23 ديسمبر، 2024 1:31 ص

سامراء أيقونة الوحدة الدينية!!

سامراء أيقونة الوحدة الدينية!!

يستهدفون سامراء لأنها أيقونة الوحدة الدينية , والعنوان الكبير لإعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقو ا , فأعداء الدين يريدون شق لحمة الإسلام , وتمزيق وجوده الإنساني العريق.
وعلى مدى قرون , وسامراء تقدّم المثل الراقي للتفاعل المعرفي المتنوّر بين المذاهب والفرق , التي لديها رؤيتها وتصوراتها المتنوعة.
وترعرعنا كأحفاد لأجدادنا الكرام , الذين يرون أن جدّهم الإمام علي الهادي , وكانت من مراسيم إتمام صلاة الجمعة في الجامع الكبير , أن نزور المرقدين ونستقي من فيض الروح والهدى والإيمان.
ومنذ الأيام الأولى لحياتنا كنا في رحابهما , فالمولود الجديد يزور جده علي الهادي , والمتوفي يزوره قبل الدفن , والقادم من الحج يطوف حول الضريح أولا.
ومنذ عهدٍ بعيدٍ إرتبطت المدرسة الدينية والجامع الكبير فيها بالمرقدين , كقدوة للتواشج والإعتصام بالإسلام الواحد الحنيف , وللفيض الإيماني , الذي ينث أنواره في الأرواح والنفوس والقلوب , ويقدح إرادة الإنتماء الحقيقي لجوهر الدين , ورمز تلاحمي , للتعبير عن معنى القيمة المعرفية الإنسانية , وآليات التفاعل الواعي المنير بين المذاهب.
إن الإعتداء على هذا التآلف الديني والإحتضان الإنساني , والعمل على شق الصفوف , وتأكيد السلوكيات السلبية المقيتة , لعدوان سافر وإثم كبير.
فسامراء ستبقى كما كانت نبعا صافيا معبّرا عن روح وجوهر الإسلام , وقدرته على التواصل الأليف بين الأجيال , وعنوان للتكاتف والتعاضد , لا كما يُراد لها أن تكون وفقا لرؤى المتاجرين بالدين.
وسامراء شعلة إيمانية وضّاءة , ومنهج سلوكي يترجم القيم العالية للدين الحنيف , الذي أشرق بأنواره على أمة العالمين , فهل لكم أن تقرأوا التأريخ , وتعرفوا إرادة القرون.
وإن الدين عند الله الإسلام , ولن يكون لأقزام وأزلام , وطوائف وجماعات تريد الدنيا بالدين.
إن التأريخ يؤكد دوام الصحيح ولا يؤازر السقيم المنافي لإرادة الحياة , فيبقى ما ينفع الناس والدين , ويذهب ما لا يتوافق وإيقاع الكينونة المطلقة الدائبة الدوران.
فإن فعلتم فسيعيد التأريخ الأمور إلى نصابها مهما توهم الجاهلون لروح الدين , فهذه النوايا والأفعال ستؤول إلى عصف مأكول , فتعلّموا من التأريخ يا ألوا الألباب لو كنتم تتفكرون.
فبأي عذر وحجة تتجرأون على فصل الروح عن مشيمة الإيمان واليقين , وفي المدينة إمام الهدى والحلم والمنهج العادل المستقيم , ومنه تستمد عزيمتها , فهو الهادي المنير , وأجيالها إرتوت من معين الهداية والأنوار الإيمانية الراسخة , فهل تريدون إقتلاع جذور الحياة , وقطع نسغ الوجود الإنساني السامق في عروش السموات , وجنان الفردوس في عليين؟!!
قلْ لأقوامٍ بدينٍ تاجروا
وبدينٍ نحو دنيا غامَروا
حفظَ الله صراطا بيِّنا
وكتاباً إصْطفاهُ القادرُ