجريمة مجهول الإسم والعنوان , فالذي خطفهم طائر العنقاء القادم من دياجير الزمان.
المواطن يسير في شوارع المدينة , فتنقض عليه طيور جارحة تسمى”مجهولة” فتأخذه إلى المجهول , والذين شهدوا الواقعة الأليمة يلوذون بصمتهم , خوفا على أنفسهم من الوعيد والتهديد , و” يا روحي ما بعدك روح”!!
عمليات الخطف والتغييب تجري على مرأى ومسمع الجهات الأمنية المسؤولة , وعندما تسألها يكون الجواب: “لست أدري”!!
المدينة ضاع فيها الأمان , وتحكمت بمصير أهلها قوى ما أنزل الله بها من سلطان , وكأن المؤسسات الأمنية رمزية الكيان!!
أ يصح في الأفهام أن يُخطف المواطنون بالعشرات من شوارع المدينة , والمسؤولون عن الأمن فيها لا يعلمون شيئا , وإن أخبرتهم , ربما لا يمتلكون مهارات البحث والتحقيق , والقدرة على كشف الفاعلين وتقديمهم للعدالة.
أصبح الخطف في سامراء روتينيا وحدثا يوميا عاديا , وهو جريمة خطيرة ضد الإنسانية , فالمفروض أي مواطن توجه له تهمة , يمثل أمام المحاكم وينال جزاءه العادل , لا أن يتم خطفه والتنكيل به وقتله والتعمية على مصيره , وترويع أهله !!
هذه السلوكيات لا تحصل في أفقر وأفشل الدول , وإن جرى خطف مواطن فالأجهزة الأمنية يتم إستنفارها , وتبذل قصارى جهدها للكشف عن مصيره وتقديم الفاعلين للعدالة.
بينما سامراء تعاني من جرائم الخطف اليومية , ودوافعها واضحة للقاصي والداني!!
فهل للحكومة قدرة على النظر بالموضوع , والكشف عن مصير المخطوفين الأبرياء , وهم بالعشرات أو بالمئات؟!!
فأين العدل وهيبة القانون؟!
وأين الرحمة والدين؟!
فهل من يقظة ضمير وغيرة على قيمة وحقوق الإنسان ؟!!
عواد جاسم

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب