ساد الخراب والدمار كل مكان ..وانتشر الجوع والمرض بين الناس ..وقد عايشت الحدث في ما مضى من الايام ..لكني لــــــــم اثور ..لاني رأيت في الثورة نوعا من الغباء وبقيت جامدا في مكاني ..طعامي اكلته بين مساقط الصواريخ ومضادات الدفاع الجوي العاجزة عن اصابة الهدف ..نمت في العراء ..احببت في غير اهتمام ..تأملت غدر الزمان واهله..حتى ضاق صدري .. وهكذا قضيت تلك الايام التي قُدّرت لي على هذه الارض..
الطرقات على ايامي كانت تؤدي الى مستنقعات ..
القدرة كانت محدودة ..
الهدف كان وبدا بعيدا..
كان واضحا على كل حال غير اني ما استطعت ان ادركه..
وهكذا انقضى عمري الذي قُدر لي على هذه الارض..
..نفسي مشتاق لأن اكون حكيما ..
الكتب القديمة تصف لنا من هو الحكيم..هو الذي يعيش بعيدا عن منازعات هذه الدنيا، يقضي عمره القصير بلا خوف او قلق العنف يتجنبه..والشر يقابله بالخير..الحكمة في ان ينسى المرء رغائبه ،بدل ان يعمل على تحقيقها ..
الا انني لا اقدر على شيء من هذا ..
انتم يامَن ستظهرون بعد الطوفان الذي غرقنا فيه ..فَكِروا..عندما تتحدثون عن ضعفنا في الزمن الاسود الذي نجوتم منه ..وانتم في ظهور أبائكم..
…آه ،نحن الذين اردنا ان نُمَهِد الطريق للمحبة ..لم يستطع ان يُحِب بعضنا بعضا ً..!؟
..اما انتم ..فعندما يأتي اليوم الذي يصبح فيه الانسان صديقا للانسان..
..فأذكــــــــــــــــــــــــــــــــــرونا..وسامحــــــــــــــــــــــــــــــــــــــونا..
.