الخطف إعتداء على المواطنين وإخفاؤهم قسرا , والتعتيم على مصيرهم , وإطلاق مصطلح “المغيّبون” عليهم , ويعني إنهم إلتحفوا التراب , ولا توجد أدلة ولا شواهد , وفقا لآليات كل مَن عليها فان , ومرتكب الجريمة مجهول الإسم والعنوان , فالذي خطفهم طائر العنقاء القادم من دياجير الزمان.
المواطن يسير في شوارع المدينة , فتنقض عليه طيور جارحة تسمى”مجهولة” فتأخذه إلى المجهول , والذين شهدوا الواقعة الأليمة يلوذون بصمتهم , خوفا على أنفسهم من الوعيد والتهديد , و” يا روحي ما بعدك روح”!!
عمليات الخطف والتغييب تجري على مرأى ومسمع الجهات الأمنية المسؤولة , وعندما تسألها يكون الجواب: “لست أدري”!!
المدينة ضاع فيها الأمان , وتحكمت بمصير أهلها قوى ما أنزل الله بها من سلطان , وكأن المؤسسات الأمنية رمزية الكيان!!
أ يصح في الأفهام أن يُخطف المواطنون بالعشرات من شوارع المدينة , والمسؤولون عن الأمن فيها لا يعلمون شيئا , وإن أخبرتهم , ربما لا يمتلكون مهارات البحث والتحقيق , والقدرة على كشف الفاعلين وتقديمهم للعدالة.
أصبح الخطف في سامراء روتينيا وحدثا يوميا عاديا , وهو جريمة خطيرة ضد الإنسانية , فالمفروض أي مواطن توجه له تهمة , يمثل أمام المحاكم وينال جزاءه العادل , لا أن يتم خطفه والتنكيل به وقتله والتعمية على مصيره , وترويع أهله !!
هذه السلوكيات لا تحصل في أفقر وأفشل الدول , وإن جرى خطف مواطن فالأجهزة الأمنية يتم إستنفارها , وتبذل قصارى جهدها للكشف عن مصيره وتقديم الفاعلين للعدالة.
بينما سامراء تعاني من جرائم الخطف اليومية , ودوافعها واضحة للقاصي والداني!!
فهل للحكومة قدرة على النظر بالموضوع , والكشف عن مصير المخطوفين الأبرياء , وهم بالعشرات أو بالمئات؟!!
فأين العدل وهيبة القانون؟!
وأين الرحمة والدين؟!
فهل من يقظة ضمير وغيرة على قيمة وحقوق الإنسان ؟!!
عواد جاسم